الخليج والعالم
تحول أميركي في ملف أوكرانيا
كتب تيد سنيدر مقالة نشرت بمجلة The American Conservative تحدث فيها عن مؤشرات تفيد بأن الأهداف الأميركية في أوكرانيا بدأت تتغير.
وأشار الكاتب إلى ثلاثة تحولات، معتبرًا أن أهمها يتمثل بما قاله وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في 7 كانون الأول/ديسمبر الماضي حول موضوع "وحدة الأراضي الأوكرانية".
ورأى الكاتب أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لطالما رفضت فكرة دفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، إلا أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان زار كييف في أوائل شهر تشرين الثاني /نوفمبر الماضي لإجراء المحادثات مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي وطرح معه خلال المحادثات ضرورة التوصل إلى تسوية دبلوماسية وحثه على التعبير عن استعداده للتفاوض مع روسيا والتنازل عن رفضه المعلن لإجراء محادثات سلام إلا في حال إزاحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السلطة.
وقال الكاتب "إن ذلك شكل التحول الأول، حيث بدأت إدارة بايدن بدفع أوكرانيا نحو التفاوض بعدما كانت رفضت ذلك".
أما التحول الثاني بحسب الكاتب فجاء بعد أيام قليلة حيث رضخ زيلنسكي للضغوط الأميركية، داعيًا المجتمع الدولي إلى إجبار روسيا على الدخول في "محادثات سلام حقيقية"، غير أنه لفت الى أن "زيلنسكي وضع شروطا مسبقة للمحادثات، مثل استعادة "وحدة الأراضي الأوكرانية وغيره"، واعتبر الكاتب أن ذلك ألغى فعليًا العرض المقدم بإجراء المحادثات.
وتابع الكاتب أن "الولايات المتحدة استمرت في العلن بإصرارها على أن الموضوع يعود إلى أوكرانيا إلا أنه أشار الى أنّ المسؤولين الأميركيين بدأوا يرجحون خلف الأبواب المغلقة أن زيلنسكي سيوافق على المفاوضات وفي النهاية على تقديم التنازلات كما تبين من الكلام الذي قاله الرئيس الأوكراني نفسه في بداية الحرب.
وقال الكاتب "إن ذلك شكل التحول الثاني حيث بدأ يصرح المسؤولون الغربيون بأن زيلنسكي سيقدم التنازلات".
وأضاف الكاتب "الإشارة إلى مواقف زيلنسكي "في بداية الحرب" يبدو أنه يشير إلى استعداد الأخير في الفترة السابقة لإجراء المفاوضات حول المناطق الشرقية المتنازع عليها"، كما نبه إلى أن الرئيس الأوكراني صرّح حتى قبل الحرب بأنه مستعد للتفاوض من أجل تجنب النزاع، مذكرًا بما قاله في هذا الإطار عن عدم رفضه لإجراء الاستفتاء حول إقليم دونباس أو شبه جزيرة القرم.
ورأى الكاتب أن "الأمور تغيرت بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن زيلنسكي بدأ يصر على الاستعادة الكاملة لوحدة الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك دونباس والقرم".
ولفت الكاتب الى أن المسؤولين الأميركيين بدأوا يتحدثون عن نفس الاستعداد لتقديم التنازلات التي كانوا ثنوا عنها، وذلك في إطار التحول الثاني، وأشار في هذا السياق إلى ما نشرته صحيفة Wall Street Journal نقلًا عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن سوليفان نصح فريق زيلنسكي بالبدء في دراسة "مطالبها الواقعية وأولوياتها للمفاوضات"، بما في ذلك إعادة النظر في موضوع استعادة القرم".
وأشار الكاتب الى أن هذه النصائح الأميركية وضعت الأساس الذي أدى إلى التحول الثالث والذي قال أنه شكل المفاجأة الأكبر، ومن ثم أشار إلى كلام بلينكن كما نقلت Wall Street Journal عن استعادة الأراضي المستولى عليها منذ تاريخ 24 شباط/فبراير الماضي.
كما شدد على أن الإشارة إلى هذا التاريخ تفيد على ما يبدو بأن الولايات المتحدة قد تقبل بسيادة روسية في أوكرانيا وحتى في مناطق داخل إقليم دونباس، مضيفًا أن "واشنطن لا تقف وحدها في هذا الموقف، اذ إن حلفاءها الغربيين كرروا صيغة بلينكن الجديدة"، لافتة إلى ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن ضرورة إجراء المفاوضات بين موسكو وكييف حول ملفي القرم ودونباس.
وأضاف الكاتب أن "كلام سوليفان عن "المطالب الواقعية والأولويات" وبما في ذلك القرم، وإلى جانب تكرار الحلفاء الغربيين نفس الصيغة، إنما يفيد بأن ما قاله بلينكن لم يكن زلة لسان".
وبناء عليه تحدث الكاتب عن إمكانية تغيير الولايات المتحدة وحلف "الناتو" موقفهما تجاه المزيد من الانفتاح على إمكانية وقف إطلاق النار بحيث تبقى روسيا في القرم والمناطق التي كانت تسيطر عليها في دونباس قبل الحرب، على أن يتم التوصل إلى حل نهائي في هذا الإطار في فترة لاحقة.