معركة أولي البأس

الخليج والعالم

إيران تردّ على اجراءات الاتحاد الاوروبي العدائية: فرص التقدم للمصالح المشتركة ستتأثر بشكل كبير
16/12/2022

إيران تردّ على اجراءات الاتحاد الاوروبي العدائية: فرص التقدم للمصالح المشتركة ستتأثر بشكل كبير

ردّت وزارة الخارجية الإيرانية على المواقف والإجراءات العدائية لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ضد إيران، مؤكدة أنّه إذا لم تتوقف إثارة الأجواء في سياق التخويف والترهيب من إيران، فإنّ فرص التقدم للمصالح المشتركة سوف تتأثر بشكل كبير.

جاء ذلك في بيان ردًا على مواقف مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المعادية لإيران.

وأكّد البيان أنّ إيران الإسلامية ثابتة في دعم وتعزيز حقوق الإنسان، بغض النظر عن الصور النمطية المزدوجة والسلبية التي تم إنشاؤها كجزء من حملة بعض الحكومات على مدى العقود الماضية لتشويه سمعة إيران، مؤكدًا أنّ إيران رائدة في مجال حقوق الإنسان.

وأضاف "إيران لا تقبل بأيّ شكل من الأشكال جداول أعمال وهميّة تم تنظيمها كجزء من الحملة السياسيّة لممارسة أقصى قدر من الضغط على سيادتها وشعبها الذي يقاوم العزلة الخارجية والحرب الاقتصادية الأميركية، وهي تدين بأقوى صورة ممكنة هذا الاستغلال للآليات والمؤسسات الدولية سواء في مجلس حقوق الإنسان أو في مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي".

إيران لا تتسامح مع المنظمات والأفراد الذين شاركوا بشكل منهجي في الترويج للعنف والإرهاب

وأوضح أنّ الشرطة وحراس الأمن في إيران، تعاملوا مع أعمال الشغب والأعمال الإرهابية وفق قواعد سلوك دقيقة مستمدة من القوانين والأنظمة ومن التعاليم الدينية القائمة على احترام الإنسان وحقوق كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أنّه وعلى الرغم من أعمال العنف والكراهية التي ينشرها أشخاص ومؤسسات على أراضي الحكومات التي تتشدق بحقوق الإنسان، فإن قوات الأمن وبتسامح كامل قدمت الكثير من الشهداء لحفظ الأمن والنظام العام.

وشدّد البيان على رفض إيران لازدواجية المعايير التي تمارسها تلك الحكومات الغربية، لافتًا إلى أنّ هذه الدول وبسبب مواكبتها للعقوبات الأميركية المناهضة للإنسان وغير القانونية ضد الشعب الإيراني، بما في ذلك النساء والشباب والأطفال والأقليّات العرقيّة والدينيّة، هي منتهكة لحقوق الانسان ويجب أن تُحاسب على ذلك.

واعتبر بيان الخارجية الإيرانية أنّه بموجب معاهدة الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، فإنّ الدول الغربية ملزمة بمنع الترويج للعنف والكراهية والإرهاب والخروج على القانون وأعمال الشغب من قبل الأفراد والمؤسسات المسجلة في أراضيها أو الخاضعة لولايتها القضائية. وقال: "إذا كانوا لا يستطيعون أو لا يرغبون في الوفاء بالتزاماتهم القانونية بموجب هذه الاتفاقيات، فإن جمهورية إيران الإسلامية لن تتسامح مع الأفراد والمنظمات الذين شاركوا بشكل منهجي في الترويج للعنف والإرهاب.

إيران مستعدة لاختتام المفاوضات على أساس مسودة مفاوضات فيينا

وحول الاتفاق النووي، قال البيان: إنّ "القائمة الطويلة للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الأطراف الأوروبية والأميركية أثناء تنفيذ الاتفاق، تجبر إيران على أن تكون واقعية في المستقبل. هدف جمهورية إيران الإسلامية هو إبرام اتفاق مستديم ومستقر، اتفاق يضمن استفادة إيران العمليّة من رفع العقوبات؛ وثانيًا، لا يمكن انتهاكها بسهولة تحت تأثير السياسات الداخلية للحكومات".

وأعلن البيان أنّ إيران مستعدة لاختتام المفاوضات على أساس مسودة مفاوضات فيينا التي جاءت نتيجة شهور من المفاوضات الشاقة والمكثفة.

وإذ أكد التزام إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقًا للوضع المهني والتقني للوكالة وهي مصممة على مواصلة هذا التعاون، وجّه نصيحة إلى الدول الغربية بعدم تدمير أجواء التعاون الفني بين إيران والوكالة بتجنّب العمل السياسي.

ولفت البيان إلى أنّ أميركا وبريطانيا وفرنسا ورغم "معاهدة تجارة الأسلحة" وفّرت عن عمد أسلحة فتّاكة للتحالف بقيادة السعودية لاستخدامها في حرب اليمن، وأوضح أنّ "هذه الأسلحة استخدمت في مهاجمة المدنيين وأهداف مدنية وارتكاب جرائم حرب. وبالتالي، شاركت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ارتكاب جرائم حرب محتملة من خلال تسليح ودعم التحالف في الحرب ضد اليمن".

استمرار اجراءات الاتحاد الاوروبي العدائية سيؤثر على فرص تعزيز المصالح المشتركة مع أوروبا بشكل كبير

وشدد البيان على أن إيران لم تهاجم جيرانها عبر التاريخ، لكنها تعرضت في الوقت نفسه لحرب من قبل نظام صدام استمرت ثماني سنوات، وصاحبها دعمًا كاملًا من قبل البعض في أوروبا وغرب آسيا وأميركا، "جعلت من الضروري لنا تطوير قدرات دفاعية لن تكون قابلة للتفاوض أبدًا".

وحمل البيان أوروبا مسؤولية دورها في زعزعة استقرار المنطقة من خلال استمرار تصدير الأسلحة المتطورة والتلاعب الأمني في النظام الإقليمي، وتشكيل تحالفات للترهيب والضغط والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان بذريعة إنشاء ديمقراطيات مزيفة تخلّ بالتعايش بين الحكومات.

ولفت البيان إلى الدور الرئيسي الذي قامت به إيران في محاربة الإرهاب ومواجهة جرائم "داعش"، مؤكدًا أنّه "لولا دور إيران، وهمم الشعبين العراقي والسوري في محاربة داعش وهزيمتها، لكان الأمن والسلم الاقليمي والدولي سيتعرضان للخطر بصورة جادة".

وإذ جدد البيان انتقاد إيران لفرض عقوبات غير مقبولة من قبل الاتحاد الأوروبي، اعتبر أنّ التفاعل والحوار مع هذا الاتحاد وأعضائه لا يمكن إلاّ من خلال الاحترام والثقة والمصالح المشتركة والمتبادلة.

وختم معلنًا ترك أبواب التفاعل والحوار مفتوحة، من دون التخلي عن التعبير عن مطالب إيران ومواقفها الانتقادية، وقال: "إذا لم يتم إيقاف اثارة الأجواء في سياق التخويف من إيران، فإن فرص تعزيز المصالح المشتركة ستتأثر بشكل كبير".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم