الخليج والعالم
منتدى طهران للحوار الثالث يتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
تناولت الصحف الإيرانية مواضيع عدة في افتتاحياتها اليوم، وأبرزها موضوع منتدى طهران للحوار الثالث وتضرر أوروبا من أزمة الطاقة حيث تسببت العملية الروسية في أوكرانيا بخسائر سياسية واقتصادية وأمنية ضخمة لأوروبا، فيما يمكن اعتبار أزمة الطاقة الناجمة عن حظر النفط والغاز الروسي هي التأثير "الفوري" و"الرئيسي" للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد الأوروبي، مع إصرار أميركا على تشديد العقوبات ضد روسيا.
وبحسب صحيفة "كيهان"، فإن المصادر الرسمية لهذه الدول تؤكد وجود "تضخم غير مسبوق"، و"ركود اقتصادي"، و"إفلاس واسع للشركات والمتاجر والمحلات التجارية"، وتقول وسائل الإعلام الرسمية والموثوقة في هذه الدول "إن ملايين الأوروبيين يواجهون صعوبة في تلبية نفقات معيشتهم ويقلصون عدد وجباتهم".
وفي هذا السياق، أعلنت "بلومبيرع" عن الأضرار الجسيمة التي بلغت تريليون دولار في أوروبا من أزمة الطاقة، وقالت "إن هذه مجرد بداية القصة وهذا الوضع سيستمر على الأرجح لسنوات لأن سعر الطاقة لن ينخفض في أي وقت قريب".
ووفقًا لمركز أبحاث "بروغل"، في بعض المدن مثل بروكسل، سيستمر هذا الوضع لسنوات.
وأضافت "كيهان" أن خسائر أوروبا الفادحة من الحرب في أوكرانيا، يقابلها ربح أميركا الضخم من بيع الأسلحة، وكذلك بيع الغاز إلى أوروبا.
وذكرت أن موقع "بوليتيكو" الإخباري كان قد أفاد في وقت سابق من هذا الشهر أن كبار المسؤولين الأوروبيين غاضبون من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واتهموا الولايات المتحدة بالربح من أزمة أوكرانيا من خلال بيع الغاز بأسعار ضخمة وبيع الأسلحة.
وبحسب صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، فإن صناعة التموين في لندن تشكو من خسائر فادحة بسبب الإضرابات المتكررة في قطاع النقل عشية عيد الميلاد. ولفتت صحيفة "تاغوس شو" الألمانية في مقال إلى أن "انكلترا تشهد أسوأ موجة إضرابات في العقود الأخيرة، وللمرة الأولى، ستتوقف عشرات الآلاف من الممرضات في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد عن عملهن، لأنهن يردن أجورًا أعلى وظروف عمل أفضل".
ووفقًا لهذا التقرير، فإن نظام الرعاية الصحية في إنكلترا تقريبًا معطل، وأكثر من 7 ملايين بريطاني ينتظرون حاليًا العلاج أو الجراحة، والعديد منهم ينتظرون لعدة أشهر، حتى في حالات الطوارئ، غالبًا لا توجد مساعدة فورية، بسبب عدم وجود مساحة في مرافق الرعاية.
وقالت "كيهان" "إنه في فرنسا أججت الأزمة الاقتصادية احتجاجات الشوارع، وشهدت شوارع العاصمة الفرنسية الأحد الماضي مظاهرات عامة حاشدة احتجاجًا على سياسات الحكومة تجاه روسيا وعضوية البلاد في "الناتو".
منتدى طهران للحوار الثالث
كما تطرقت الصحف إلى انعقاد منتدى طهران للحوار الثالث حول محور "سياسة الجوار للجمهورية الإسلامية الإيرانية" حيث تم تنفيذ نهج الصداقة وبناء الثقة بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والسفراء والمسؤولين السياسيين وما يقرب من 70 مفكرًا من 36 دولة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في السياسة الخارجية الإيرانية، وكان رئيس وزراء العراق السابق عادل عبد المهدي، ووزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا من بين المتحدّثين الذين عبروا عن آرائهم.
وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد اعتبر عبد اللهيان في خطابه أن منتدى طهران للحوار والمشاركة خلق جوًا من التفاهم، معربًا عن أمله في أن تساعد هذه الحوارات في خلق منطقة أكثر هدوءًا واستقرارًا وعالم أكثر سلامًا.
وقال "إن هذا المنتدى يعقد هذا العام بالمفهوم المركزي لسياسة إيران المرتكزة على الجار مع نهج الصداقة وبناء الثقة للتذكير بأن الحكومة الإيرانية جعلت مفهوم الجوار محور سياستها وهي تفكر مع الجميع بقدرتها على بناء الثقة وتقوية أسس الصداقة في المنطقة وتتخذ خطوات قوية في هذا المجال".
ثم ذكّر أمير عبد اللهيان بدور إيران كأحد أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وخط المواجهة في محاربة إرهاب "داعش" وأنواع الإرهاب الأخرى في المنطقة والعالم، مستذكرًا الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد الحاج قاسم سليماني.
وبحسب صحيفة "إيران"، فقد أشار رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي إلى التصورات التي أوجدها الهجوم الإخباري الغربي التنظيمي حول الوضع في إيران والاضطرابات الأخيرة خارج الحدود.
وقال "إن الحرب على إيران تشمل كل الجوانب العسكرية والسياسية والإخبارية والاجتماعية، وتدمير الرأي العام أحد مظاهر هذه الحرب الهجينة التي تسمى الحرب المعرفية وهي تسعى إلى تغيير عقلية شعب أي بلد تجاه مجتمعهم وحكومتهم وبلدهم".
ثم أشار خرازي إلى أن الأطراف الأوروبية لم توافق حتى على تشغيل 15 جهاز طرد مركزي في إيران، ولكن الآن بجهود العلماء الإيرانيين، يتم تدوير 19 ألف جهاز طرد مركزي، مما اضطرهم إلى التفاوض لحل القضية النووية الإيرانية.
وقال: "لدينا القدرة النووية اللازمة اليوم، ولكن ليس لدينا أي نيّة لبناء أسلحة نووية".
وأضافت صحيفة "إيران" "إن محمد بن عبد العزيز الخليفي نائب وزير الخارجية القطري وكارلوس مارتينيز نائب وزير خارجية فنزويلا تحدثا في المنتدى، حيث قال الخليفي في كلمته إن قطر ليست منفصلة عن هذه المنطقة، وإنّ بلاده تحاول إبقاء الحوار مفتوحًا، كما صرّح مارتينز أن الأزمات تسبب عدم الاستقرار والحرب على المستوى الدولي، وأمل أن تتجلى الحوارات والسلام، معتبرًا أنه يجب علينا إضفاء الطابع المؤسسي على السلام في منطقة أميركا اللاتينية أيضًا".
كما أكد وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا أن تراجع الولايات المتحدة الأميركية قريب، واعتبر العالم على أعتاب تعددية الدول المستقلة.
زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران
في سياق آخر، زار فريق التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران حيث وصل إلى طهران مساء الأحد بينما كان العالم يشاهد نهائيات كأس العالم، وغادر إيران صباح الاثنين.
وبحسب صحيفة "مردم سالاري"، فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل هذه الرحلة في إعلان أن فريقًا من خبرائها سيزور إيران "لبحث قضايا الضمانات المتبقية".
وقال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تأكيد الرحلة "إن الفريق الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيسافر إلى طهران في 18 كانون الأول/ديسمبر 2022 بدعوة من إيران وبهدف معالجة مشاكل الضمانات المتبقية التي ذكرت في وقت سابق من قبل المدير العام لوكالة الطاقة الذرية".
كما أعرب رئيس هيئة الطاقة الذرية محمد إسلامي بحسب ما نقلت "مردم سالاري" عن أمله في أن يتم خلال هذه الرحلة اتخاذ خطوة إلى الأمام لإزالة العقبات وحل القضايا الأمنية لإيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الوقت نفسه، شدّد إسلامي على أنّ الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر.