الخليج والعالم
أحداث الشغب في "مهاباد" تتصدر عناوين الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم على أحداث الشغب في "مهاباد"، حيث شهد أهالي "مهاباد" حالة من انعدام الأمن والعنف من قبل جماعات متمردة وإرهابية.
وبعد العديد من الدعوات المضادة للثورة في الأيام الأخيرة، انشغل المشاغبون -في هذه المدينة الكردية بمحافظة غرب أذربيجان- في إثارة مشاعر الناس وخلق حالة من انعدام الأمن، وذلك من خلال مهاجمة الأماكن العامة، وتدمير الممتلكات الخاصة للناس وإغلاق الطرق وتهديد الناس بالأسلحة النارية والبيضاء، حيث ساد الرعب في بعض المناطق.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "إيران" اليوم الاثنين فقد هاجم هؤلاء الأشخاص منازل الناس ونهبوا الممتلكات والأدوات المنزلية.
وقد طالب الأهالي أمس الأحد باتخاذ إجراءات حاسمة، وعرضوا التعاون مع القوات العسكرية للتعامل معهم.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإخبارية في هذا السياق أنه منذ ليلة السبت الماضي وبعد أن احتج الأهالي على هذه الأوضاع، دخلت القوات الأمنية هذه المنطقة واعتقلت قادة مثيري الشغب وبعض الفرق الإرهابية.
وفي إشارة إلى الإجراءات الأمنية المتخذة في بعض مدن محافظتي غرب أذربيجان وكردستان، قال مصدر أمني مطلع في حديث لـ "إيران" "للأسف ألحق بعض البلطجية، وكذلك المنتمون إلى الأحزاب الانفصالية، الأذى بالأهالي، وبالطبع قام المشاغبون، الذين كانوا مستائين من عدم انضمام الناس إلى أعمال الشغب بتدمير بعض الممتلكات العامة والمكاتب الحكومية".
ووعد المصدر الأمني الشعب الإيراني، وخاصة شعب كردستان، أن هذه العملية ستستمر حتى اعتقال آخر شخص، ورغم أن اعتقال كل هؤلاء قد يستغرق بضعة أيام أو أسابيع، فإنّ قادة الفوضى سيُعتقلون هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
ووفقًا لصحيفة "إيران"، فقد تُظهر الاعتقالات التي تمت في الأسابيع الأخيرة أن العديد من المخربين ينتمون إلى جماعات معادية للثورة وانفصالية كانت موجودة في المنطقة الشمالية من العراق.
استمرار مزاعم مشاركة الطيارات من دون طيار الإيرانية في الحرب الأوكرانية
وفي سياق آخر، وفي إشارة إلى المزاعم المتكررة بأن روسيا استخدمت طائرات إيرانية من دون طيار في الحرب في أوكرانيا، نقلت صحيفة "مردم سالاري" في تقرير عن صحيفة "واشنطن بوست" قولها "إنّ طهران وموسكو اتفقتا على بناء طائرات مسيرة على الأراضي الروسية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن ثلاثة مسؤولين مطلعين لم تذكر أسماءهم أن مسؤولي موسكو وطهران انتهوا من عقد بناء هذه الطائرات من دون طيار خلال اجتماع في إيران في بداية الشهر الجاري.
علاوة على ذلك، يُزعم أن إيران وروسيا تتحركان بسرعة لنقل الخطط والمكونات الرئيسية التي ستوفّر الأساس لبناء هذه الطائرة من دون طيار في الأشهر المقبلة، كما زعمت صحيفة "واشنطن بوست" أن مثل هذه الصفقة ستسمح لروسيا بتوسيع مخزونها من أنظمة الأسلحة الرخيصة نسبيًا ولكنها شديدة التدمير.
ووفقًا لهذا التقرير، ستحل هذه الاتفاقية أيضًا حاجة روسيا الحيوية للذخيرة الموجهة بدقة، والتي تواجه نقصًا بعد 9 أشهر من الهجوم على أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، لها فوائد اقتصادية وسياسية كبيرة لإيران.
كما نقلت "مردم سالاري" عن وزير الحرب الأميركي لويد أوستن في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن في كندا قوله "إن الصين وروسيا تبحثان عن عالم تستخدم فيه القوة لحل النزاعات"، وتابع أن "جهود روسيا لكسب دعم دول مثل إيران وكوريا الشمالية تخلق تحديات أمنية جديدة للولايات المتحدة وحلفائها".
ولفتت "مردم سالاري" إلى أنّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، صرح في مؤتمره الصحفي الأخير، ردًا على سؤال حول حرب أوكرانيا وبعض الأخبار المنشورة حول مساعدة إيران لروسيا خلال هذه الحرب بخصوص الأزمة في أوكرانيا قائلًا "إننا عبرنا مرارًا عن مواقفنا بوضوح، فيما يتعلق بهذه الأزمة، وإننا نلتزم بسياسة الحياد النشط، ولسنا طرفًا في الحرب في أوكرانيا، ومنذ بداية هذه الأزمة، حاولنا إعادة البلدين إلى طريق الدبلوماسية لحل الخلافات ومنع استمرار الحرب".
وأضافت "مردم سالاري" في تقريرها أن كبير المستشارين والنائب السياسي لوزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) كولن كال، الذي سافر إلى منطقة غرب آسيا، يحاول تشجيع حكومات المنطقة على قطع العلاقات مع موسكو من خلال إثارة الخوف من تعميق العلاقات بين إيران وروسيا.
وفي خطاب ألقاه في البحرين يوم السبت زعم كال أنه بسبب تعميق العلاقات العسكرية لموسكو مع إيران، يجب على دول الخليج العربي قطع علاقاتها مع روسيا.
العلاقات الإيرانية السعودية: تفاؤل بعد انحسار الشغب
من جانبها، نشرت صحيفة "آرمان ملي" في عددها الصادر اليوم تقريرًا حول العلاقات الإيرانية السعودية، وذكرت أن الكثيرين يرون أن السعودية هي أحد الفاعلين المهمين في الاحتجاجات الأخيرة، مما جعل الظروف غير جاهزة للمفاوضات وإحياء العلاقات كما كانت من قبل، لذلك، يبدو أنه مع انحسار التشنجات في إيران وتعديل مواقف السعوديين، يمكن التفاؤل باستئناف المفاوضات لإحياء العلاقات بين طهران والرياض.
وأضافت " مردم سالاري" أنه من ناحية أخرى، لا ينبغي أن ننسى الدور الحاسم للعراق كوسيط في المفاوضات، والذي أدار ودفع هذه المفاوضات منذ البداية وحتى الآن، وعلى الرغم من وجود بعض الشائعات حول انسحاب العراق من الوساطة، إلا أن المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني لم يؤكد الأنباء المنشورة حول إنهاء الوساطة العراقية بين إيران والسعودية.
وقال إن "الحكومة العراقية لعبت دورًا بناء في مسار المفاوضات بين إيران والسعودية وقد أعلن العراق مرارًا استعداده لمواصلة لعب هذا الدور الإيجابي".
ونقلت الصحيفة عن خبير في قضايا الشرق الأوسط المتعلقة بالعلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية قوله "إن جمهورية إيران الإسلامية تضع دائمًا العلاقات مع جيرانها على رأس أولويات سياستها الخارجية ولم تنحرف عن هذه السياسة حتى أثناء فرض الحرب، لكن هؤلاء الجيران هم الذين لا يستطيعون اتخاذ قرارات مستقلة، ويخضعون أحيانًا للسياسات الأمريكية في المنطقة".
وصرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن التطورات الأخيرة في إيران قد تؤثر على المفاوضات بين إيران والسعودية، وأشار إلى استعداد طهران والرياض لمواصلة هذه المفاوضات.
واعتبر حسين، في اجتماع المنامة الأمني – كما نقلت "مردم سالاري" - أن جهود بغداد لاستضافة المحادثات الإيرانية السعودية مستمرة وأن البلدين على استعداد لمواصلة هذه المحادثات، مضيفًا أن الاحتجاجات في إيران لها أيضًا بُعد إقليمي وقد تؤثر على سياسات إيران وتقدم المحادثات مع الرياض، هذا على الرغم من حقيقة أنه قبل ذلك قال عبد الرحمن الجامع المندوب الدائم للسعودية في جامعة الدول العربية، على هامش اجتماع جامعة الدول العربية بالجزائر، في مقابلة مع قناة "الشرق" "إن إيران جارتنا والمملكة العربية السعودية تمد يدها دائمًا إلى هذا البلد للتوصل إلى اتفاق معه".