الخليج والعالم
العراق يحتضن منتدى الحضارات العريقة بنسخته السادسة
عادل الجبوري
اختتم منتدى الحضارات العريقة بنسخته السادسة أعماله في العاصمة العراقية بغداد، بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات واللقاءات والحوارات المتواصلة بين ممثلي أعضائه العشرة.
وشارك في المنتدى الذي استمرت أعماله 3 أيام 10 دول من أصحاب الحضارات العريقة وهي كل من:
-العراق ممثلًا لحضارة وادي الرافدين
-اليونان ممثلًا للحضارة الاغريقية
-الصين ممثلة للحضارة الصينيَّة القديمة
- مصر ممثلة للحضارة الفرعونيَّة
- إيران ممثلة للحضارة الفارسية
- المكسيك ممثلة لحضارة المايا
- إيطاليا ممثلة للحضارة الرومانيَّة
- بوليفيا والبيرو ممثلتين لحضارة الإنكا
- أرمينيا ممثلة لحضارة الأورارتو
وكان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر أحمد الصحّاف قد استعرض عموم أهداف منتدى الحضارات العريقة، في الوقت الذي تناول فيه أهداف النسخة السادسة للمنتدى، وقال "إن منتدى الحضارات العريقة بنسخته السادسة، سيكون شاهدًا جديدًا على انفتاح العراق في علاقاته الخارجية، وستكون بغداد نقطة لالتقاء الحوارات الهادفة، ومنحى متطورًا لأجندة القوّة الناعمة، في إطار دبلوماسية الاسترداد التي انتهجناها، مؤكِّدينَ استعادة ما يزيد على 18 ألف قطعة أثرية".
وأضاف الصحاف "أن أهداف المؤتمر تتضمن أولًا توطيد العلاقات بين الدول الأعضاء، التي تمتلك إرثًا تاريخيًّا وحضاريًّا مُشرفًا، وثانيًا استثمار فرص تبادل الخبرات للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين الدول، وتدريب الكوادر الوطنية ثالثًا، فيما يتمثل الهدف الرابع بأن يكون المنتدى فرصة للمطالبة باسترداد الآثار المُهَربة والمنقولة لغير دولها، وتعريف العالم بالحضارات العريقة وبشتى الوسائل والبرامج كهدف خامس، وسادسًا التركيز على مصادر القوة الناعمة، مُمثلة بالحضارات والعناصر التاريخية لأنها أداة لبناء السلام".
وأشار الصحاف إلى أن البلدان العشرة المجتمعة تشكل ما يقارب 40% من سكان العالم، واقتصاداتها المتنوعة، إضافة إلى تنوع مدارسها الحضارية والثقافية، معتبرًا أن المنتدى سيصبح منصة متقدمة لبرمجيات واقعية تهدف إلى تطوير القدرات والقابليات للكوادر الوطنية، ولا سيما أن هذا المحور بالتحديد هو ما طرحه العراق واستند اليه في هذه النسخة.
فؤاد حسين
من جانبه، أكّد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في كلمته الافتتاحية بالمنتدى أن العالم يواجه اليوم تحديات كبيرة بسبب الصراعات والحروب والأزمات التي نتجت لأسباب متعددة، منها اختلاف المصالح وفرض الارادات والانتشار الديني والعنصري المتطرف، وهنا يمثل الحوار الثقافي شرطًا أساسيًا لتحقيق التماسك الاجتماعي وتعزيز التفاهم من أجل مواجهة الجهل، وتعزيز الاحترام المتبادل وتشجيع التعددية الثقافية.
واذ لفت إلى أن العراق يستضيف منتدى الحضارات، أكّد أنه ينتهج رؤية تشاركية لأجندة هادفة تستند الى الدبلوماسية الثقافية بوصفها رافعة لمصادر القوى الناعمة والرمزية في حضاراتنا العريقة.
وصدر عن المنتدى بيان ختامي أطلق عليه "بيان بغداد"، تضمن الإشارة الى إجماع المشاركين على أنّ العالم يواجه تحديات متعددة الأبعاد والمستويات، وأن الحوار بين الثقافات والحضارات ركيزة أساسية لتعزيز السلام العالمي وتحقيق التنمية المستدامة في العالم، وأن الاحترام المتبادل والتضامن والتعايش المتناغم هو الطريق الصحيح لتنمية الحضارة الإنسانية، فضلًا عن التأكيد على الدور المهم الذي يؤديه منتدى الحضارات القديمة بوصفه منبرًا للحوار والتعاون الثقافي، والتعهد بإحياء روح الإعلانات الصادرة عن المنتدى، وتعزيز التضامن والحوار الدوليين من خلال الدبلوماسية الحضارية والثقافية، وتوسيع البعد الثقافي للعلاقات الدولية، وتوجيه المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الإسهامات في هذا السياق.
وكانت فكرة منتدى الحضارات العريقة قد انطلقت من العاصمة اليونانية أثينا في الرابع والعشرين من شهر نيسان من عام 2017، حيث عقد الملتقى الأول لممثلي الدول العشر التي تعد مهدًا للحضارات القديمة، وقد توقف عقد المنتدى لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، ليستأنف عقده من العاصمة العراقية بغداد هذا العام.