الخليج والعالم
بإشراف أميركي.. هكذا خطّطت الإمارات والسعودية والبحرين لـ"الفوضى" في إيران
في حديث لولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول العلاقة بين السعودية وإيران، قال "إن الرياض تسعى لـ"نقل المعركة إلى الداخل الإيراني"". النظام السعودي الذي لطالما وظّف خلاياه الداعشية لتنفيذ مخططاته الوحشية في المنطقة، اختار وأصدقاؤه من الأنظمة العربية هذه المرة استهداف الداخل الإيراني عبر خطة للتأثير على فئة الشباب الإيراني، بالتوازي مع تزخيم خطاب شيطنة إيران الموجَّه إلى الجمهورَين العربي والإسلامي، وذلك حسبما كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة "الأخبار".
وذكرت الصحيفة أنه "بعد 4 أيام (أي في 6 كانون الثاني/يناير) من إحراق مباني البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران على يد شبّان إيرانيين غاضبين خلال العام 2016، ردًا على جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر وثلّة من الشباب القطيفي، طرح "المجلس الوطني للإعلام" الإماراتي على ممثلَين عن السعودية والبحرين خطة مقترَحة سمّاها "الاستراتيجية الإعلامية للتعامل مع الملف الإيراني"، تطوّرت في الأعوام اللاحقة، بالتنسيق مع الأميركيين، لتصبح "خطة تقويض إيران من الداخل".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "نصّ مقترح الاستراتيجية الإعلامية التي طرحها وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام في الإمارات سلطان الجابر، على أنّ الهدف من ورائها هو "بناء رأي عام معادٍ للسياسات الإيرانية من الجمهور الداخلي والخارجي"، وأنّ الاستراتيجية "تتمحور على البُعد السياسي والابتعاد عن الخطاب المذهبي الذي قد يضعِف الخطاب الإعلامي العام في حال الاستناد إليه"، والأهم أنّ "نتائج الاستراتيجية ينبغي أن تتحقّق بعد سنوات"".
وذكرت الوثيقة الرقم 1 أن "المقترح الأولي يحدد أنّ الجمهور المستهدَف هو الرأي العام الإقليمي والرأي العام الخليجي والرأي العام المحلي داخل إيران (الشعب الإيراني والأقليات الإيرانية غير الفارسية تحديدًا)، والمعارضة الإيرانية في الخارج والداخل"، مضيفة أن "اللافت في فقرة "شركاء التنفيذ"، أنّ الإماراتيين ذكروا "منظّمة التعاون الإسلامي" كشريك في تنفيذ الاستراتيجية، إلى جانب الكيانات الرسمية الخليجية وجامعة الدول العربية ومراكز الفكر والمعارضة الإيرانية"، وذلك على الرغم من أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو أصيل في المنظّمة المذكورة التي تهيمن السعودية على قرارها وتسخّرها لمصالحها منذ تأسيسها.
وبحسب الصحيفة، ذكر الجابر في خانة العناصر الرئيسية للاستراتيجية الإعلامية لـ"مواجهة النظام في إيران"، كل ما يردّده الإعلام الخليجي والمموَّل خليجيًا والصهيوني والأميركي حول "تدخّل إيران في شؤون الدول" وما يسمّونه "فضح دعم إيران للإرهاب السنّي والشيعي"، والأهم في هذه العناصر كان "مخاطبة الرأي العام الإيراني والتركيز على نقاط الاختلاف بين الشعب والحكومة الإيرانية"، و"كسب الشعب الإيراني، وخاصة فئة الشباب، من خلال التركيز على حرمان الإيرانيين من الرفاه الاجتماعي مقارنة بالوضع الخليجي".
الصحيفة قالت إن "طرح الإماراتيين أشار إلى ضرورة أخذ المحورَين العسكري والاجتماعي في الاعتبار لزيادة التأثير الإعلامي الفعلي ضمن الاستراتيجية، فلفت إلى "زيادة إنفاق طهران على التسليح العسكري مع تقليص الإنفاق الموجَّه للشأن الاجتماعي"، وإبراز للميزانية التي تخصّصها إيران لدعم حركات المقاومة، وأنّ أموال الشعب الإيراني "مسخَّرة للتدمير والخراب وزعزعة المنطقة بدل الارتقاء بالواقع المعيشي للإيرانيين".
كما ذكرت أنه "في خانة الرسائل الرئيسية المطلوب إيصالها سرد لـ 14 نقطة يمكن تلخيصها بفكرة محورية واحدة هي: "لم تكن هناك مشاكل في المنطقة حتى عام 1979 عندما ظهر "نظام الثورة الإسلامية في إيران"".
ووفقا لـ"الأخبار"، "تحتوي الاستراتيجية الإعلامية على تفاصيل "آليات التنفيذ"، وقد طُرح في هذا السياق "استحداث برامج تلفزيونية وإذاعية وإنشاء مواقع إلكترونية باللغات العربية والإنكليزية والفارسية وبناء منصّات تواصل اجتماعي واستخدام الأذرع الإعلامية للسفارات"". ولعل أبرز أداتَين نصّت الاستراتيجية على إطلاقهما هما تأسيس مركز الدراسات وبحوث الشؤون الإيرانية وقناة إخبارية ناطقة بالفارسية لتبثّ على مدار الساعة أخبارًا موجَّهة لاستهداف فئة الشباب الإيراني"
وأشارت إلى أنه "عند مواءمة ما يرد في نص الاستراتيجية وما حصل على أرض الواقع، يتبيّن أنّ مركز الدراسات أُسِّس في آذار/مارس عام 2016 وحمل اسم "مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية"، لكن جرى تغيير اسمه لاحقًا ليصبح "المعهد الدولي للدراسات الإيرانية - رصانة"، ويديره منذ تأسيسه السعودي محمد السُّلَمي. أما القناة الإخبارية فهي Iran International التي أُطلِقَت منتصف العام 2017 من لندن، واستقطبت - ولا تزال - إعلاميين وصحافيين إيرانيين معارضين، ويذكر نص الاستراتيجية أنّ ميزانيتها تُراوح بين 20 و60 مليون دولار سنويًا (علمًا أنّ تقارير تؤكّد تضاعف ميزانيتها السنوية حاليًا)، وأن طاقمها مؤلّف من 100 موظّف، وهدفها "مخاطبة الشباب الإيراني عبر تقديم برامج اجتماعية تمس حياتهم اليومية"".
وبحسب الوثائق المسرّبة لـ"الأخبار"، تظهر الخطة التفصيلية للعمل مجموعة من المبادرات التي تهدف الى تسجيل اختراقات في المجتمع الإيراني، خصوصًا بين الشباب، من خلال آليات لاستخدام المبادرات الاجتماعية والثقافية، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين هذه المبادرات الآتي:
1- Iranian Hub web portal:
iranianshub.com موقع إلكتروني وقنوات أونلاين
- يُعدّ التعليم ذا قيمة عالية في المجتمع الإيراني، ولدى الشبان جوع شديد للمعرفة، وهم مهتمون جدًا بالتكنولوجيا ويطمحون إلى امتلاك أحدث الوسائل التكنولوجية. وغالبًا من خلال الأونلاين، يحصل الشبان الإيرانيون على السلع والخدمات التي يريدونها.
يجب إيجاد منصة إلكترونية ناطقة بالفارسية يمكن من خلالها للمستخدِم الإيراني التدوين أو البحث عن مواضيع مثيرة لاهتمامه، أو فيديوات أو مواد بصرية تتعلّق بالتكنولوجيا، الفن، الموسيقى، العلوم، الموضة، والعائلة. وهذه فرصة لاختراق الثقافة الإيرانية وجمع معلومات حول الشعب الإيراني.
يمكن ربط هذه المنصة مع وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، انستغرام، يوتيوب، أبارات Aparat، فيسناميا Facenamia، وكذلك مع إعلانات محركات البحث، ما يساعد في لفت الانتباه إليها ويزيد فرص انتشارها بين الإيرانيين.
الموقع المذكور قُدّرت ميزانيته بـ 338,000 دولار، لكن تبيّن أنّه غير موجود على الشبكة العنكبوتية منذ العام 2021، وعند تتبّعه في خدمة أرشفة المواقع Way Back Machine، تبيّن أنّ الـdomain محجوز منذ العام 2017 من دون أن يوضَع فيه أيّ محتوى منذ حجزه، وجرت أرشفته ثلاث مرات في أعوام 2018 و2019 و2021، ما يشي بأنّ هناك اختلاسًا محتمَلاً للأموال المخصَّصة للمشروع، من دون أن يرى النور، وهو أمر شائع في عرف البطانات الحاكمة الخليجية.
2- حملة "تخيَّل لو أن هذه إيران"
بميزانية قدرت بـ 338,000 دولار، تهدف الحملة إلى تشجيع الناشطين والفنانين على المشاركة بالصور والفيديو والنص، وتحفيز الناشطين المغمورين على المشاركة والتعبير عن وجهات نظرهم، وزيادة منسوب الوعي نحو أسلوب حياة أفضل مستقبلاً في إيران، وإبراز مدى استعداد المجتمع للتغيير.
الهدف هو ابتكار حملة يقودها الفنانون الناشئون والمصورون الإيرانيون تتحدث عن مواضيع لها علاقة بالتعبير عن الذات، الهوية، وكيف يريدون أن تكون إيران، وأن يحققوا السلام بين إيران والعالم العربي، وأحلامهم حول نشر السلام في العالم.
وإطلاق حملة للمبدعين والفنانين بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني موثوقة في إيران مثل الأمم المتحدة، والحصيلة المتوقعة معرض إلكتروني للرسوم والصور والفيديوات تناقش الموضوعات المذكورة أعلاه، مع الإشارة الى أن منظمات المجتمع المدني المستقلة يُنظر إليها في إيران على أنها مصدر للريبة، لكن الأمم المتحدة استثناء مهم، حيث تدعم الحكومة الإيرانية برامج للمنظمة الدولية في إيران تتعلّق بالصحة والتنمية والسكان والحفاظ على التراث الثقافي.
3- وجهة نظر
الاقتراب من طريقة تفكير الشبان الإيرانيين وهدم المعتقدات السائدة تجاه النزاعات الحديثة والحقائق التاريخية.
تعريض الإيرانيين لأصوات إيرانية أخرى من منطلق مختلف وبطريقة بسيطة وجذابة. صوت الحكومة الإيرانية هو الصوت الوحيد الذي يسمعه الإيرانيون، لهذا يجب أن تكون هناك أصوات أخرى مُعدّة بشكل جيد للمساعدة في توفير التعرض إلى آراء مختلفة يمكن أن توافق أو لا توافق على ذلك، كنوع من التعددية الثقافية غير الموجودة في إيران.
والعمل لإيجاد فيديوات عبر الإنترنت مدعومة بإنفوغراف يقدّمها شبان إيرانيون لمناقشة قضايا مختلفة حول النزاعات الحديثة والمعتقدات (السياسية وغير السياسية) وكيف نشأت، بطريقة بسيطة ومن منظور مختلف.
4- فكِّر، اِقبل، غيِّر
تحدّي الأفكار النمطية السائدة في إيران وتشجيع الشبان على: التفكير، قبول الاختلافات، وتغيير معتقداتهم "الفارغة"، لتشجيع الإيرانيين على المطالبة بحقوقهم وقبول الاختلافات، وعرض أسباب وجيهة للكفاح من أجل حقوق الإيرانيين، أو مغادرة إيران، وإبراز سهولة حياة المؤثرين الإيرانيين الذين يعيشون خارج البلاد، والعمل على بث فيديوات مُلهِمة للمؤثرين على مواقع التواصل الذين غادروا إيران وكيف يريدون أن يروا إيران.
الإيرانيون لديهم ثقافة راسخة، وقد نشأوا على معتقدات وأفكار نمطية قوية ليس من السهل كسرها أو اختراقها.
ويجب تحفيز المؤثرين على مواقع التواصل، وهذا سوف يساعد في بناء الثقة مع صديق أو عائلة في الحملة، وسيضفي صدقية على الحملة التي تتحدى الأفكار النمطية المشتركة في إيران وتشجّع الشبان على التفكير، قبول الاختلافات، والتغيير. يمكن البدء بأساطير ثقافية وتاريخية في إيران. وبعد البدء في حصد الشعبية والتفاعل، نستطيع النفاذ الى المشهد السياسي، والتركيز على حقوق المرأة والفساد.
5- إنفوغراف وكاريكاتير ترفيهي
وبميزانية 866,000 دولار، يتم الانخراط مع الشبان في حوار عبر إنفوغراف وكاريكاتير مسلٍّ ومن خلال قنوات التواصل الاجتماعي، على أن يتم التركيز على معلومات حقيقية عن إيران ليس كتلك التي تعرضها الحكومة الإيرانية، إضافة الى القضايا الثقافية والنزاعات السياسية والسيطرة الحكومية.
6- تقديم رسم متحرك Animated Character
إيجاد رسم متحرك لشخصية من طبيعة المجتمع الإيراني للإضاءة على قضايا مشتركة في المجتمع الإيراني بطريقة ساخرة. والعمل على عدد الزيارات على الموقع ونسبة الحضور على كل منصة اجتماعية ونسبة الانخراط على قنوات التواصل وفي كل حملة، وعدد التغريدات والهاشتاغات على تويتر وعدد المشجعين والمتابعين على مواقع التواصل.
وبحسب الصحيفة، من البرامج الأخرى التي اقترحها الإماراتيون تخصيص مبلغ 2.68 مليون دولار لـ"إنتاج مسلسلات درامية حول القيم والحقائق المرتبطة بالإمارات" لتُبَث في عدد من القنوات التي تصل إلى الجمهور الفارسي"، بالإضافة إلى تمويل بقيمة 250,000 دولار لـ"إجراء بحث ومسح استقصائي حول تصوّر الإيرانيين للعرب والخليج والإمارات"، بالإضافة إلى تمويل بقيمة 723,000 دولار لـ"إنتاج برنامج تلفزيوني يسلط الضوء على القواسم المشتركة بين المجتمعين الإيراني والخليجي من حيث جغرافيا المكان والزمان لتحفيز النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وقد نصّ هذا القسم من الأدوات التنفيذية على تأسيس بوابة إلكترونية للشباب الإيراني بقيمة 3.13 ملايين دولار، "تهدف إلى أن تكون تجمّعاً للشباب الفارسي في مختلف العالم".
الصحيفة أشارت إلى أن "الاستراتيجية عُرِضَت على كلٍّ من سلطان النعيمي (المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حالياً)، المحاضر في "كلية الدفاع الوطني" و"كلية القيادة والأركان" الإماراتيتَين (بوصفه خبيرًا بالشأن الإيراني)، وعادل الطريفي، وزير الإعلام السعودي حتى 22 نيسان/أبريل 2017، خلال اجتماع ثلاثي، إماراتي - سعودي - بحريني".
وذكرت أنه "بعد الموافقة على الاستراتيجية، والاتفاق على التنسيق لبدء الإعداد للأدوات التنفيذية وتحديد جوانب العمل الموحَّدة، رشّح السعوديون والبحرينيون شخصين "يمتلكان خلفية أمنية" لتولّي إدارة تنسيق الاستراتيجية هما هاني الضلعان مستشار وزير الإعلام السعودي، وأحمد بن خالد العريفي من مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء البحريني".
وتُظهِر الوثيقة الرقم 2 التي حصلت عيلها "الأخبار" أنّ "المجلس الوطني للإعلام الإماراتي أنشأ فريقًا من 10 أشخاص داخل المجلس، من ذوي الإطّلاع على الشأن الإيراني، لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية مع إشارة إلى حضور السفير الإماراتي في طهران سيف الزعابي اجتماعات اللجنة".
وبحسب الوثيقة، يذكر الإماراتيون 19 مطلّبًا ترَاوحت بين "تفعيل المطالبة بالجزر الثلاث"، والإضاءة الإعلامية خليجيًا ودوليًا - عبر البعثات الدبلوماسية - على ما يسمّى "الدور التدخّلي الإيراني في دول المنطقة"، مرورًا بالتواصل مع بعض شخصيات المجتمع المدني الإيراني "المعتدلة" ضمن محاولات تسويق الاستراتيجية".
أما الوثيقتان 3 و4، فهما عبارة عن رسالتَين من رئيس المجلس الوطني الإماراتي للإعلام سلطان الجابر إلى وزير الخارجية الإماراتي عبد بن زايد آل نهيان، يخبره في الأولى عن الاستراتيجية وأقسامها وأهدافها، وفي الثانية يعرض له مستجدّات تنفيذ الخطة من الجانب الإماراتي، لكنّه يذكر أنّ المجلس تواصل مع جهتَين لتنفيذ المخطط. يشير الجابر إلى التواصل مع الإيراني سعد محسني، الذي يصفه بأنه "قطب إعلامي" يمتلك العديد من القنوات التلفزيونية منها قناة "فارسي 1"، بهدف "تزويدنا بتصور متكامل حول كيفية التعاون لاستخدام المنصات والقنوات التي يملكها ويديرها لإيصال رسائلنا الرئيسية".
"الأخبار" ذكرت أن "هناك إشارة رسمية إماراتية إلى أنّ الإماراتيين استعانوا بإيرانيين معارضين وناشطين يبثّون محتوى من خارج إيران لتمكينهم من إيصال ما يريدون إيصاله إلى الداخل الإيراني"، مضيفة أن "الجهة الثانية هي شركة GH Communication المتخصّصة بالإعلام الرقمي، التي تتّخذ من الإمارات مقرًا لها، والتي طُلب منها أن تقدّم عروضًا لتتم دراستها، كون الشركة سبق أن أسّست خمس منصّات مماثلة سابقًا".
ووفقا لـ"الأخبار"، فإن الوثيقة الرقم 5 هي الأهم، إذ يشير كاتبوها إلى "عرض الاستراتيجية على الجانب الأميركي، حيث تتبنّاها لجنة ثلاثية أميركية – سعودية – إماراتية، تعمل ضمن ما يُسمّى "مخرجات الحوار الاستراتيجي الأميركي - الخليجي". من الواضح أنّ تاريخ عرض الخطة على الأميركيين حصل عقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018، حيث يُذكَر أنّ الجانب السعودي (الذي من الواضح أنّه أصبح اللاعب الأساسي في الخطة) أثار مع الوفد الأميركي على هامش اجتماعات قمة العشرين التي انعقدت في الأرجنتين في 30 تشرين الثاني 2018 مجموعة من الخطوات العملية الإضافية اللازمة لمواكبة الاستراتيجية الإعلامية التي تحوّلت إلى مسمّى "خطة تقويض إيران من الداخل".
تذكر الوثيقة أنّ "الرياض التزمت للأميركيين بتأمين كميات النفط الإيراني الذي كان قد بدأ بالتعرّض للعقوبات الأميركية، مع تأكيد سعودي على التواصل مع عملاء إيران في آسيا وأوروبا للتأكيد على توفير الإمدادات البديلة من النفط، بغرض تسهيل عملية ضرب الاقتصاد الإيراني".
وفي هذا السياق، تكشف الوثيقة أنّ "السعودية قامت بزيادة صادراتها من النفط خلال 4 أشهر بأكثر من ضعف الانخفاض الذي حدث في صادرات إيران، بالإضافة إلى خطوات أخرى حالت دون إحداث هزّة كبرى في أسواق النفط"، وتضمّنت الوثيقة إشارة إلى أنّ "السعودية أقنعت دولًا منتجة للنفط في الخليج وروسيا بزيادة صادراتها، وهو ما يُعتَبَر تغييرًا كبيرًا جدًا لتوجّه المنتجين السابق بخفض المخزون العالمي المتضخّم من النفط".
ويشير نص الوثيقة إلى أنّ "جهود السعودية أدّت إلى خفض أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة من المستويات التي كانت عليها في بداية الصيف إلى مستوياتها المعتدلة الآن"، وهو ما اعتبره السعوديون إنجازًا كبيرًا يُحسَب لترامب".