الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الشرطة الأميركية وحشية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم بموضوع الإعدامات في أميركا من دون محاكمات. ونشرت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم بهذا الخصوص تقريرًا حول الإعدامات العشوائية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك ردًا على تصريحات المسؤولين الأميركيين ضد الإعدامات التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية في حق مثيري الشغب بعد المحاكمات.
وذكرت "كيهان" أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، جلبت الولايات المتحدة كل قوتها السياسية والاقتصادية والإعلامية إلى الميدان ووقفت إلى جانب المحرضين والمشاغبين في إيران.
وقالت "عندما أصدر النظام القضائي في بلادنا حكم الإعدام بحق أحد مثيري الشغب، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس هذا الإعدام بأنه "العمل المشدد الرهيب"، وزعم أن الحكومة الإيرانية ستحاسَب، كما وصف مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة جيك سوليفان تنفيذ هذا الحكم بأنه "غير عادل وقاسٍ" في استمرار للتدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية إيران الإسلامية".
وأضافت: "يكفي إلقاء نظرة على تصرفات الشرطة والنظام القضائي في الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة لمعرفة أي حكومة هي الوحشية وأي قوات شرطة حكومية تقتل الناس دون إقامة محكمة بذرائع مختلفة مثل الإشارة الحمراء، أو عدم اتباع التوجيهات".
ولفتت إلى أن "جورج فلويد" أميركي أسود يبلغ من العمر 46 عامًا قُتل في أيار/مايو 2020 أثناء اعتقاله من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس الأميركية، وهو يصرخ عدة مرات - وبينما كانت الكاميرات المحمولة للمواطنين الأميركيين تسجله - "لا أستطيع التنفس"، لكن الشرطي الذي وضع ركبته على رقبته لم يستمع إلى هذه الكلمات، وحدق في الكاميرات والتقط صورة تذكارية مع ضحيته التي لم تعد تتنفس بعد 8 دقائق، ووفقًا للبيانات التي نشرتها قاعدة بيانات الشرطة الأميركية الوحشية، فقد قتلت قوات الشرطة في هذا البلد 229 شخصًا أسود بعد ذلك".
ونقلت "كيهان" عن تقرير بحثي آخر من قبل "نيويورك تايمز"، نُشر العام الماضي، يظهر أن قوات الشرطة في بلد يصف إعدام المجرمين وحاملي المناجل بأنه وحشي في إيران، قتلت مئات الأشخاص خلال السنوات الخمس الماضية بسبب جرائم شائعة جدًا، مثل تجاوز الإشارة الحمراء. وبحسب ما أوردته هذه الصحيفة الأميركية، فقد "قُتل أكثر من 400 مواطن على أيدي الشرطة في هذا البلد خلال السنوات الخمس الماضية لارتكابهم جرائم مثل عبور الطابور الطويل، والسرعة، وحمل علب المشروبات الكحولية في السيارة، وتشغيل إشارة ضوئية حمراء".
وتابعت: "وطبقًا لقوانين الشرطة الأميركية، فإن الضباط الذين يخشون أن يكون شخص فار مسلح يمكنهم إطلاق النار عليه، وحتى إذا تبين أن الشخص المذكور أعزل ولم يكن هناك تهديد، فإن القتل يعتبر مبررًا".
وختامًا، نقلت "كيهان" عن تقرير "قاعدة أبحاث الجريمة" الأميركية أن قوات الشرطة الأميركية قتلت أكثر من 700 شخص خلال اعتقالات هذا العام، وهي أرقام حطّمت الرقم القياسي المحزن للوفيات المسجلة في السنوات السابقة، ولقد تكرّرت عمليات القتل هذه كثيرًا في المجتمع الأميركي لدرجة أنها جعلت بعض الناس قادرين على التنبؤ بجرائم القتل القادمة بناءً على ما يرونه!.
إضعاف أميركا: الاستراتيجية المشتركة لإيران والصين
في سياق آخر، انتقدت صحيفة "وطن أمروز" بعض التحليلات حول زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية والبيان المشترك الصادر عن الصين ومجلس التعاون، وذكرت أن من القضايا التي تم التغاضي عنها إلى حد كبير في تحليلات الخبراء الدوليين في الأيام القليلة الماضية فحص سلوك الصين تجاه المملكة العربية السعودية في سياق سلوك الصين مع الولايات المتحدة والمنافسة بين البلدين، والتي تتحول إلى حرب تجارية جديدة بينهما.
وأضافت: "منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق، والذي فُسر على أنه انسحاب هذا البلد من منطقة غرب آسيا، كان المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقين من خلق فراغ في السلطة في المنطقة وكانوا يخشون ذلك، وستحاول إيران أو روسيا الاستفادة من غياب الولايات المتحدة في المنطقة، وإدارتها دون وجود أميركا، وهو ما يعني بالطبع خسارة مصالح أميركا وحلفائها في المنطقة".
وقالت "إن الصين لديها وجهة نظر مختلفة عن الانتقال إلى النظام العالمي الجديد، وترى بكين أن فراغ القوة الأميركية في المنطقة لا ينبغي ملؤه بوجود بكين، بل بالاستفادة القصوى من الحضور الاقتصادي القوي في المنطقة على أرض أقرب اقتصاديًا للغرب وبالأخص الولايات المتحدة والدولة الأفضل هي السعودية".
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فإنه يمكن تقييم عدم دعم السعودية لأوكرانيا في الحرب مع روسيا وعدم قبولها لطلب بايدن زيادة إنتاجها النفطي من أجل الضغط على الروس بما يتماشى مع جهود الحكومة السعودية لتكييف سياساتها مع النظام العالمي الجديد، ويسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى فصل بلاده عن أميركا واتباع سياسات أكثر استقلالية في مجال العلاقات الخارجية.
وذكرت هذه الصحيفة أن "الحكومة الأميركية صرّحت مرارًا وتكرارًا أن قضايا غرب آسيا أو أوروبا أقل أهمية بالنسبة لها من منافستها مع الصين، وصرح منظرو ومستشارو السياسة الخارجية لبايدن مرارًا وتكرارًا أن الحرب في أوكرانيا والقضية النووية الإيرانية والقضايا الخارجية الأخرى ليست من أولويات أجهزة السياسة الخارجية الأميركية بقدر ما هي المواجهة مع الصين، وقد أظهرت الرياض الآن أنها تريد أن تكون كذلك جزءًا من هذه الحرب".
واعتبرت "وطن أمروز" أنه ربما يعلم ابن سلمان والأسرة السعودية أنه يتعين عليهم دفع ثمن باهظ لإدخال الصين اقتصاديًا إلى المنطقة ومواجهة الولايات المتحدة، لذلك يريدون بعض التنازلات من الجانب الصيني، وهو ما يمكن رؤيته في البيان المشترك مع بكين، ومع ذلك يظل هذا البيان بمثابة بيان فقط، لأنه من ناحية، تعرف بكين جيدًا قوة نفوذ إيران في المنطقة وقدرة إيران الكبيرة على إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، ومن ناحية أخرى، تعرف جيدًا أن دعوة السعودية ترجع إلى تنامي قوة إيران أمام الولايات المتحدة وتغير الهيمنة الأميركية.
وختمت بالقول "إن طهران بخبرتها التاريخية والمتراكمة في العمل في العلاقات الدولية المعاصرة لن تعزز مصالحها الوطنية وسياستها الخارجية بالثقة في أي قوة غربية أو شرقية، وبالطبع لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تكون زيادة مكونات القوة على عاتق جدول أعمالها".