الخليج والعالم
دعوة الإمام الخامنئي بشأن البنية الثقافية للبلاد محور اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر الصحف الإيرانية في أعدادها الصادرة اليوم خبر لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مع المجلس الأعلى للثورة الثقافية أمس الثلاثاء والذي دعا خلاله الإمام الخامنئي إلى "ضرورة إعادة البناء الثوري للبنية الثقافية للبلاد".
وبحسب صحيفة "إيران"، أكد الإمام الخامنئي أن "على المجلس أن يراقب ويعرّف بدقة نقاط الضعف الثقافية والاقتراحات الزائفة في مختلف المجالات، وأن يقدم حلولًا حكيمة لنشر مقترحات صحيحة وتقدمية".
وذكرت الصحيفة أنّ "الإمام الخامنئي أشار إلى وجود شخصيات بارزة ونخبوية وخبراء في مجال الثورة الثقافية"، وقال: "على الرغم من ثراء ومستوى الحضور في هذا المجلس إلا أن الهوية الجماعية للمجلس الأعلى لا تتمتع بالتطور اللازم وفقًا لأعضائها في ما يخص القضايا الثقافية للبلاد".
ووفقًا للصحيفة، فإنّ الإمام الخامنئي تحدث عن الوظيفة الرئيسية للمجلس، لافتًا إلى أنّ "أهم دور وواجب لهذا المجلس هو الإرشاد الثقافي للوطن والمجتمع"، مؤكدًا أن "التوجيه الثقافي للمؤسسات الرسمية يختلف عن التوجيه الثقافي للمنظمات الشعبية، وأنه يمكن للمجلس الأعلى للثورة الثقافية من خلال التوجيه الصحيح لآلاف المنظمات الشعبية التي تنشط في مجالات ثقافية متنوعة وواسعة النطاق وضع الأسس لانتشار أبعاد مهمة ثقافية مثل نشر ثقافة الرضا وعدم الإسراف".
وحول توجيهات المؤسسات الثقافية الحكومية، رأى أن "ثورة في الهيكلية للبلاد يجب أن تحدث"، وقال "إنّ الهيكل يعني البنية الثقافية للمجتمع والذهنية والثقافة، التي يتصرف على أساسها أفراد المجتمع في حياتهم الفردية والجماعية"، حسب ما ذكرت "إيران".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الإمام الخامنئي تحدّث عن سبب وجوب أن يكون الهيكل ثوريًا"، وقال "إنّ الثورة الإسلامية كانت معجزة بقيادة الإمام الخميني (قدس) وحركة الشعب، وبروحها الثورية غيّرت الأسس السياسية والثقافية والاجتماعية، والافتراضات الباطلة التي تحكم عقول الناس".
واعتبر سماحته أن "ثقافة "الافتتان بالغرب" واستخدام الكلمات الأجنبية هما بمثابة "بيان ثقافي" كاذب آخر يحكم المجتمع، وقد غيرت الثورة الإسلامية هذا البيان الكاذب وحولته إلى ثقافة "الاعتراض على الغرب"".
الصحيفة ذكرت أن "الإمام الخامنئي لفت إلى ضرورة تغيير ثقافة "الغرور والشهرة" إلى ثقافة "التضحية " كمثال للتأثير الثقافي للثورة الإسلامية على الحياة الشخصية للأفراد، وأشار إلى أنّه "بمساعدة الأسس الفكرية للثورة والشباب النشط، يمكن تجديد تلك الثقافة والروح الثورية مرة أخرى ويمكن إنشاء حركة ثقافية ضخمة"، ورأى أن "هذه المسألة من المهام الأساسية للمجلس الأعلى للثورة الثقافية، إذ عليه أن يفكر ويعمل ويخطّط لتحقيقها".
كما ذكّر الإمام الخامنئي بضرورة المراقبة المستمرة للتغييرات الثقافية المخفية ومعالجتها في الوقت المناسب على أنها ضرورية لإعادة البناء الثوري للبنية الثقافية للبلاد، وأضاف: "إذا أصبحنا ضعيفين ومتخلفين في الفهم المستمر لهذه التغييرات ومنع آثارها السلبية بالتأكيد سيعاني المجتمع، وقد يكون الاضطراب الثقافي أو السيطرة على الشؤون الثقافية للبلاد التي تقع في أيدي الآخرين هي أهم هذه الخسائر".
واعتبر أنّ "الهندسة الثقافية ضرورة لتوضيح مهام المؤسسات المختلفة من التعليم والإذاعة والتلفزيون والتعليم العالي والمراكز ذات الصلة بالشباب وكذلك المنظمات الشعبية"، وقال: "إذا أهملت هذه المؤسسات واجباتها المهمة سيعاني المجتمع كثيرًا"، وأضاف أن "القفزتين العلمية والتكنولوجية كانتا من الآثار المباركة لتلك الحركة العظيمة التي يجب أن تستمر".
مسؤولون إيرانيون يحاورون طلبة الجامعات
ولمناسبة يوم الطالب في إيران، استضافت جامعات إيرانية كبار المسؤولين في الدولة في حوار مفتوح مع طلبة الجامعات.
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فإنّ "الأحداث التي اندلعت في إيران منذ حوالى 70 يومًا والأجواء الراديكالية التي سادت في بيئة الجامعات زادت من احتمالية حدوث توتر ومواجهات مباشرة بين المسؤولين والطلاب، ومع ذلك فإن أول صدى جدي للحوار في إيران بدأ من الجامعة".
وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف حل يوم أمس الثلاثاء ضيفًا في جامعة "تربية مدرس"، وقال "إننا اليوم دولة قوية ومستقلة، وقد وفرت لنا الثورة الإسلامية هذه الفرصة، ونحن أقوياء لأنّ لدينا خطابًا وكلمات ومنطقًا للعالم".
ووفقًا للصحيفة، أضاف قاليباف: "اليوم نحن في حصار دائم مع تغير شكل الحصار من بداية الثورة إلى اليوم، لكننا بفضل العمل الجاد من قبل كل واحد منكم أيها الأساتذة والطلاب والشعب الأعزاء، الذين -حسب كلام الإمام الخميني- سيبقون مع الثورة حتى النهاية، في مجالات العلم والمعرفة وفي مجالات النانو والحيوية والفضاء والهندسة، وعلى الرغم من كل القيود، نالنا الشرف في الدولة والعالم وأصبحت إيران قوية".
وذكرت الصحيفة أن قاليباف اعتبر أن "سلوك أميركا هو نفسه سلوكها في الماضي ضد الثورة الإسلامية، خصوصًا لجهة معاداة إيران والإسلام والثورة الإسلامية، بالإضافة إلى رفضها لقراءتنا للإسلام وتفكيرنا في الإسلام وفكر الإمام الخميني السياسي".
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "كيهان إلى أن "رئيس السلطة القضائية غلام حسين اجئي عقد اجتماعًا وديًا مع ممثلي مختلف المنظمات الطلابية من الجامعات في جميع أنحاء البلاد".
وبحسب "كيهان"، قال اجئي "إن أحد المعايير الأساسية للمضي قدمًا بالأمور هو القانون، يجب أن يتبع النظام القضائي القانون أيضًا في مسألة التعامل مع المشاغبين"، مشددًا على أن "قضية العناصر المقلقة وخاصة تلك العناصر الرئيسية التي ارتكبت جرائم وتدابير معادية للأمن فور إلقاء القبض عليهم تم التعامل معها من قبل الجهات القضائية المختصة بسرعة ودقة ووفقًا للمعايير القانونية".
وتابع اجئي: "إنني أتقبل الكثير من انتقاداتكم، هناك الكثير من الانتقادات التي أثيرت حول القضاء في هذا الاجتماع، لكن الحقائق يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، إذ لا يوجد تباطؤ أو تأخير في تنفيذ وثيقة الإصلاح القضائي"، مشيرًا الى "الموضوع الذي أثير في كلام أحد الطلاب بخصوص وثيقة الإصلاح القضائي".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي حضر تجمع طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا الذي أقيم لمناسبة يوم الطلاب مساء أمس"، مشيرًا إلى أنّ " الحرب العسكرية لم تنجح فبدأت حرب اقتصادية وإعلامية، لذلك فرضوا عقوبات على الأمة الإيرانية، من وجهة نظر الأعداء يجب أن يشعر الشعب الإيراني بالمرارة دائمًا".
كما حضر رئيس بلدية طهران علي رضا زكاني اجتماعًا عقد لمناسبة يوم الطالب في جامعة الشريف للتكنولوجيا، وقال: "نحن في لحظة حسّاسة للغاية، وقد ورد في وثيقة الاستراتيجية القومية الأميركية أنّ السنوات العشر القادمة ستكون محفوفة بالمخاطر لأن التقسيم المستقبلي للقوة العالمية سيتشكل فيها، وفي تلك الوثيقة تم ذكر ثلاثة مخاطر لأميركا، الدولة الأولى هي الصين، تليها روسيا ثم إيران".