الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: جولة عسكرية جديدة ضد الانفصاليين.. وتناقض في مواقف ماكرون
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم بمسألة الجولة الجديدة من عمليات الحرس الثوري الإيراني التي بدأت أمس ضد الإرهابيين الانفصاليين في كردستان العراق، والتي جاءت بعد أن حاولت مجموعات إرهابية مثل كوملة والحزب الديمقراطي إثارة الفوضى وانعدام الأمن في البلاد بذريعة مقتل مهسا أميني. وبالتزامن مع تنفيذ هذه الهجمات، حذّر الحرس الثوري المسؤولين في العراق وإقليم كردستان من تطهير حدودهم مع إيران من الإرهابيين، وأنه في حال لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد، فسيواصل هجماته على ملاجئ الإرهابيين.
وفي السياق، لفتت صحيفة "وطن أمروز" الى أنّ جولة جديدة من عمليات الحرس الثوري الإيراني ضد الجماعات الإرهابية الانفصالية قد بدأت أمس، إذ قدّم اللواء محمد باكبور قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني تفاصيل هذا الهجوم الذي تم تنفيذه بطائرات مسيرة وصواريخ، وقال: "إن الجماعات الانفصالية نفذت عملياتها الإرهابية داخل إيران من العراق، وفي بعض الاضطرابات التي حدثت في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، لاحظنا آثار أقدام معادية للثورة وانفصالية لها مقار مختلفة في شمال العراق"، مضيفًا: "اليوم (أمس) نفذنا عملية ضد بعض القواعد التي كانت في أيدي الإرهابيين ولم تكن موجودة في مثل هذه الكثافة السكانية، نحن مسؤولون عن أمن شعبنا، وإذا كانت العناصر الإرهابية تريد التدرب والتخطيط بحيث يدعمهم الأميركيون ويخططون لإجراءات ضد الأمن في الداخل فإننا لن نتجاهل هذا وستُستهدف هذه المقار أينما كانت".
وأوضح اللواء باكبور وبحسب ما نقلت الصحيفة أن الغرض من وجود الإرهابيين في المناطق السكنية هو استخدام الناس العاديين كدرع دفاعي لأنفسهم، موضحًا: لدينا بالتأكيد اعتبارات وخطوط حمراء هي أن لا يتم إصابة الأبرياء والعائلات.
وأعلن الحرس الثوري في بيان له حول هجومه بالصواريخ والطائرات المسيرة على مقرات الجماعات الانفصالية أنه "على إثر استمرار التقاعس وبعض الإهمال الواضح والمتعمد أحيانًا من قبل سلطات المنطقة الشمالية في التعامل مع أنشطة الجماعات الإرهابية الانفصالية المعادية للثورة والمناهضة لإيران والتي تتآمر وتهاجم منذ سنوات وتتدخل ضد الأمة الإيرانية في المنطقة؛ وعلى الرغم من عملية الشهر الماضي، يحاول الإرهابيون مرة أخرى التعبئة والعمل من أجل خلق حالة من عدم الأمن في إيران الإسلامية، لذلك فقد تعرضت مقار ومراكز ووسائل نقل أسلحة وذخائر الإرهابيين إلى إيران، منذ صباح اليوم (أمس الاثنين)، لعمليات صاروخية".
عقوبات جديدة أوروبية على إيران
أشارت صحيفة "إيران" في تقريرها اليوم إلى قضية العلاقات الأوروبية الإيرانية، حيث نقلت عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعمه أن الاحتجاجات الداخلية الإيرانية غيّرت الوضع حول الاتفاق النووي إلى حد كبير وأضعفت إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، بالإضافة إلى ذلك ادعى أنه لا توجد خطة مقترحة جديدة يمكنها إحياء الاتفاقية النووية في المستقبل القريب، ومن المحتمل أن يكون من الضروري وضع إطار جديد للتعامل مع هذه القضية.
وقارنت صحيفة "إيران" بين مواقف ماكرون المتعدّدة والمتناقضة تجاه الجمهورية الإسلامية، حيث كان لقاؤه مع الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إيجابيًا، بل وطلب الرئيس الفرنسي من الرئيس الإيراني التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في المقابل، وبحسب الصحيفة نجد هذه المرة أن حدوث اضطرابات داخلية في إيران، كانت أصغر بكثير من الاحتجاجات الاقتصادية المحلية في شوارع باريس ، مما دفع الرئيس الفرنسي إلى الوقوف إلى جانب الأميركي مرة أخرى، الذي أعلن رسميًا أنه يركز على دعم الاضطرابات الإيرانية بدلاً من التفاوض.
والخبر الذي تصدّر الصحف قبل أيام وما زالت أصداؤه مستمرة، هو لقاء ماكرون مع عدد من الشخصيات الانفصالية المناهضة لإيران، وإطلاقه صفة "الثورة" على أعمال الشغب الإيرانية، إذ كان هذا منعطفًا متسرعًا آخر أظهره الرئيس الفرنسي، حيث اختار أن يأتي رسميًا لمساعدة التيارات التي تقود الاضطرابات وتضخ الإشاعات والأخبار الكاذبة في اتجاه انحراف الرأي العام الإيراني.
وأشارت صحيفة "إيران" الى أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي تتبعان إلى جانب فرنسا، سياستهما الخارجية المتناقضة تجاه إيران بإعلان الموافقة على عقوبات جديدة ضد إيران، وفي هذا الإطار، فرض الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين عقوبات جديدة على 29 شخصية إيرانية و3 منظمات بحجة قضايا حقوق الإنسان والمتعلقة بما أسماه استخدام العنف ضد المحتجين في إيران.
ونقلت صحيفة "آرمان ملي" إدانة السفارة الأميركية في بغداد لهجوم إيران الصاروخي وبالطائرات المسيرة على شمال العراق، وبحسب وكالة "إيلانا" الإخبارية أدانت السفيرة الأميركية في بغداد "ألينا رومانوسكي" هجوم إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان العراق عبر تغريدة لها على موقع "تويتر".
آخر تطورات ملف المفاوضات النووية
في تقريرها حول آخر التطورات في قضية المفاوضات النووية، كتبت صحيفة "آرمان ملي" تقول: خلال الأشهر القليلة الماضية حدثت تطورات مختلفة في النظام الدولي كان لبعضها تأثير كبير على البعض الآخر، كان من بين هذه التطورات قضية الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي كان لها تأثير مباشر على قضية المفاوضات النووية وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والتوصل إلى اتفاق.
وأضافت الصحيفة: في الآونة الأخيرة، لم نشهد أي إجراء من قبل الطرفين لإحياء الاتفاقية، على الرغم من أن الأطراف تتحدث بين الحين والآخر عن إمكانية إعادة تنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة وعدم ترك جدول أعمال الاتفاقية، إلا أن ما حدث بالفعل هو أن الجانب الغربي، بما في ذلك الأوروبيون والأميركيون، لم يعد مهتمًا جدًا بإحياء الاتفاق، هذا بينما أصرت إيران على الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة واستئناف المفاوضات في جميع هذه المراحل، لكن الغربيين -الذين ضيعوا دائمًا وقتهم بأعذار وأفسدوا المفاوضات- هذه المرة أيضًا متذرعين بحجة الأحداث الداخلية الأخيرة في إيران، وضعوا شروطًا لا يمكن تبريرها.
واعتبرت "آرمان ملي" أن الأوروبيين -الذين كانوا يسعون لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة- يفرضون الآن عقوبات على إيران واحدة تلو الأخرى ويتحدثون عن عقوبات جديدة.
ونقلت "آرمان ملي" عن رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه قال أمس وقبل اجتماع مجلس وزراء خارجية أوروبا وفي جزء من بيانه المدافع عن إجراءات العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران عقب الأحداث الأخيرة: "إنّ قضية خطة العمل الشاملة المشتركة لا علاقة لها بهذه الإجراءات والعمل على هذه الاتفاقية مستمر مع إيران، وطهران ستكون على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي".