الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تسلّط الضوء على الغضب الأميركي من التقارب السعودي الصيني
أشارت صحيفة "وطن أمروز" الإيرانية في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء إلى غضب أميركي من الاتفاق السعودي الصيني"، لافتة إلى أنّ "الصحافة الأميركية ووسائل الإعلام الغربية فهمت بالضبط الغرض الأساسي لرحلة الرئيس الصيني إلى السعودية والاتفاقيات الناتجة عنها، وتركز تحليلها على العلاقات الصينية الأميركية أكثر من تحليلها للعلاقات السعودية الصينية".
وبحسب الصحيفة "فعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية فسّرت هذه الرحلة على أنها إنجاز غير مسبوق للصين في مجال إظهار القوة المتبادلة مع الولايات المتحدة، إلا أنها طرحت أيضًا سؤالا هو: ما رد الفعل المحتمل من حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن على هذه الرحلة؟".
الصحيفة ذكرت أن "مجلة "فورين بوليسي" الأميركية عنونت تقريرها حول هذا الموضوع بـ "زيارة شي للسعودية أظهرت أن عهد الزواج الأحادي بين السعودية وواشنطن قد انتهى"!، موضحة أنّ "المجلة لفتت إلى مقابلة أجريت خلال العام 2004 مع سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، الذي قال في مقابلة صحافية إن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة ليست "زواجًا كاثوليكيًا" (لا يسمح فيه إلا لامرأة واحدة للرجل) بل هي زواج إسلامي (يمكن للرجل أن يتزوج فيه 4 زوجات)، وفي ذلك الوقت أعلنت السعودية أنها لا تريد التخلي عن علاقتها مع أميركا ولا تبحث عن الطلاق، لكنها ستتجه نحو "تعدد الزوجات" واعتبار الدول الأخرى أصدقاء وشركاء اقتصاديين وسياسيين".
ونقلت الصحيفة عن "آرون ديفيد ميلر المحلل الأميركي المعروف قوله: "مع بداية الحرب الباردة الثانية بين الجبهتين (الشرقية والغربية) وعلى الرغم من أن السعودية لم توافق رسميًا على الانحياز إلى جانب أي من أطراف الحرب، إلا أنها تقترب أكثر من أي وقت مضى من موسكو وبكين"، وأضاف: "قد تكون السعودية أكبر شريك اقتصادي للصين التي هي أيضًا أكبر مشتر للنفط من السعودية، لكن في النهاية لا يمكن لأي منهما تلبية الاحتياجات التي اعتادت الولايات المتحدة توفيرها".
وتابعت أن "السعودية حتى الآن تبحث عن أمنها في المنطقة وتشتري الأسلحة والمساعدات الاستخباراتية من الولايات المتحدة، ولا تستطيع الصين تلبية هذه الاحتياجات، ويبدو أن المملكة مع هذا العرض من الألفة والصداقة مع الصين والعقود الاقتصادية الكبيرة التي تبحث عنه"، لافتة إلى أن "التقليب الأميركي هو الذي قد يجذب المزيد من الاهتمام في نظر إدارة بايدن".
واعتبرت أن "الشيء المثير للاهتمام الذي يجب ملاحظته في هذه المسألة، هو أن المسؤولين في إدارة بايدن كانوا على دراية بحقيقة أن السعودية ستنجذب في النهاية نحو الصين وروسيا"، مشيرًة إلى أن "بايدن كتب قبل رحلته إلى السعودية في آب/أغسطس الماضي مقالًا في صحيفة "واشنطن بوست" أكد فيه بوضوح أن "هذه الرحلة وتحسين العلاقات بين واشنطن والرياض ضروريان لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة"، لكن بايدن لم يحقق النتائج المرجوة في تلك الرحلة، وخلصت السعودية - التي لم تُلب مطالبها من الغرب وخاصة حكومة بايدن - إلى أنه من الأفضل لها اختيار الجبهة الشرقية على الغرب".
حقق الاستثمار الأجنبي 3 أضعاف أكثر من دورة الحكومة السابقة
من جهة اخرى، تحدثت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية عن "بلوغ إجمالي تصاريح الاستثمار الأجنبي الصادرة في العام الأول للحكومة الثالثة عشرة الحالية - بحسب إحصائيات هيئة الاستثمار الأجنبي - 8 مليارات و900 مليون دولار"، وذكرت أن "هذا الاستثمار تضاعف 3 مرات مقارنة بفترة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني".
وقالت صحيفة " كيهان": بدلًا من التفاوض مع أميركا، تمكنت الحكومة الثالثة عشرة من بيع نفط أكثر من الحكومة السابقة وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي من خلال تنفيذ استراتيجية تحييد العقوبات، وهي استراتيجية لا ينبغي التفريط بها في المستقبل".
وأضافت الصحيفة إلى أن "الأميركيين حاولوا خلق مشكلتين رئيسيتين للبلاد من خلال فرض عقوبات نفطية، والتي تشمل "تقييد تصدير النفط الخام وخفض عائدات النفط" و"منع جذب الأجانب لتطوير صناعة النفط وازدهار اقتصاد البلاد".
وطرحت "كيهان" سؤالًا أساسيًا، حول ما إذا كانت المفاوضات مع أميركا وتنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة ستساعد في حل المشكلتين اللتين نشأتا؟"، موضحة أنه "من الأفضل الرجوع إلى التجربة السابقة للخطة، وفقًا لإحصاءات "أوبك"، إذ إن لترك توقيعها فائدة وتكلفة على صادرات النفط الإيرانية"، مشيرة إلى أن "الفائدة كانت بزيادة صادرات النفط الإيرانية من مليون إلى مليوني برميل يوميًا في الفترة القصيرة من تنفيذ الخطة، أما التكلفة فكانت بتدمير البنية التحتية لتجاوز الحظر النفطي، ما أدى إلى وصول الصادرات النفطية إلى مليون برميل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الخطة، وبهذه الطريقة ضاعت جميع مزايا خطة العمل الشاملة المشتركة في زيادة صادرات النفط".
العلاقات الإيرانية الصينية
هذا وذكرت صحيفة "إيران" أنّ "المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أعلن يوم أمس الاثنين عن استضافة إيران وفدًا صينيًا رفيع المستوى في طهران، بهدف توسيع العلاقات بين البلدين".
وبحسب الصحيفة، أوضح كنعاني أن "برنامج التعاون طويل الأمد الذي يستمر لمدة 25 عامًا بين الجمهورية الإسلامية والصين، مدرج في خطة التنفيذ كخارطة طريق للتعاون الجيد والبنّاء بين البلدين".
ولفتت إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد أن الأمن الداخلي قائم على الأعراف الدولية وعدم التدخل في شؤون الدول فيما يتعلّق بالجزر الإيرانية الثلاث (أبو موسى وطنب الكبيرة والصغيرة)، مشددًا على أن "هذه الجزر جزء لا يتجزأ من إيران.
وذكرت "إيران" أنه "بعد زيارته لوزارة الخارجية، تحدث السفير الصيني بوضوح عن احترام بلاده لوحدة أراضي إيران"، مشيرًا إلى جهود بلاده لتطوير التعاون.
ورأت أن "الوفد الصيني سينقل رسالة مفادها أن بكين تدرك تمامًا أهمية جمهورية إيران الإسلامية في غرب آسيا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024