معركة أولي البأس

الخليج والعالم

التفاوض في الملف النووي محور اهتمامات الصحف الإيرانية
26/12/2022

التفاوض في الملف النووي محور اهتمامات الصحف الإيرانية

كتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية في عددها الصادر اليوم الاثنين أن الرئيس الأميركي جو بايدن زعم في تصريحاته الأخيرة أنّ "الاتفاق النووي مع إيران قد مات"! لكنه في الوقت نفسه أرسل بشكل احتيالي مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للمطالبة بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، فيما هرع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على الفور للقاء عبد اللهيان.

ورأت الصحيفة أنّ "هذه اللقاءات في الواقع تقر بعدة حقائق. لقد فهم بايدن أنه في مجال الجغرافيا السياسية فإنّ سرعة التطورات في المنطقة تكتسب قوة، على حساب النظام أحادي القطب لأميركا"، وأضافت "كيهان": "بعد دعم العديد من الجرائم في الأشهر القليلة الماضية، يُظهر الادعاء في الواقع أن خطة العمل الشاملة المشتركة ماتت وأن بايدن أدرك أيضًا أن أيًا من ابتزازه لن يتحقق، وبطريقة ما اعترف بفشل محاولاتهم للابتزاز من خلال أعمال الشغب الأخيرة، ومع تصريحات المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتضح أن إدارة بايدن تحاول تبني أسلوب خادع آخر للدخول في المفاوضات النووية".

وأضافت: "كل الدلائل والأدلة تظهر أن الولايات المتحدة والأوروبيين يميلون بقوة نحو المفاوضات، كما أظهرت أحداث الأشهر القليلة الماضية أنهم يعتزمون التفاوض بإلقاء بعض المهرجين في منتصف المسرح، للابتزاز كما اعترف الأميركيون والأوروبيون".

وردًا على ادعاء بايدن بأن خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) قد ماتت، كشف روبرت مالي عن هدف بايدن من الدخول في المفاوضات بطريقة مختلفة عندما قال: "وظيفتي ليست كتابة نعي، لكنني أعتقد أن خطة العمل الشاملة المشتركة هي أفضل ضمان لنا". 

وختمت " كيهان" المقال بالقول: "بعد أن ادعى أنّ خطة العمل الشاملة المشتركة ماتت"، اعترف بايدن أيضًا أنه "لا يمكننا إعلان وفاته لأن قصته طويلة"، ويظهر هذا البيان أيضًا أنهم يائسون جدًا أمام إيران قوية ومستقلة، والسبب في القصة الطويلة هو أنهم ليسوا فقط قلقين بشأن "الشتاء البارد" هذا العام، بل هم أكثر قلقًا بشأن "الشتاء البارد العام القادم"، لأنه مع تراجع صادرات روسيا من الطاقة إلى أوروبا وتزايد طلب الصين في المستقبل، فإن أزمة الطاقة الأوروبية بدأت للتو، ومع استنفاد احتياطات أوروبا، سيكون الاختبار الحقيقي هو شتاء العام المقبل، وبالإضافة إلى الشتاء البارد يأتي الركود الاقتصادي وعواقب أخرى لارتفاع أسعار الطاقة، وكما أعلنت بلومبرغ، فإنها لن تترك الغرب لسنوات عديدة". وقالت رويترز أيضًا "إنه على عكس الاتجاه التنازلي للتضخم السنوي في إيران وروسيا، فإن أرقام التضخم في أميركا وأوروبا ستكون صاعدة".

الدبلوماسية الإيرانية النشطة في مؤتمر "بغداد 2"

بدورها، كتبت "صحيفة إيران" اليوم: "انعقد مؤتمر بغداد الثاني بحضور رؤساء وممثلي 12 دولة و5 منظمات اقليمية ودولية في البحر الميت الأردني، والذي يهدف إلى دعم أمن وسيادة العراق، وتعزيز التعاون الإقليمي مع العراق في مختلف المجالات، من بينها مكافحة الإرهاب، الأمن الغذائي، أمن المياه والطاقة، إلخ"، لافتة الى أنّ "جمهورية إيران الإسلامية وإلى جانب وجهة نظرها بشأن أمن المنطقة قد حددت أن التنمية الجماعية والتقدم يعتمدان على الوصول إلى نموذج التعاون الإقليمي، وتعتقد أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الحوار بين دول المنطقة".

وأضافت " إيران": "من وجهة النظر هذه فإنّ المنطقة عبارة عن جغرافيا موحدة ومترابطة لها مصير مشترك للجميع، ومن أجل حل المشاكل وسوء التفاهم والتحرك في اتجاه التنمية المستدامة والاستقرار، من الضروري إجراء حوارات شاملة بين دول المنطقة، وبناء على ذلك، فإن جمهورية إيران الإسلامية تعتبر أمن واستقرار العراق جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار إيران والمنطقة، ولم تدخر أي مساعدة في دعم العراق الشقيق والصديق".

وأضافت: "تتمتع جمهورية إيران الإسلامية بعلاقة تاريخية وجغرافية وثقافية وما إلى ذلك في العراق، وقد أرادت دائمًا عراقًا مستقرًا وآمنًا وقويًا يلعب دورًا بناء في التطورات الإقليمية"، مشيرة الى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت في هذا الإطار وخاصة منذ عام 2003 دورًا بناءً وفعالًا في تسهيل العملية السياسية واستقرار هذا البلد، بغض النظر عن أي طرف يتولى السلطة، وطالبت بالسيادة العراقية الكاملة.

إقليم "المنافقين"

من جهتها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" في عددها اليوم: "خلال أعمال الشغب الأخيرة التي اندلعت في بعض أنحاء البلاد حاولت الجماعات الإرهابية الانفصالية التي تعيش في إقليم كردستان العراق بجهودها الشاملة خلق حالة من انعدام الأمن في البلاد، خاصة في المناطق الغربية والشمالية الغربية، وكانت مجموعات مثل الحزب الديمقراطي وكومله وباك من بين هذه المجموعات النشطة، بالإضافة إلى ذلك، أعطى مسؤولو إقليم كردستان العراق لأنفسهم الإذن بالتدخل في شؤون إيران الداخلية ودعم الفوضى بحجة أن الراحلة مهسا أميني كردية الأصل، كما في الأيام الأولى من الاضطرابات، أعلن مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني  دعمه للاضطرابات في إيران من خلال نشر تغريدة".
 
وأضافت "وطن أمروز" : "بدأ بارزاني في نشر جزء من قصيدة عربية وكتب: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، وبالإضافة إلى هذه التغريدة الداعمة فإن الحجم الكبير لتهريب الأسلحة من الحدود الغربية للبلاد والوجود النشط للمجموعات الانفصالية في المناطق التي يسيطر عليها البارزانيون يشير بوضوح إلى دعم سلطات إقليم كوردستان للفوضى والإرهاب في إيران".

وتابعت الصحيفة "سلطات اقليم كردستان وخاصة البرزانيون يدعمون الفوضى والاضطراب في إيران ويدعون الشعب الكردي في إيران إلى العنف، أما في ما يتعلق بالعنف ضد الكرد في فرنسا فيطالب الأكراد دولة أوروبية لممارسة ضبط النفس وتجنب العنف"، ونضيف الصحيفة "يوم الجمعة الماضي هاجم رجل فرنسي مركزا ثقافيًا كرديًا في بارس ما أسفر عن مقتل 3 مواطنين أكراد وإصابة 3 آخرين، أدى نشر هذا الخبر إلى اصطحاب أكراد باريس إلى مكان الحادث الذي أدى إلى اشتباكات مع الشرطة واضطرابات في المدينة، وخلال الأيام العديدة التي مرت على الحادث، كانت شوارع باريس مسرحًا للاشتباكات بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين".

وفي تغريدة له عبّر البارازاني عن قلقه البالغ إزاء الهجوم على الأكراد في باريس وتضامنه مع أسر الضحايا وطالب أكراد فرنسا بضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف.

وبحسب " وطن أمروز" بصرف النظر عن بارزاني، أعربت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان منفصل -بعد إدانة حادثة يوم الجمعة ودعوة الأكراد إلى تجنب العنف- عن ثقتها الكاملة في مؤسسات الحكومة والقضاء الفرنسيين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع ومعاقبة المهاجمين"، ووفق الصحيفة "من اللافت للنظر المواقف المزدوجة لحكومة إقليم كردستان بشأن مقتل مهسا أميني وأعمال الشغب التي حصلت في إيران من جهة، ودعوة الأكراد المقيمين في فرنسا إلى ضبط النفس مشددين على أنّ الحكومة الفرنسية هي المسؤولة عن متابعة القضية من جهة أخرى". .

 
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم