الخليج والعالم
جهود روسية متواصلة لنزع فتيل الحرب في الشمال السوري
دمشق - علي حسن
بالتوازي مع التهديدات التركية المتصاعدة ضد "قسد" في الشمال السوري، وإعلان أنقرة نيتها القيام بعمل عسكري واسع ضدها، كثفت الخارجية الروسية جهودها الدبلوماسية لاحتواء الموقف ونزع فتيل الأزمة المتصاعدة.
وآخر تلك الجهود الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيريشين لتركيا ولقاؤه المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم نظيره التركي سادات أونال.
وفيما تكتم الطرفان على نتائج تلك المباحثات، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده كانت ولا تزال مصممة على المضي في العملية العسكرية ضد "قسد"، ولكنها أرجأت العملية لأسباب تقنية وأخرى تكتيكية، مما يوحي بنجاح الجهود الروسية بتأخير العملية بانتظار ما ستفلح عنه المساعي الروسية مع "قسد" خاصة بعد الزيارتين اللتين قام بهما قائد القوات الروسية في سوريا إلى القامشلي ولقائه القائد العسكري لقسد مظلوم عبدي والاقتراحات الجديدة التي قدمها لـ"قسد"، والتي تتضمن سحب قوات "قسد" إلى الداخل وبعمق 30 كم، مع إبقاء قوات الأمن الداخلية الكردية إلى جانب الجيش العربي السوري التي ستنتشر هناك وإعادة عمل الدوائر الحكومية السورية ورفع العلم السوري مكانها وهو الأمر الذي لم تجب عليه "قسد" بشكل واضح.
مساعٍ أميركية مضادة للتشويش على الحل الروسي
وفي الوقت الذي بدا فيه أن الجهود الروسية تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة بعد تأجيل تركيا عمليتها العسكرية، جاءت المواقف والتحركات الأميركية لتخريب الحل الروسي.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع "العهد" الإخباري "إن الولايات المتحدة التي تبذل جهودًا جبارة لإقصاء روسيا وإلحاق الهزيمة بها خاصة بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، وجهت رسائل دعم ومؤازرة لقسد أكدت من خلالها أنها ترفض أي عمل عسكري تركي في كل من منبج وعين العرب، وهو ما دفع قسد إلى رفع سقف مطالبها وبالتالي عرقلة مساعي الحل الروسي لنزع فتيل الأزمة".
واعتبر مطر أن خيارات قسد هذه المرة محدودة ومرهونة بفترة زمنية وجيزة، وهي ليست قادرة على المماطلة والمراوغة كما كانت تفعل من قبل، لأن تركيا باتت تشعر أنها أكثر تحررًا من أي وقت مضى من التأثير الروسي والأميركي نتيجة انشغالهم بالحرب الأوكرانية وحاجة كليهما المتزايدة لتركيا التي تحاول إجادة اللعب على الحبال بينهما، لذلك رأى المحلل السياسي أن الحل الوحيد أمام "قسد" هو الاستماع للمقترحات الروسية والتفاوض بشكل جدي مع الحكومة السورية للوصول إلى تفاهم يحول دون تفاقم الأمور التي ستؤدي إلى حرب ستكون "قسد" الخاسر الأكبر فيها دون شك.