الخليج والعالم
قمة أميركية للقادة الأفارقة وسط تصاعد نفوذ الصين وروسيا
أدى تصاعد النفوذ الاقتصادي للصين في القارة الأفريقية وفتح روسيا علاقات تجارية وتنموية مع عدد من دولها بعد زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف الأخيرة الى كل من مصر والكونغو وأوغندا وإثيوبيا ولقائه بقادتها، الى سعي الولايات المتحدة جاهدة لتطويق هذا الانفتاح، إذ انطلقت في واشنطن اليوم الثلاثاء أعمال القمة الأميركية للقادة الأفارقة، في أكبر تجمع دبلوماسي تشهده أميركا منذ جائحة "كورونا".
وتأتي القمة التي تستمر ثلاثة أيام في إطار استراتيجية "أفريقيا الجديدة" التي كشف عنها الرئيس الأميركي جو بايدن، في آب/أغسطس الماضي، والتي تشمل إصلاحًا لتحركات بلاده في عواصم القارة السمراء، لا سيما جنوبي الصحراء، حيث يتصاعد النفوذ الصيني والروسي.
وحظيت القمة باهتمام إعلامي على الجانبين الأفريقي والأميركي؛ إذ نقلت صحيفة "أسوشيتيد برس" عن مصادر دبلوماسية في واشنطن، قولها "إن بايدن سيستغل القمة ليعلن قبول ضم الاتحاد الإفريقي كعضو دائم بمجموعة العشرين، استجابة لطلب الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي يرأس الاتحاد".
وقال "جاد ديفيرمونت" مسؤول الملف الإفريقي في مجلس الأمن القومي الأميركي "إن القمة ستدعم فرص إفريقيا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي، وهو مطلب يؤيده "بايدن""، لافتًا إلى أن العقد الجاري سيكون حاسمًا بالنسبة للقارة السمراء، وسيعاد خلاله تنظيم العالم.
وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير تفاصيل الاستراتيجية الأميركية لأفريقيا التي سيطرحها بايدن وبرنامج القمة التي تستهدف تعميق الشراكة بين واشنطن والعواصم الأفريقية، مؤكدة أن الرئيس سيعلن عن عدد كبير من المبادرات المشتركة في قطاعات عديدة، بدءًا من التبادل التجاري، مرورًا بالأنظمة الصحية، وصولًا للتعاون العسكري.
من جهتها، قالت مسؤولة الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية "إن القمة ستشهد عدة لقاءات ثنائية بين بايدن وقادة العواصم الأفريقية، وذلك لبحث أزمات المناخ والطاقة، ومناقشة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي لبلدان القارة"، مؤكدة أن "الرئيس الأميركي سيطرح ملف المساعدات الإنمائية لهم".
واستشهدت الصحيفة بتحذير استراتيجية أفريقيا التي أعلنها الرئيس الأميركي في آب/أغسطس الماضي من ضخ الصين مليارات الدولارات للاستثمار في الطاقة والبنية التحتية بجنوب الصحراء، التي تعد بمثابة "ساحة تحد دولي" على المصالح التجارية والجيوسياسية بين بكين وواشنطن.
من جهته، نقل موقع "مودرن دبلوماسي" المختص بتحليل القضايا الإقليمية الخاصة بالقارة السمراء أن "البيت الأبيض يتطلع من خلال هذه الخطوة، لسد فجوة الثقة مع أفريقيا التي تفاقمت خلال عقود من الإحباط بشان السياسات الأميركية تجاه القارة السمراء".