الخليج والعالم
سوريا: عودة أهالي نبع الفيجة إلى ديارهم
دمشق - علي حسن
بعد سنوات من الغربة القسرية عن أرضهم وديارهم بفعل العمليات الإرهابية والدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم والبنى التحتية لبلدتهم، بدأ أهالي نبع الفيجة بالعودة إلى بلدتهم تزامنًا مع احتفالات رسمية وأخرى شعبية أقيمت بعد 6 أعوام على نزوحهم عنها.
وأكّد محافظ دمشق صفوان الذي حضر الاحتفال أن "هذا النجاح يعود إلى التضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي السوري خلال طرده الإرهابيين الذين عاثوا فسادًا في البلدة وجوارها من قرى وادي بردى".
ظروف معقّدة أخّرت عودة النازحين إلى ديارهم
وبالإضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بمنازل البلدة وجوارها والبنية التحتية التي دمرت تمامًا والقنابل والألغام التي خلفها الإرهابيون وراءهم وتشكل خطرًا كبيرًا على الناس، ساهمت ظروف أخرى في تأخر عودة السكان إلى منازلهم، أهمها الموقع الاستراتيجي البالغ الحساسية الذي تقع فيه هذه البلدة التي كانت ولا تزال الخزان الرئيسي لمياه الشرب الذي يغذي مدينة دمشق وضواحيها.
وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي السوري عيسى عيسى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "نبع الفيجة يقدم سنويًا حوالى 250 مليون متر مكعب من المياه، وهذه الكمية كافية لتغذية مدينة دمشق بكافة احتياجاتها من مياه الشرب"، مضيفًا أن "الإرهابيين حولوا هذه النعمة الكبيرة إلى نقمة بعد سيطرتهم عليها، إذ عملوا على تعطيش السوريين وقطع مياه الشرب عنهم ما أدى الى زيادة نكبات المواطنين".
سلاح المياه
وأكد عيسى لـ"العهد" أنه "خلال قطع الإرهابيين مياه الشرب عن دمشق، عاشت المدينة فصلًا غريبًا من المصائب المتناقضة التي لا تجتمع إلا بفعل وحشية الإرهابيين"، مضيفًا أن "ندرة المياه كانت ملازمة دائمًا للحر والصيف، لكنها بسبب الإرهابيين تزامنت مع البرد الشديد وتساقط الأمطار في بعض الأحيان".
وتابع: "ما زاد في صعوبة المهمة على الجيش السوري هو الموقع الجبلي الحصين لتلك القرى، خاصة نبع الفيجة، الذي أعطى الإرهابيين إمكانية استخدام عامل الأرض للتحصن والحفاظ على سيطرتهم على النبع، وهذا الأمر تطلب من الجيش السوري قديمًا شهداء أكثر قربانًا لعودة الأهالي إلى ديارهم وعودة المياه إلى دورهم وأراضيهم".
وقال عيسى: "أمام التهديد الاستراتيجي الذي شهدته العاصمة نتيجة سيطرة الإرهابيين على النبع ومحيطه كان لزامًا على الدولة اتخاذ الاحتياطات اللازمة وبناء القواعد العسكرية هناك، التي تحول دون وقوع دمشق وأهلها ضحايا ابتزاز غادر جديد من قبل الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى إقامة حرم مباشر للنبع يحيط به ويمنع من خلاله تلويثه على الشكل الذي كان يحصل قبل العمليات العسكرية هناك".
وتقع بلدة نبع الفيجة في وادي بردى على بعد 15 كم من العاصمة دمشق، وتتمتع المنطقة بطبيعة جبلية خلابة، إذ كانت متنزها ومصيفًا يزوره السياح من جميع المناطق ومن خارج البلاد قبل أن يعيث الإرهابيون فيها فسادًا ويحولوا تلك التحفة الطبيعية الخلابة إلى دمار وخراب.