الخليج والعالم
الرياض توطّد علاقاتها مع بيكن والسبب طهران
توقّف الكاتبان في موقع "National Interest" أحمد القاروط وعلي الأحمدي عند اتفاقية الشراكة الشاملة التي وُقعت بين السعودية والصين والتي جاءت بعد عاميْن من توقيع بيكن على اتفاقية مماثلة مع طهران.
وقال الكاتبان إن توقيت الاتفاقيات ليس صدفة بل خطوة محسوبة تهدف السعودية من خلالها لاحتواء إيران وتقليص أية مكاسب قد تحقّقها، وشددا على أن الولايات المتحدة تستفيد من الاتفاق بين الرياض وبيكن، والذي سيساعد على ضبط قوة إيران على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأكد الكاتبان أن الشراكة الإستراتيجية بين السعودية والصين يجب أن لا يُنظر إليها بمعزل عن الاتفاقيات الأخرى التي أبرمتها إيران مع دول آسيوية، وأن استدارة السعودية نحو آسيا تأتي في سياق الرد على توجه إيران نحو الشرق.
وقالا إن السعودية تهدف إلى إحتواء إيران في آسيا، وبالتالي تكملة المساعي الأميركية في هذا السياق، وتابعا أن السعودية وبلدانًا خليجية أخرى وقّعت على اتفاقيات مع دول آسيوية تسعى إيران إلى تعزيز العلاقات معها، وأشارا هنا إلى توقيع الرياض على اتفاقيات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية مع دول مثل ماليزيا وأندونيسيا والهند وكازاخستان وبنغلادش وغيرها.
وأكدا أن علاقات السعودية الوطيدة مع الصين يجب أن يُنظر إليها في سياق المساعي الهادفة إلى احتواء علاقات إيران المتنامية في آسيا.
وبحسب الكاتبين، وطّدت السعودية شراكتها الاقتصادية مع الصين من أجل منع توطيد العلاقات بين الأخيرة وإيران.
وتحدثا عن مخاوف الرياض من تعزيز التبادل التجاري بين الصين وإيران، في الوقت الذي يهدّد فيه الغرب بفرض عقوبات على الصين.
واعتبر الكاتبان أنه يجب النظر إلى هذه المساعي على أنها في سياق رغبة الرياض في احتواء دور طهران في المنظمات الدولية غير الغربية، ولفتا إلى القلق السعودي من دور طهران في المنظمات، مثل "منظمة تعاون شنغهاي" و"بريكس"، ومن أن ذلك سيساعدها في تخفيف تأثير العقوبات، كما أشارا إلى أن السعودية تقدمت بطلب الانضمام إلى "بريكس" بعد فترة قصيرة من تقديم إيران طلب العضوية في هذه المنظمة.
وخلص الكاتبان الى أن الصين لم تحصل على كل ما تريده من السعودية، وأن الرياض وأطرافًا خليجية أخرى لا تزال ترفض الطلب الصيني إنشاء منطقة تجارة حرة، وختم أن عدم قيام السعودية بتقديم التنازلات يشير إلى أن انفتاحها حيال الصين ليس من دون ضوابط، وهو يرمي بشكل أساسي إلى إضعاف إيران بدلًا من تقوية الصين في العالميْن الخليجي والعربي.