الخليج والعالم
العراقيون يستذكرون الانتصار التاريخي على "داعش" الارهابي
بغداد:عادل الجبوري
استذكرت قوى وشخصيات سياسية ونخب اجتماعية عراقية متنوّعة يوم الانتصار التاريخي الكبير على تنظيم "داعش" الإرهابي -والذي تحقّق في العاشر من شهر كانون الأول-ديسمبر من عام 2017- بعد ثلاثة أعوام ونصف من اجتياح عصابات ذلك التنظيم الإرهابي لمدن ومناطق عراقية متعدّدة أبرزها مدينة الموصل، وكادت تلك العصابات أن تصل الى العاصمة بغداد وتدنس المقدسات الدينية في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف والكاظميين لولا فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية، وتأسيس الحشد الشعبي، والدعم والإسناد الذي قدمه أصدقاء العراق، وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
رئيس الوزراء
وفي احتفالية أقامتها قيادة العمليات المشتركة لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتحقيق النصر على عصابات "داعش" أكّد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني "أن النصر على "داعش" ما كان ليتحقّق لولا صلابة العراقيين وصبرهم وتكاتفهم، ولقد صنعت قواتنا المسلحة هذا النصر بجميع صنوفها، من الجيش والحشد الشعبي والعشائري، وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والرّد السريعِ في وزارةِ الداخلية، وقوات البيشمركة، وغيرها من الأجهزة الاستخبارية والقوات الساندة".
وأشار السوداني الى أنه "في تلك الملحمة كانت كلمات المرجعية العليا الرشيدة في النجفِ الأشرف الضوء الذي سار خلفه العراقيون وكانت فتوى الجهاد الكفائي نقطة الشروع لتحرير المدن والنواحي الواحدة تلو الأخرى"، وأضاف "نفتخر اليوم بمن كان في ميدان المعركة يحمل في يد سلاحًا وتمتد أخرى لإنقاذ أهله وشعبه، كما نفتخر بمن غادرنا وارتقى شهيدًا من قادة النصر والانتصار الكبير، قادة وآمرين وضبّاطًا ومراتب ومنتسبين، فلا نصر إلّا بذكر شهداء العراق وجرحى قواتنا المسلّحة".
رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
وفي بيان له بهذا الشأن، "عدّ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والقيادي في الإطار التنسيقي الشيخ همام حمودي أنه لو لم تكن المرجعية الدينية قد حملت راية المعركة بفتواها الإلهية منذ يومها الأول، ولولا قوافل الشهداء، والجرحى، وبسالة الأبطال، ولولا تلاحم الشعب بمواكبه الحسينية ومنابره وأقلامه ودعاء المؤمنين، ولولا الروح الوحدوية التي تحلى بها العراقيون بكل أطيافهم في مواجهة الأعداء، ما كان للنصر أن يتحقق".
وقال الشيخ حمودي "إن يوم النصر هو تاريخ ستخلده الأمة والأجيال، وهو ليس النهاية بل بداية معركة الحفاظ على مجد عظيم ودماء زكية وتضحيات جسيمة، وذلك بحرب لا تقل ضراوة على معاقل الفساد، وتصحيح مسار العملية السياسية، والنهوض بمقدرات البلد الاقتصادية، ومكافحة الفقر والبطالة، وكل ما يعز كرامة العراقيين".
إمام جمعة النجف الأشرف
من جانبه، تقدم إمام جمعة النجف الأشرف السيد صدر الدين القبانجي، بالشكر للمرجعية الدينية والشهداء وكل أبناء الشعب العراقي، قائلًا في خطبة صلاة الجمعة الاخيرة "إن المرجعية الدينية ليست حكرًا على العراق، وانما هي هدى لكل البشرية".
وزير الداخلية
وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري "في ذكرى التحرير نستعيد معارك الشرف والتضحية والبسالة التي أظهرتها كتائب المتطوعين التي تدفقت على فرق الجيش العراقي، وكيف تشكلت ملحمة القوات الأمنية مع جموع المتطوعين، ثم بدأ الشرف والحزم والبطولة تكشف عن نفسها بانتصارات متتالية لقواتنا الباسلة وهزائم مستمرة مقابلة لعصابات "داعش"".
واضاف الشمري في بيان بهذا الخصوص "بعد خمس سنوات من التحرير وإنجاز وعد الانتصار الكبير أتقدم بالتحية العسكرية إلى الإمام المرجع السيستاني الذي أحيا بفتواه الأُمة ودفع عشرات الآلاف من شباب العراق إلى سوح التصدي والدفاع العنيد عن أرض العراق، ولولا تلك الفتوى المباركة وانتفاضة الروح العراقية بعد الفتوى لكان من الصعب تحرير العراق خلال الفترة الزمنية التي استغرقتها سنوات التحرير".
وأشاد وزير الداخلية بـ"شهداء القوات الأمنية الذين بذلوا مهجهم دون العراق وقدموا خلاصة خبراتهم وتجاربهم في القتال ومعارك المصير الوطني، وأظهروا البطولة بأبهى صورها وصفحاتها"، وحيا "كل الذين ساهموا في هذا النصر العظيم من منظمات مجتمع مدني وإعلاميين وكتاب ومفكرين ومعسكرات لتدريب المتطوعين وهيئات ومواكب خدمة".
رئيس تيار "الحكمة"
من جانبه، أكّد رئيس تيار "الحكمة" السيد عمار الحكيم "أن الحفاظ على النصر لا يقل أهمية عن تحقيقه وأن فرحتنا لن تكتمل إلا بإعادة من تبقى من النازحين إلى مناطق سكنهم بعد تأهيلها".
وقال الحكيم "إن ملحمة تحرير أرض العراق انطلقت بعد إصدار المرجعية الدينية العليا من النجف الأشرف فتوى الدفاع الكفائي، ليستبسل فيها أبناء العراق من جيش وشرطة وحشدين شعبي وعشائري وبيشمركة وباقي قواتنا البطلة ويسجلوا بطولات تجاوزت أبعادها العسكرية والأمنية لتنطوي على أبعاد إنسانية رائعة، كرعاية واحتضان النازحين، وحماية سكان المناطق التي شهدت قتالًا عنيفًا استمر شهورًا طوالًا".
ورغم مرور خمسة أعوام على تحقيق الانتصار التاريخي الكبير على عصابات "داعش" الا أن القوات والأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية ما زالت مستمرة في ملاحقتها لبقايا فلول التنظيم الإرهابي هنا وهناك، والتي حاولت -أي فلول "داعش"- جاهدة إعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها من جديد، بيد أنها فشلت في ذلك بفضل يقظة وحرص وتكاتف جميع المؤسسات الحكومية والنخب المجتمعية وعموم أبناء الشعب العراقي، ناهيك عن انقطاع جزء كبير من التمويل والدعم المالي والعسكري واللوجيستي الذي كان يتلقاه التنظيم الإرهابي من أطراف خارجية مختلفة.