الخليج والعالم
ندوة الاتحاد الجهوي للشغل بتونس.. ناشطون يحذّرون من خطر شيطنة المقاومة
تونس – عبير رضوان
تحت شعار "الوفاء للشهداء"، أقام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، ندوة فكرية استعرض فيها الحاضرون كيفية دعم المقاومة الفلسطينية المتجددة في الضفة الغربية، وذلك بحضور الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوسف العوادني ونخبة من النقابيين والناشطين التونسيين والفلسطينيين.
وتمّ خلال الفعالية افتتاح معرض وثائقي يضم الوثائق الأساسية لوعد بلفور، وكذلك يؤرخ بالصورة والوثيقة لتطور المقاومة الفلسطينية في الضفة بمختلف جوانبها، ويتم الإعداد لتنقل هذا المعرض على مختلف المدارس في محافظة صفاقس.
وحذّر المشاركون من خطر تشويه المقاومة وشيطنتها وقيام النشاطات الإعلامية المنسقة لأدوات "إسرائيلية" وعربية تعمل على مهاجمة حالة المقاومة المتصاعدة والتشكيك بجدواها وتسخيفها ومهاجمة رموزها، وذلك بالاعتماد على كتاب معروفين ووسائل إعلام وذباب الكتروني، وفرض الحصار الاعلامي.
ولفت الحاضرون النظر الى أن العدو الصهيوني يسعى من خلال الاستراتيجيات للقضاء على المقاومة الفلسطينية، مؤكدين أن ذلك يستدعي العمل من أجل بلورة قيادة ميدانية وقادرة على مواجهة التحديات وانتزاع الفرص بما يعنيه ذلك من ضرورة الانتقال من التشكيلات العلنية الى البناء السري، وبناء تشكيلات تتناسب مع الصراع الطويل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.
وقدّم عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء مداخلة بعنوان "المقاومة الفلسطينية المتجددة في الضفة الغربية ــ تحديات وفرص"، تطرق خلالها الى القانون التفسيري للتجدد النضالي باعتبار أن قانون التحدي الاستعماري والاستجابة النضالية للشعوب، هو القاعدة التفسيرية لاستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني، لما يتجاوز العشرة عقود، أي منذ صدور وعد بلفور وحتى اللحظة الراهنة.
وقال الزريعي: "في هذا القانون نجد تفسيرًا لثورة 36 ــ 1939، وللانتفاضة الاولى والثانية. كما نجد تفسيرًا للعمل المقاوم النضالي المتجدد في الضفة الآن، حيث تبدى التحدي من ناحية في التغول الصهيوني، المتمثل في تصاعد عمليات التهويد والاستيطان وهدم المنازل والاعتقالات وكل اشكال القهر، ومن ناحية ثانية في افلاس السلطة الفلسطينية سياسيًا، وتراجع امكانياتها، واستنادها في الامساك بالوضع الداخلي الى القبضة الأمنية، الى جانب التسبيق الامني مع العدو الصهيوني". وشدد على أن "العامل المفجر تمثل في معركة سيف القدس 2021، بما تركته من تأثيرات عميقة في الواقع الفلسطيني. بينما تمثلت الاستجابة للتحديات المشار اليها في زيادة الشرائح الاجتماعية المنخرطة في مواجهة الاحتلال، بداية كردات فعل محلية وعفوية، ثم ظهرت الأشكال التي توفر الهياكل السياسية والقيادية والتنظيمية القادرة على حمايتها وضمان استمراريتها ممثلة في بؤر المقاومة مثل كتيبة جنين ولواء الشهداء في جنين وكتيبة مخيم بلاطة وعرين الاسود في نابلس".
وجاء في الندوة أن الكيان الصهيوني يحاول اعتمادًا على أدوات القوة بشكل أساسي كسر إرادة المقاومة، معتمدًا في هذه المحاولة على مجموعة من الترتيبات التحضيرية المتمثلة في الحشد المادي والسياسي، والتنفيذية العملياتية المتمثلة في الخطوات العملية المباشرة تجاه المقاومة.
وتتمثل الترتيبات التحضيرية – بحسب الزريعي- بالتعزيز الأمني الذاتي والتنسيقي، أي تعزيز عملية كاسر الأمواج التي أقرت في شباط /فبراير 2022. وهي عبارة سلسلة عمليات عسكرية، تهدف الى استنزاف قدرات المقاومة، دون القيام بعملية عسكرية "إسرائيلية" واسعة وتعزيز أنظمة المراقبة والتجسس الإلكتروني التي تقوم بها وحدات متخصصة في الجيش وشرطة الاحتلال، ومنها الوحدة 8200، وكتيبة جمع المعلومات القتالية العاملة بشكل دائم في الضفة والعمل على اختراق المقاومين استخباريًا بالاعتماد على العملاء.