الخليج والعالم
واشنطن تفشل في محادثاتها مع الصين حول أوكرانيا
أكّد الدبلوماسي الهندي السابق بهادرا كومار أنّ "الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكن مع نظيره الصيني وانغ يي عقب محادثات أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ مع كل من نظيره الألماني فالتر شتاينماير، والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف، انتهى إلى الفشل".
وفي مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" تحت عنوان "مثلث ألماني صيني روسي بشأن أوكرانيا"، وصف كومار هذا الاتصال الهاتفي بـ"الفشل الذريع" لبلينكن، مشددًا على أن الأخير كان يحاول الحصول على التفاصيل بشأن المحادثات المذكورة.
عقب ذلك، قال الكاتب "إن شتاينماير هو دبلوماسي لديه تجربة طويلة كوزير للخارجية بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ ومن ثم بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٧ وكذلك سياسي رفيع المستوى في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهو نفس الحزب الذي ينتمي إليه المستشار الألماني أولاف شولتز، كذلك خلص إلى أنه من المؤكد أن الاتصال بين شتاينماير وشي جرى بالتشاور مع شولتز".
وتابع الكاتب أن "شتاينماير لعب دورًا بارزًا في المفاوضات التي أدت إلى اتفاقيات مينسك، وأنه قدم ما بات يعرف فيما بعد "بصيغة شتاينماير" عندما بدأت تنهار اتفاقيات مينسك عام ٢٠١٦".
وأوضح الكاتب أنّ ""صيغة شتاينماير" دعت إلى إجراء الانتخابات في المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة الانفصاليين في دونباس استنادًا إلى القانون الأوكراني وتحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وعاد الكاتب إلى الاتصال الهاتفي بين بلينكن ويي فأشار إلى أن الأخير أكد خلال هذا الاتصال أن بلاده دائمًا ما دعمت السلام وميثاق الأمم المتحدة وستبقى تلعب دورًا بناءً من أجل تسوية النزاعات عبر أسلوبها الخاص.
واعتبر كومار أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية يفيد بأن بلينكن فشل في إجراء محادثات حقيقية مع نظيره الصيني حول أوكرانيا.
وقال "إن المبادرات التي أقدمت عليها ألمانيا مؤخرًا تجاه بكين – من زيارة شولتز إلى الصين برفقة وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال إلى المكالمة الهاتفية بين شتاينماير وشي - لم ترق لواشنطن".
وأضاف أن "المكالمة بين الرئيسين الألماني والصيني تؤكد أن شولتز يتبنى نهج الانخراط البناء مع الصين كما فعلت أنجلا ميركل قبله، وذلك بغض النظر عن العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين".
وبينما رأى الكاتب أن مناقشة ترسيخ السلام في أوكرانيا مع الصين تعدّ خطوة جريئة من جانب القيادة الألمانية بينما تنخرط إدارة بايدن بحرب عبر الوكالة مع روسيا، تحدث في المقابل عن غضب وإذلال ألماني خلال الأشهر الأخيرة.
وتابع في هذا السياق أن "الوزراء الألمان أعربوا علنًا عن استيائهم من قيام شركات النفط الأميركية باستغلال أزمة الطاقة من أجل جني أرباح طائلة عبر بيع الغاز بأسعار تساوي السعر الداخلي في أميركا بنسبة ما بين ثلاثة وأربعة أضعاف".
كذلك تحدث الكاتب عن مخاوف ألمانية من أن يؤدي مشروع قرار إدارة بايدن لخفض التضخم إلى هجرة الصناعات الألمانية نحو الولايات المتحدة.
وشدّد على أن الصين تعدّ شريكًا في غاية الأهمية من أجل تعافي الاقتصاد الألماني، وعلى أن المانيا لا تستطيع السماح للولايات المتحدة بأن تدمر شراكتها مع الصين.
وبينما قال الكاتب أن المانيا أصبحت على الخطوط الأمامية في الحرب في أوكرانيا، شدّد على أن واشنطن هي من تحدّد الأساليب والاستراتيجية الغربية، مشيرًا إلى أن ألمانيا ترى أن الصين تستطيع لعب دور صانع السلام في أوكرانيا، وأن المؤشرات تفيد بأن بكين نفسها منفتحة للعب هذا الدور.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024