الخليج والعالم
نجل الشيخ مشيمع يدق ناقوس الخطر: والدي يُقتل ببطء
دقّ علي مشيمع -نجل الأمين العام لحركة "حق" وأحد رموز المعارضة البحرينية الشيخ حسن مشيمع- ناقوس الخطر بخصوص وضع والده، وسرد بعض المعلومات عن حال الشيخ حسن مشسمع لكي لا تكون مظلوميته مسجونة بين الجدران، وليطلع الرأي العام المحلي والدولي على الحقيقة قبل أن يقع المحذور، ولتتحمل السلطة الظالمة ومن يبرر لهم ويتستر عليهم مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية.
وقد غرّد علي مشيمع عبر حسابه على "تويتر" قائلًا "إنّه تم نقل والده من سجن جو إلى مركز كانو الصحي في تموز/يوليو 2021 بحجة الاهتمام بحالته الصحية ووضع خطة علاجية ومتابعات طبية خاصة، نظرًا لمعاناته من مشاكل صحية كثيرة ومع تقدمه في السن، وعدم ملاءمة وضعه مع بيئة السجن، وذلك بعد سنوات من الإهمال الطبي تسبب في زيادة المشاكل الصحية".
وأضاف: "في بداية الشهرين الأولين عُرض الوالد على عدة أطباء وأجريت له عدة مواعيد كان جلها مواعيد استعراضية، عدا عن إجراء عملية في العين (كان ينتظرها لسنتين) وإعطائه حقن زيتية لتخفيف الالام الشديدة في الركبة"، موضحًا أن والده تلقى في تلك الفترة معاملة خاصة، وكان يشعر أن هناك أمرًا ما يخفونه عنه.
وتابع البيان "بالفعل في منتصف شهر أيلول/سبتمر 2021 جاء إليه وفد رفيع المستوى، وقالوا له بصورة جميلة وطريقة مشوّقة أنّه سيطلق سراحه في نفس اليوم، وبعد الكلام، فهم الشيخ مشيمع منهم أن هذا الإفراج مشروط بالصمت وبقيود أخرى، فرفض ذلك العرض متمسكًا بحقه في الحرية غير المشروطة".
ولفت مشيمع إلى أن المعاملة تغيرت بعد ذلك مباشرة، ابتداء من منع المكالمات الهاتفية والمرئية، ومن ثم وقف المتابعات الصحية تدريجيًا، مشيرًا إلى أنه أعيد السماح له بإجراء مكالمات هاتفية بعد سنة من الحرمان.
وقال إن والده منذ ذلك الوقت تعرض لنوبات صحية خطيرة، استدعت إحداها إدخاله مستشفى الملك حمد، وفي مرات أخرى أصيب بارتفاع حاد في السكر، إضافة إلى توقف المتابعات الصحية، مضيفًا أنه رغم وجوده في مركز صحي، فإنه معزول في إحدى الغرف، وغير مسموح له بمغادرتها للتشمس أو المشي، ويقضي كل وقته وحيدًا، ومتنفسه الوحيد هو الزيارة العائلية القصيرة والمحدودة في نفس الغرفة".
واعتبر أن من نماذج الإهمال الصحي الفظيع هو وجع الأسنان، فهو يعاني من هذه المعضلة منذ أكثر من 6 أشهر، بعد أن سقطت إحدى أسنانه، ومع هذا ولهذه اللحظة لم يُعرض على طبيب الأسنان، بينما يعاني من نوبات من الوجع لا يهنأ فيها بطعام ولا يهدأ الألم، وتوشك الأسنان الأخرى على السقوط تباعًا.
وأردف مشيمع أنه قبل حوالى سنة من نقله إلى مركز "كانو" وهو يعاني من آلام شديدة في الركبة مع انتفاخ غير طبيعي أخل بتوازنه وحركته وسلبه الراحة، ولهذه اللحظة وبعد مرور أكثر من سنتين لم تعالج المشكلة بجدية، واكتفوا بإعطائه حقنًا زيتية أزالت الألم مؤقتًا، لكن النفخ موجود والألم يعود تدريجيًا.
وقال "خلال الشهرين الماضيين تحدث الوالد مع أكثر من ضابط بخصوص وضعه الصحي، ولم يحصل على غير الكلام المعسول، وبعدة طرق وصلت رسائل للسلطات بخصوص علاج الوالد، وكان التجاهل سيد الموقف، وقبل فترة قصيرة أثير الموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي ولكن "على قلوبهم أكنة"، "وفي آذانهم وقرًا".
وشدّد مشيمع على أن "سياسة القتل البطيء ضد والدي وعموم السجناء السياسيين هي من أوضح الواضحات في البحرين، وشواهدها تحتاج لألف كتاب"، مؤكّدًا أنّ النظام كما يبدو يتصرف مع هذا الملف الأخلاقي الإنساني بعقله الطفولي الانتقامي، ويظهر ذلك جليًا في تجاهله ومنعه للعلاج، فالعقل الطفولي والعدوانية المتجذرة تجعله يعتبر ذلك بمثابة الهزيمة.
ولفت إلى أنّ فهم هذه العقلية قاده الى التريث في الاحتجاج حتى لا يفسّر تحركه على أنّه استغلال سياسي وإعلامي كما هي السيمفونية المعتادة، مشيرًا إلى أنّ العائلة تحركت، وهم غير ناشطين في السياسة (رغم ما لحقهم من أذى)، وحتى ينحصر الموضوع في الشق الإنساني ويتم تأمين العلاج للوالد، مع هذا ظلت العقلية الطفولية الانتقامية هي المسيطرة وهذا ما توقعته وأعرفه عن نظام يدعي ثقافة التسامح والتعايش".
وختم قائلًا: "أدق جرس الانذار، وأطالب بوقف هذا الاستهتار، وأحمّل النظام ومن يدعمه مسؤولية وقف جريمة الحرمان من العلاج، إنه فعل قبيح وسياسة حقيرة، وانعدام للنبل والشرف والمروءة".