الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: أمن الجمهورية الاسلامية القومي أولوية وعمليتا القدس في الصدارة
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة فجر اليوم في طهران على القلق الأوروبي من تطور البرنامج النووي الإيراني، إضافة الى العملية النوعية المزدوجة التي نفّذها المقاومون الفلسطينيون أمس في مدينة القدس المحتلة.
قلق الترويكا الأوروبية من تطور البرنامج النووي الإيراني
صحيفة "مردم سالاري" توقّفت عند ادعاء الدول الأوروبية الثلاث، الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي حولت الاتفاق النووي إلى قذيفة فارغة بإهمالها وتقاعسها، بأنّ إيران تجاوزت بالإجراءات حدود خطة العمل المشتركة، وذلك في بيان مشترك حول رد فعل إيران على القرار المعادي لطهران الصادر عن مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذا البيان الذي نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة خارجية إنجلترا بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، جاء فيه أنّ إيران تجاوزت قدراتها الإنتاجية في منشآت فردو ونطنز حدود خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) من خلال تسريع إنتاج اليورانيوم المخصب، فقد اتخذت خطوات مهمة أخرى نحو إبطال خطة العمل الشاملة المشتركة، ومما يثير القلق بشكل خاص قرار إيران زيادة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب في منشآتها تحت الأرض في منشأة فردو.
وبحسب صحيفة "مردم سالاري"، زعمت الترويكا أنّ تصرف إيران يمثل تحديًا لنظام حظر الانتشار النووي العالمي، وادعى واضعو هذا البيان، متجاهلين الترسانات المليئة بالرؤوس النووية للنظام الصهيوني، والتي تعتبر تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي، أنّ الإجراءات التعويضية التي اتخذتها إيران، "تحمل مخاطر تتعلق بانتشار الأسلحة النووية، ليس لها أيضًا تبرير مدني صالح "
من ناحية أخرى، اعتبر ممثل روسيا، ردًا على بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ في موقع فردو، أنه استجابة متوقعة لجهود الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية في مجلس المحافظين لزيادة التوترات حول قضية إيران النووية، وكتب "ميخائيل أوليانوف"، ممثل روسيا في المنظمات الدولية في فيينا، ردًا على بيان الترويكا الأوروبية [ألمانيا وفرنسا وإنجلترا] عقب بدء تخصيب إيران على موقع فردو، على صفحته على تويتر: قرار طهران هو ردّ متوقع على محاولة الترويكا الأوروبية والأمريكية زيادة التوترات الأسبوع الماضي في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في غضون ذلك أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي في حديث مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أنّ برنامج تطوير الصناعة النووية الإيرانية يندرج في إطار ضمانات شاملة، وهذا حقنا القانوني، ونحن ننفذ خططنا التنموية وفق ضوابط الوكالة.
وصرح رئيس هيئة الطاقة الذرية: "إيران تريد إنهاء هذا السلوك بمعايير مزدوجة، إننا نعمل على تطوير قدراتنا النووية في إطار القانون الاستراتيجي، وقد قلنا مرات عديدة إنّ إصدار قرار في مجلس المحافظين لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج.
وأكد إسلامي أن "كل قرار له ردّ فعل، وبما أن هذا القرار يتعامل مع قضايا ليست ذات صلة بالأزمة وتم حلها بالفعل، أعلنّا أنّه في حالة صدور قرار، سنردّ عليه ابتداءً من هذا اليوم".
فشل اسرائيلي في الأراضي المحتلة
بالموازاة، تصدّرت الأوضاع في الأراضي المحتلة عناوين بعض الصحف الإيرانية، وجاء في صحيفة "إيران": أثار وقوع ثلاثة انفجارات أحدها على مدخل مدينة القدس المحتلة وإصابة عدد من المستوطنين الصهاينة أجراس الإنذار في المستوطنات الصهيونية، حيث أصيب 12 مستوطنًا على إثر انفجار عبوة ناسفة في محطة حافلات على مدخل القدس المحتلة، اثنان منهم في حالة حرجة.
كما نقلت عن شبكة "سكاي نيوز" العربية أن الشرطة الصهيونية أغلقت مداخل القدس للتحقيق والعثور على منفذي هذا الانفجار، كما أفاد التلفزيون الإسرائيلي عن انفجارين آخرين في مستوطنة راموت في القدس الغربية، مما أسفر عن إصابة 6 على الأقل.
وبحسب صحيفة "إيران"، اعترف عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير ردًا على التفجيرات في القدس بأنّ "الانفجار في القدس سيعيدنا إلى زمن الانتفاضة"، ورحبت الفصائل الفلسطينية بتفجيرات القدس وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي ووصفت الفصائل المقاومة هذه التفجيرات بأنها عملية شجاعة وردًا طبيعيًا على جرائم واعتداءات النظام الصهيوني ومستوطنيه المتطرفين في القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومناطق فلسطينية أخرى.
بدورها، قالت صحيفة "كيهان": في الواقع، أظهر انفجار صباح الأربعاء أنّ فترة جديدة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار قد بدأت في "إسرائيل"، وأنّ الصهاينة قد لا يعودون قادرين على ضمان أمنهم في الأراضي المحتلة كما في الماضي، على الأقل في الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى انفجار صباح الأربعاء، استهدفت العديد من الحوادث الأخرى أكثر المناطق أمانًا في النظام الصهيوني، ولا يزال مصدر هذه التهديدات والحوادث غير معروف للصهاينة.
وزارة الخارجية الإيرانية تعلّق على الحرب على الانفصاليين
في المقابل، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" في تقرير لها أنه خلال الشهرين الماضيين، عندما حاولت الحركة المناهضة لإيران خلق حالة من عدم الأمن في إيران من خلال إثارة الاضطرابات، كثّفت الجماعات الانفصالية من أنشطتها وبدأت أعمال الشغب ضد إيران.
وأضافت: "تسببت المشكلة نفسها في قيام القوات البرية للحرس الثوري الإيراني بتدمير مقرات الجماعات الإرهابية الانفصالية في إقليم كردستان العراق بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة انتحارية في عدة مناسبات منذ أكتوبر من هذا العام. وفي الوقت نفسه طلب الحرس الثوري من سلطات العراق وإقليم كردستان تطهير حدودهما مع إيران من الإرهابيين، وإذا لم يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء من قبلهم، فإن الهجوم على مواقع الإرهابيين الانفصاليين سيستمر".
وبحسب الصحيفة، بعد العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على مقرات الجماعات الإرهابية الانفصالية في قاعدة حمزة سيد الشهداء التابعة للحرس الثوري الإيراني، يبدو أنّ حكومة العراق وإقليم كردستان في هذا البلد قد أخذتا تحذيرات إيران على محمل الجد، حيث أعلن وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان: على وجه التحديد، تم تفعيل 76 مركزًا إرهابيًا ومعاديًا للثورة في إقليم كردستان، ودخلت أسلحة إسرائيلية وأمريكية البلاد.
وتابع عبداللهيان: "خلال الأسابيع الثمانية الماضية، عقدنا عدة اجتماعات على مرحلتين في بغداد وطهران مع السلطات العراقية، وكذلك مع فريق مهم من المسؤولين الأمنيين في الحكومة المركزية في العراق وفي إقليم كردستان، وتمّ اتخاذ قرارات مهمة".
وقال إنّ "الحكومة المركزية في العراق التزمت بإخراج هذه الجماعات الإرهابية من حدودنا واتفقنا على نزع سلاحها، وتتواصل مباحثاتنا ومتابعتنا لتنفيذ الاتفاقات مع العراق الشقيق والصديق"، وأضاف: "طبعًا عندما تنتشر القوات المسلحة العراقية على الحدود المشتركة للجمهورية الاسلامية الايرانية مع اقليم كردستان وتضمن الامن، لا حاجة لنا للتواجد العسكري عندئذ خارج أراضي الجمهورية الإسلامية".
وشدد وزير الخارجية على أنه "ما دام هناك تهديد من دولة مجاورة لإيران في إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فإن قواتنا المسلحة ستواصل إجراءاتها لضمان أقصى قدر من الأمن القومي للبلاد".