معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

ما هي خلفيات وأهداف العفو الرئاسي الأخير في سورية؟
23/12/2022

ما هي خلفيات وأهداف العفو الرئاسي الأخير في سورية؟

في خطوة اتخذتها الدولة السورية لرأب الصدع بين السوريين، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة قبل تاريخ 30 نيسان/أبريل 2022 عدا التي أفضت إلى موت إنسان.

ووفقًا لنص المرسوم "يمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30-4-2022 عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب رقم (19) لعام 2012 وقانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم (148) لعام 1949 وتعديلاته".

وأضاف المرسوم: "لا يؤثر هذا العفو على دعوى الحق الشخصي وللمضرور في جميع الأحوال أن يقيم دعواه أمام المحكمة المدنية المختصة.. ينشر هذا المرسوم التشريعي في الجريدة الرسمية ويعد نافذاً من تاريخ صدوره".

المرسوم ترجمة للروح التصالحية واليد الممدودة

وللوقوف على خلفيات هذا المرسوم، أشار المحلل السياسي ثائر العلي في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ هذا المرسوم هو ترجمة واضحة للروح التصالحية واليد الممدودة من قبل الدولة السورية إلى جميع أبناء الوطن، بما فيهم الشريحة التي انتهجت الطريق الخاطئ منحرفة عن البوصلة الوطنية".

ورأى العلي أنّ "الدولة السورية ومنذ إندلاع الأحداث اتخذت خطين متوازيين في معالجة الأزمة، الأول هو التصدي الحازم للأيدي العابثة بمقدرات الوطن ودماء أبنائه، والثاني هو تضميد الجراح والتسامح وإعادة اللحمة الوطنية إلى ما كانت عليه انطلاقًا من قناعتها أن الحل الأمثل هو إبقاء يد الصلح والمغفرة ممدودة من أجل حقن الدماء واعطاء الفرصة لمن غرّر بهم، خاصة أن حجم التجييش والتحريض الإعلامي لعب دورًا أساسيًا في إثارة البلبلة وأحداث الفتنة".

وبشأن توقيت العفو، قال العلي لـ"العهد" إنّ "توقيت صدور العفو له مدلولات عميقة وكبيرة، وقد جاء بمثابة الرد الواضح على كل من كان يزعم أنّ مراسيم العفو السابقة كانت تحت الضغط ولأسباب دعائية أمام الدول الخارجية"، موضحًا أنّ "قرار العفو الأخير تأكيد على أنّ نهج المصالحة نهج أساسي لدى الدولة السورية ولا يدخل ضمن التكتيكات الآنية خاصة مع الانتصارات التي حققها الجيش السوري واندحار الإرهاب، فهو يأتي من موقع المنتصر المتسامح وليس الخائف المرتبك الذي يتعرض إلى الضغوط".

وتوقع العلي أن "يكون لهذا العفو صدى إيجابي كبير سيلقي بظلاله على المجتمع السوري ككل بمؤيديه ومعارضيه، وسيساهم في التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها المصالحة وإعادة الإعمار وبلسمة جراح السوريين الذين انهكتهم اوزار الحرب وتداعياتها".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل