الخليج والعالم
تداعيات حادث القنصليّة في مانشستر تتوالى.. توتر العلاقات بين لندن وبكين يتفاقم
تتجه العلاقات الثنائية بين الصين وبريطانيا نحو مزيد من التوتر في أعقاب حادثة القنصلية الصينية في مانشستر، وردود الفعل عليها من قبل مسؤولي البلدين.
في هذا السياق، اتهمت السفارة الصينية في لندن، اليوم الأربعاء، الحكومة البريطانية بأنها فشلت في الوفاء بالتزاماتها لحماية سلامة مقرّات وموظفي القنصلية الصينية في مانشستر.
وأشارت السفارة الصينية إلى أنّ حكومة المملكة المتحدة وقفت إلى جانب مثيري الشغب وأعمال العنف، مشددة على "أنه أمرٌ غير مقبول".
وكانت الخارجية البريطانية قد طلبت من الصين سحب ستة من دبلوماسييها، بمن فيهم قنصلها العام في مانشستر، بعدما اتهمتهم بـ"الاعتداء" على أحد المتظاهرين من هونغ كونغ.
وقال وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي، إنّ المبعوثين الستة غادروا بريطانيا بدلًا من التنازل عن حصانتهم الدبلوماسية وخضوعهم للاستجواب من قبل الشرطة بشأن حادثة القنصلية، بعد أن كانت لندن قد حددت يوم الأربعاء موعدًا نهائيًّا لرحيلهم.
وقال كليفرلي في بيان على "تويتر": "لقد شاهدنا جميعًا مقطع الفيديو المزعج للحادث أمام القنصلية الصينية في مانشستر. وردًّا على ذلك، أطلقنا عملية تستند إلى التزامنا بسيادة القانون، حيث أطلقت شرطة مانشستر الكبرى تحقيقًا، وكجزء من ذلك طالبنا برفع الحصانة الدبلوماسية عن ستة مسؤولين صينيين، حتى يمكن استجوابهم، وأبلغنا السفارة الصينية، وحددنا موعدًا نهائيًّا انتهى اليوم".
وأشار إلى أنّ الحكومة البريطانية أوضحت أنّها "تنتظر تحرّكًا من الجانب الصيني، وردًّا على ذلك. وبناءً على طلبنا، استدعت الحكومة الصينية هؤلاء المسؤولين من بريطانيا، بما في ذلك القنصل العام".
وتأتي هذه الخطوة، على خلفية الحادث الذي وقع في القنصلية العامة الصينية في مانشستر في 16 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما نظّم عشرات النشطاء احتجاجًا أمام المبنى.
وتزعم شرطة مانشستر، أنّه تم جرّ أحد المتظاهرين الذين "دافعوا عن إصلاحات ديمقراطية" في جمهورية الصين الشعبية من قبل البعثة الدبلوماسية الصينية إلى حرم القنصلية، حيث تم هناك استخدام القوة ضده.
وبحسب القنصلية الصينية العامة، فإنّ أحد المتظاهرين (من هونغ كونغ) اقتحم حرم القنصلية بشكل غير قانوني، وهاجم الموظفين الذين حاولوا منعه، وتمكّن من نزع ملابس أحدهم، وإصابته بجروح طفيفة.
وفي أعقاب الحادث، استدعت الخارجية البريطانية، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية في لندن يانغ شياو قوانغ، وإبلاغه بضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي، وكذلك الامتثال للقوانين البريطانية.
وعبّرت الخارجية البريطانية عن قلقها العميق وطالبته بشرح تصرّفات طاقم القنصلية، وبسحب ستة من الدبلوماسيين، بمن فيهم القنصل العام في مانشستر تشنغ شيوان، متهمة إياهم بـ"الاعتداء" على المتظاهرين.
وردّت بكين، بتقديم شكوى رسمية لدى لندن، مؤكّدة أنّ دبلوماسييها لا يتحمّلون مسؤولية المشادّة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، في مؤتمر صحافي: إن "مضايقات "خبيثة" من عناصر خارجة عن القانون، ودخولهم غير القانوني للقنصلية العامة الصينية في مانشستر، تسببا في جرح موظفين صينيين وتهديد أمن المقرات الصينية"، وفق تعبيره.
وأضاف، أنّ بكين أبدت استياءها للسلطات البريطانية، وحضّت لندن على بذل المزيد من الجهد لحماية دبلوماسييها على الأراضي البريطانية.
وأثارت الحادثة التي تزامنت مع انطلاق الدورة العشرين لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في بكين، موجة استياء بين المشرّعين البريطانيين.
واتّهمت النائبة المحافظة أليسيا كيرنز، القنصل الصيني العام تشنغ شيوان، بالتواجد في موقع الحادثة وتمزيق ملصقات للمتظاهرين خلال "احتجاج سلمي".
ودعت كيرنز إلى طرد المسؤولين المنخرطين في الحادثة "خلال أسبوع"، معتبرة المشادّة العنيفة "تصعيدًا مروّعًا" لما وصفته بـ"حملة الصين على الاحتجاجات الداعمة للديمقراطية في هونغ كونغ".
وتابعت كيرنز: "لا يمكننا السماح للحزب الشيوعي الصيني باستيراد ضربه للمتظاهرين، وإسكاتهم لحرية التعبير، وفشلهم في السماح مرارًا وتكرارًا بالاحتجاجات على الأراضي البريطانية. هذا تصعيد مخيف".
وفي جلسة بمجلس العموم البريطاني، قالت وزيرة الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيسي نورمان، إنّ الحكومة "قلقة للغاية" بشأن حادثة القنصليّة، معتبرة أنّ "جميع المقيمين على أرضنا يتمتعون بحق التعبير عن آرائهم بسلام دون خوف من العنف"، وفق