الخليج والعالم
الإجراء الحازم للقضاء مع المشاغبين محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بمواضيع عديدة أهمها ما جاء في كلمة رئيس الجهاز القضائي الإيراني محسن إيجي، حيث أكد التعامل بحزم مع المشاغبين المعادين ومع ما يتم نشره من الكذب، كما أكّد أيضًا أن البلطجية الذين تعمدوا إحداث اضطرابات وانعدام للأمن لا مفر لهم من القانون، مشددًا على فصل صفوف المشاغبين عن المخدوعين.
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فقد قال رئيس السلطة القضائية "إنّ سعي مثيري الشغب لخلق الرعب في نفوس أصحاب المحلّات والأسواق وتهديدهم بأنهم إذا لم يغلقوا محلهم فإن عناصر الشغب ستضرم النار فيه، وتهديد سائقي الشاحنات وغير ذلك من الأمثلة على إيذاء الناس لا ينبغي أن تمر مرور الكرام على المسؤولين القضائيين وموظفي إنفاذ القانون والأمن، بل لا بد لهم من التحرك بشكل سريع وحاسم لتحديد واعتقال ومقاضاة العناصر التي تؤذي الناس".
وأضاف أن "المسؤولين القضائيين المختصين يجب أن يستدعوا بسرعة أولئك الذين يثيرون أو يقلقون الناس برسائل كاذبة أو الذين يقدمون ادعاءات غير موثقة تسبب القلق، وإذا لم يكن هناك تفسير ودفاع مقنعان، فلا بد عندئذ من البدء بمقاضاتهم".
وشكر رئيس القضاء مسؤولي وقوى القضاء والأمن والمخابرات والجيش، الذين جعلوا خطط العدو تفشل خلال الفترة الأخيرة بجهودهم على مدار الساعة، واعتبر أن المؤسسات المسؤولة قد تصبر لوقت معين، لكن هذا الصبر قد ينفد.
وفي هذا الصدد، ثمّن الحرس الثوري الإسلامي في بيان له الإجراءات الحاسمة التي اتخذها القضاء في التحقيق القانوني والقضائي لقضية المتورطين بجهاز تجسس النظام الصهيوني وتنفيذ حكم الإعدام بحق 4 منهم.
وجاء في البيان "إن العملية لتحديد واعتقال شبكة البلطجية ذات الصلة بجهاز المخابرات والتجسس التابع للنظام الصهيوني، والتي تمت بالتعاون والعمل المشترك بين منظمة استخبارات الحرس الثوري الإسلامي ووزارة المخابرات رائعة، وإصدار القضاء حكمًا أدى في النهاية إلى إعدام 4 مجرمين وإدانة عدد آخر، هو عمل حسن جدًا".
وثمّن الحرس الثوري الإسلامي الإجراء الحاسم للقضاء ووصفه بأنه خطوة مأمولة وواعدة لخلق ردع فعال وتعزيز ثقة الناس في التعامل مع مرتكبي الجرائم بشكل عادل لا سيما المجرمين الذين يتعاونون مع العدو. وأكّد أنه لن تتردد قوات الأمن والاستخبارات والتعبئة في البلاد ولن تلين في التعامل بحزم وقوة مع مثيري الشغب والبلطجية المسلحين والإرهابيين المستأجرين للعدو.
إيران غير مستعدة للتفاوض تحت الضغط والتهديد
في سياق آخر، نقلت الصحف الإيرانية اليوم تفاصيل اللقاء الأسبوعي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، حيث أشار إلى الأداء السيئ للحكومة الأميركية في خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال "إنّ تناقض السلوك والكلام في مواقف الأعضاء الغربيين في خطة العمل الشاملة المشتركة وبشكل خاص الحكومة الأميركية، ليس شيئًا جديدًا".
وقال "إن المسؤولين الأميركيين يعرفون أن إيران غير مستعدة للتفاوض أو تقديم تنازلات تحت الضغط والتهديد، فالتفاوض والاتفاق له منطقه الخاص، وموقف إيران من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة واضح تمامًا".
وشدد على أنّ إيران التزمت بخطة العمل الشاملة المشتركة وأوفت بالتزاماتها، وكانت حكومة الولايات المتحدة هي المخطئة والمخالفة لخطة العمل الشاملة المشتركة، والدول الأوروبية الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة للأسف لم تف بالتزاماتها ولم تستطع تعويض الانسحاب الأحادي وغير القانوني للولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة.
واعتبر أن إيران تسعى إلى استكمال خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن الحاجة إليها ليست حاجة إيران فقط، فهي لا تفاوض من موقف ضعف، بل إن أميركا والغرب وأوروبا بحاجة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بما لا يقل عن إيران.
ثورة زراعة الأعضاء في إيران
من جانب أخر، ذكرت صحيفة "إيران" أنه لأول مرة في الشرق الأوسط، تمكّن باحثون إيرانيون من إجراء عملية التبرع بالأعضاء بعد التأكد من وفاة المتبرع.
وبحسب رئيس وحدة الزرع في جامعة العلوم الطبية الإيرانية، فإن "هناك نوعين عامين من التبرع بالأعضاء، أحدهما هو التبرع بعد الموت الدماغي -وهو ما يُعرف في العالم- اذ بعد موت الدماغ يتم التبرع بالأعضاء المناسبة بما في ذلك القلب والكبد والكلى والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والرئة وكذلك جميع أنسجة الجسم والقرنية، وهذا التبرع هو النوع الأكثر شيوعًا للتبرع".
أما النوع الثاني من التبرع الذي تم تطويره في بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة في السنوات العشر الماضية (بسبب انخفاض عدد المتبرعين بأمراض الدماغ) فهو التبرع بعد الموت القلبي.
وأوضح أنه "في الطريقة الجديدة للتبرع بعد الوفاة القلبية لمريض يعاني من سكتة قلبية في المستشفى أثناء الإنعاش القلبي، يتم أيضًا فحص حالة المريض من حيث الموت الدماغي وفي حالة تأكيد الموت الدماغي (بعد الموت الدماغي، تحدث السكتة القلبية الكاملة بين ثلاث وخمس دقائق ويفقد الدماغ نشاطه) يمكن التبرع بأعضاء الجسم باستخدام بعض المعدات والتقنيات الحديثة، وهذا التبرع هو نوع جديد من التبرع بالأعضاء يستخدم هذه التقنية الخاصة في أميركا وبعض الدول الأوروبية بما في ذلك إسبانيا.
وقال: "أما في إيران، منذ حوالى عام، فقد نجح أعضاء فريق وحدة الزراعة والتكنولوجيا في الجامعة الإيرانية للعلوم الطبية في إطلاق النوع الثاني من التبرع، أي التبرع بعد الموت القلبي".
منطقة غرب آسيا لم تعد أولوية أميركا
وتحت هذا العنوان ذكرت صحيفة "مردم سالاري" أن الولايات المتحدة تخلت اليوم بعد الحرب العالمية الثانية عن سياسة الانعزالية واعتمدت نهجًا تدخليًا نشطًا في الشؤون الدولية، ولقد استندت هذه السياسة في منطقة غرب آسيا منذ البداية إلى أساسين هما الحفاظ على أمن صادرات الطاقة إلى الغرب وضمان أمن "إسرائيل".
وأضافت: "شكلت هذه الاستراتيجية أساس سلوك الولايات المتحدة تجاه هذه المنطقة في العقود الأخيرة، وكان وقوع الثورة في إيران من أهم الأحداث التي هدّدت مصالح أميركا وواجهت تحديًا أساسيًا لهيمنة هذا البلد، لذلك، منذ السنوات الأولى لانتصار الثورة، تبنت الولايات المتحدة تكتيكات مثل إنشاء قاعدة عسكرية والتواجد المباشر وتوقيع العقود والاتفاقيات الأمنية مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة، ثم حاولت استعادة النظام بشكل مباشر مثل مهاجمة أفغانستان والعراق لتشكيل المنطقة وفق رغباتها ومصالحها وبما ينسجم مع تطور الهيمنة الأميركية".
وبحسب "مردم سالاري"، فعلى عكس استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الجمهورية لخلق عالم أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة وتطوير الهيمنة الأميركية في منطقة غرب آسيا، فإنّ إدارة الرئيس باراك أوباما الديمقراطية لم تؤمن ولم تكن مهتمة بالجوانب المادية للوجود العسكري للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا وحاولت تحت مظلة مشروع القوة الناعمة والقوة الذكية، تكليف حلفاء أميركا بأمن غرب آسيا في المنطقة وتقديم دعم أميركا عن بعد وخلف الكواليس، وكانت محاولته تقديم صورة إيجابية عن أميركا للعالم من خلال هذه السياسة وتحسين صورة أميركا التي تلطخت في عهد جورج بوش الابن.
وتابعت أنه عندما تولى دونالد ترامب الجمهوري منصبه، شكك في نهج أوباما تجاه الشرق الأوسط، وأثناء إعلانه شعار "أميركا أولًا"، أعلن أيضًا عن أولويات إدارته للعودة والتدخل أكثر في غرب آسيا لتقوية مكانة أميركا وتأثيرها، وكان إنشاء تحالف قوي مع دول الخليج العربي ضد إيران، وتعزيز العلاقات مع "إسرائيل" على حساب تعريض عملية السلام في الشرق الأوسط للخطر، والتعاون بشكل أكبر مع روسيا لإدارة الصراعات في سوريا ومحاربة "داعش" في العراق، مشيرةً إلى أنه كانت هناك مشكلة ظهرت وهي تناقض النهج التدخلي في الشرق الأوسط، مع شعار "أميركا أولًا"، وتناقض أظهر الحاجة إلى إصلاح وتغيير السياسة الأميركية ودفع إدارة ترامب بسحب القوات الأميركية من منطقة غرب آسيا في الأشهر الأخيرة من رئاسته.
ووفقًا لـ "مردم سالاري"، فإنّه بهذه الطريقة يمكن القول "إن تغيير الحكومات في الولايات المتحدة هو أحد العوامل المؤثرة في نهج أميركا تجاه منطقة غرب آسيا، لكنه بلا شك ليس العامل الوحيد والأهم".
وأضافت: "في الواقع، يمكن القول إن أهم عامل مؤثر في طريقة تعامل أميركا مع منطقة غرب آسيا، والتي تتبعها جميع الأطياف السياسية تقريبًا في هذا البلد، هو الأهداف والمصالح الثابتة التي تمتلكها هذه الدولة في غرب آسيا منطقة هذه الأهداف والمصالح الدائمة هي:
- دعم "إسرائيل"
- السيطرة على النفوذ الإقليمي لإيران وبرنامجها النووي
- التعامل مع الجماعات الإرهابية المزعجة غير المتحالفة مع أميركا
- منع انتشار الأسلحة النووية
- تخفيض عدد اللاجئين
- ضمان التدفق الحر للطاقة
- الدفاع عن أمن شركاء أميركا الرئيسيين في المنطقة
- التدخل والقيام بدور فاعل في الشؤون الداخلية والسياسة الخارجية لدول المنطقة