معركة أولي البأس

الخليج والعالم

السيول تفضح نظام آل سعود
26/11/2022

السيول تفضح نظام آل سعود

في كل مرة يفاجئ فصل الشتاء السلطات السعودية، باعتباره ليس أمرًا متوقعًا.

هكذا يتعاطى النظام السعودي مع أزمة غياب الخدمات، من منطلق المفاجآت غير المحسوبة. فقد تسببت سيول مدمرة بمصرع شخصين وتعليق الدراسة والرحلات الجوية في محافظة جدة غربي "السعودية"، وإغلاق عدد من الطرق والأنفاق في مكة المكرمة المجاورة.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في مكة المكرمة العقيد محمد القرني إنّ "حالتي وفاة سجلت حتى الآن"، داعيًا "الجميع إلى عدم الخروج إلا للضرورة، حتى نرى مستجدات الأرصاد".

وبثّت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية لقطات متلفزة تُبيّن غرق بعض الأحياء في جدة، وسط مشاهد اندفاعٍ كبيرٍ لمياه الأمطار في الشوارع، وأخرى تظهر سقوط أشجار في أحد الطرق.

كما بثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر سيولًا عارمة، وهي تجرف في طريقها كل ما على الطرقات، بما في ذلك عدد كبير من السيارات.

وكان النظام الآلي للإنذار المبكر التابع للمركز الوطني للأرصاد قد رفع درجة الإنذار بمحافظة جدة والشعيبة بمحافظة بحرة إلى "تحذير" بسبب الأمطار الغزيرة التي تشهدها، موضحًا أنّ مناطق التحذير تشمل كامل المحافظة والأجزاء الساحلية.

وأشار النظام إلى "تعرض تلك المناطق لعواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة، مع نشاط في الرياح السطحية، وانعدام في الرؤية، وتساقط البرد، مع جريان السيول".

بدورها، قررت إمارة مكة المكرمة إغلاق طريق "مكة – جدة" بسبب السيول، بالإضافة إلى "إغلاق عدد من الأنفاق المرورية".

سخط واعتراض شعبي

وبثّ أحد الناشطين مقطع فيديو لسيول تقطع طريق "مكة-جدة" وتعطل حركة السير.

 

 

ما شهدته المحافظتان، أثار موجة من السخط والاعتراض على إهمال السلطات، من قبل العديد من الناشطين السعوديين على "تويتر".

من جهته قال  نائب رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عادل السعيد "جدة تغرق من الفساد وعدم الرقابة والمحاسبة؛ استطاعت السعودية تهجير ما يقارب من ربع السكان وتدمير ممتلكاتهم في غضون أشهر، من أجل إعادة تخطيط المدينة كما تدعي، ولكنها لم تستطع إنشاء بنية تحتية قوية في مدينة تتعرض للسيول كل عام تقريبًا، على امتداد ١٤ سنة".

وأضاف "جدة هي ثاني أكبر مدينة في السعودية، وتحتل أهمية كبيرة لقربها من مكة المكرمة، وموقعها الجغرافي المهم المطل على البحر الأحمر الذي تتشاركه مع دول عربية أخرى. تخيلوا أنّ هذه المدينة تغرق بشكل شبه سنوي منذ قرابة 15 عامًا بسبب انعدام البنية التحتية، ولا من مغيث!".

أما عضو الهيئة القيادية في "لقاء" المعارضة في الجزيرة العربية، الدكتور فؤاد إبراهيم فقد اعتبر أنّ "في جدة وليس في الدوحة تختبر إنجازات الدولة.. في كل عام هناك مونديال مأساوي في جدة ومدن أخرى، ولكن بلا فيفا ولا جمهور ولا تصفيات.. في هذا المونديال الكل يخسر والدولة تتوج بالفضائح".

بدورها علقت الدكتورة حصة بنت محمد الماضي على المشاهد المنتشرة "بالتأكيد، إنّ حال بلاد الحرمين لن تصلح إلا بثورة شعبية تقتلع عائلة آل سعود من جذورها وتحاسبها".

وأضافت "هذه المأساة ليست في دولة فقيرة، بل في السعودية الغنية التي تسمى زورًا بالعظمى"، وأردفت في تغريدة أخرى "جدة الآن، وكعادتها السنوية تغرق، وهذا ليس حكرًا عليها، بل تشاركها جميع المدن في السعودية، ومرد ذلك إلى فساد السلطة السعودية التي نهبت ثروات الوطن وتركته يغرق".

واستهزأ الصحفي والكاتب اللبناني حمزة الخنسا قائلًا: "بحسب رؤية ابن سلمان 2030 تحويل جدة إلى مسبح أولمبي" وفي السياق غرّد صالح بالقول "يقولون أمن وأمان، والحقيقة أنّ الأمن والأمان يضيعان مع عائلة آل سعود".

من جهته علّق أبو جنى بالقول "أمطار مصحوبة بأجندات خارجية تعمل على زعزعة أمن واستقرار المواطنين، وسوف تضرب الحكومة السعودية بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه العبثَ بأمن البلاد والعباد.. أما زلتم حتى الآن تصدقون أن رؤية 2030 للملهم مبس خدمة ورفاهية للمواطن المسعدن!!".

أما الناشط اليمني عبد الله السالمي فقد شجب في تغريدة مشاهد السيول في جدة قائلًا: "أنتم على موعد جديد مع الوعود الكاذبة التي طالما استمعتم إليها في كلّ مرة تتعرض فيها مدينة جدّة للغرق. لكنها وعود طالما انتهت بشراء يخت، وقصر، ولوحة مزورة، وصرف مليارات الدولارات على اختلاق الأزمات في الدول المجاورة، بينما سيبقى أهل جدة ينتظرون الكارثة القادمة..!".

وأضاف "بدل القيام بوضع خطة طوارئ لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتعامل مع الظروف المأساوية التي تعيشها مدينة جدة وصلتني معلومة من مصدر موثوق تقول، إن النظام السعودي قام بتشكيل لجنة اعتقالات تستهدف كل من صور ونشر مقاطع الفيديو والصور الخاصة بكارثة جدة..!".

بدوره، نشر مدير معهد شؤون الخليج في واشنطن علي الأحمد على حسابه مشاهد لغرق ممرات مستشفى الصحة النفسية في جدة بمياه الأمطار، وأخرى لمستشفى الحرس الوطني السعودي في الحالة نفسها، بالإضافة إلى مستشفى طب الأسنان في المدينة التي أغلقت بعد أن وصلت المياه إلى مبناها.

محمد بن سلمان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة