الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: طهران تردّ على مواقف الترويكا الأوروبية.. وتميّز بتصنيع الطائرات المسيّرة
بعد استقبال الرئيس الفرنسي وفدًا من الانفصاليين الإيرانيين، وبعد التصريحات المعادية التي أطلقتها ألمانيا وبريطانيا ونقلتها الصحف الإيرانية يوم أمس، احتجت طهران على سلوك برلين وباريس ضد مصالح إيران، ونقلت الصحف الإيرانية ما ذكره الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يوم أمس، حيث اعتبر أن موقف المستشار الألماني الأخير تجاه إيران هو موقف تدخلي واستفزازي وغير دبلوماسي.
وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال كنعاني يوم الأحد ردًا على مواقف المستشار الألماني الأخيرة بشأن إيران: "للأسف، نسي بعض المدافعين عن حقوق الإنسان سجلهم المظلم ضد الشعب الإيراني النبيل في سياق الدعم الأعمى واللا إنساني لنظام صدام، إلى جانب العقوبات. إن القسوة التي أعقبت انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة والصمت ضد الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش- والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على مرقد شاهشيراغ المقدس- حولت حقوق الإنسان إلى ألعاب سياسية".
وأضاف كنعاني: إن إرادة جمهورية إيران الإسلامية بالنسبة للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، بما في ذلك كرامة الإنسان، والتصدي للقوة والدفاع عن المظلومين، كانت دائمًا قائمة على مبدأ المسؤولية، وهذا بينما تهرب ألمانيا من مسؤوليتها الدولية تجاه احترام سيادة الدول مثل اعتماد نهج انتقائي ومزدوج ضد جرائم النظام الصهيوني في قتل الأطفال في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فلسطين.
كما ندّد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية باجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع إحدى الشخصيات المعادية لإيران ورفاقه على هامش منتدى باريس للسلام، مشددًا على أن مثل هذه الأعمال المعادية لإيران ستكون بلا شك محفورة في ذاكرة الشعب الإيراني العظيم.
مميزات الطائرات الإيرانية من دون طيار
بعد ردود الأفعال المتتالية على قضية استخدام روسيا الطائرات الإيرانية دون طيار في حربها مع أوكرانيا، وبعد تكرار الاتهامات الغربية لإيران لأجل توريطها في الحرب، نشرت صحيفة "إيران" في عددها الصادر اليوم تقريرًا مفصلًا حول الطائرات الإيرانية وموقعها في الصراع.
وبحسب الصحيفة، أصبحت الطائرات من دون طيار واحدة من أكثر الأدوات الاستراتيجية المركزية للحكومات لتأمين مصالحها، بحيث يمكن أن يحدد تحقيق قوة الطائرات من دون طيار مصير العديد من المعارك العسكرية والاستخباراتية وحتى الاقتصادية.
ومنذ عدة سنوات، أصبحت إيران أحد الأقطاب الدافعة لهذه الصناعة الاستراتيجية، بحيث تصدر طائرات من دون طيار إلى مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الدول القوية في المجال العسكري، وهذه القضية تخلق أعذارًا ومطالبات سياسية حولها.
وبحسب وكالة "تسنيم"، أعلن المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقب الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أن الجانب الإيراني يرفض رفضًا قاطعًا الاتهامات الباطلة بتوفير طائرات من دون طيار لروسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، كما أكد ديمتري بوليانسكي النائب الأول للممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة أن "اتهامات الغرب لإيران في ما يتعلق بتصدير طائرات من دون طيار إلى روسيا هي جولة أخرى من نشر معلومات كاذبة لغرض وحيد هو ممارسة المزيد من الضغط عليها".
صحيفة "إيران" أشارت إلى أن دخول إيران في صراع الطائرات من دون طيار يمثل تغييرًا جيوسياسيًا كبيرًا، ففي العقد الماضي تطورت تكنولوجيا الطائرات من دون طيار بسرعة، مع وجود قوى ناشئة مثل إيران وتركيا و"إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة في المقدّمة نظرًا لأن التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات من دون طيار أصبحت ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها فقد تمكنت مجموعة من اللاعبين الطموحين من دخول السوق، سعيًا وراء المكافآت المالية والجيوسياسية.
ومن النقاط المهمة في تسويق الطائرات الإيرانية من دون طيار - طائرة "شاهد" - انخفاض سعرها، وبالرغم من كلفتها المنخفضة إلا أنها احتفظت بقدرات مهمة، بما في ذلك القدرة على التهرب من الكشف عن الرادار ومدى يصل إلى 1500 ميل؛ مقارنةً بالطائرات من دون طيار الأميركية "Switchblade" التي تستخدم لمرة واحدة والتي تعمل فقط بمدى 25 ميلاً.
ونقلًا عن المحلل السياسي الكبير واستراتيجي الدبلوماسية العامة المقيم في طهران مصطفى خوششم في مقابلة مع الشرق الأوسط، أشارت صحيفة "إيران" إلى التقدم الإيراني في تكنولوجيا الطائرات من دون طيار، وإن كان بشكل غير مقصود تلقى مساعدة من الولايات المتحدة عندما أسقط الإيرانيون طائرة أميركية من دون طيار من طراز Archeo-170 في عام 2011، وتمكنوا من إجراء هندسة عكسية لها وإنتاجها بنسخة إيرانية أفضل من النسخة الأصلية في عام واحد فقط.
من ناحية أخرى، يُعتقد أن التفوق في معركة الطائرات من دون طيار سيحدّد مصير العديد من المعادلات الإقليمية وحتى العالمية المستقبلية من أجل تغيير قواعد اللعبة.
محاولات أميركية لتمرير قرار ضد إيران في ملفها النووي
نقلت صحيفة "كيهان" في تقرير لها اليوم التطورات الأخيرة حول الملف النووي الإيراني في وكالة الطاقة الذرية.
وفي التفاصيل، بحسب التقرير الأخير للمدير العام لوكالة الطاقة الذرية الذي يتهم إيران بعدم التعاون مع تفتيش ثلاثة مواقع مشبوهة، تخطط ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة لتمرير قرار جديد ضد إيران في مجلس المحافظين.
وتم الإعداد لاجتماع مجلس المحافظين يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، وأرسلت مسودة القرار المناهض لإيران إلى ممثلي 35 دولة عضو يوم الجمعة الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن القضية المتعلقة بـ "الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي"، وبعد إجراء عمليات تفتيش مكثفة وأمنية، أعلنت الوكالة صراحةً في تقرير مكتوب أنه تم إغلاق هذه القضية، إلا أنه - وكما نقلت "كيهان"- وللأسف فإن المدير العام للوكالة الدولية يتجنب وضعه القانوني منذ سنوات طويلة الأمر الذي يتطلب منه الحفاظ على الحياد والسلوك غير السياسي وقد قبل تمامًا التصرف في جبهة معارضي إيران.
وأضافت الصحيفة أن "أوروبا تحاول مع النظام الصهيوني لعب دور الشرطة السيئة للمفاوضات النووية".
وفي الوقت نفسه، واصلت الجمهورية الإسلامية الإصرار على شروطها ومطالبها الرئيسية (التحقق من رفع العقوبات، والحصول على ضمانات في ما يتعلق باستمرارية خطة العمل الشاملة المشتركة، وإزالة مطالبات الضمانات الخاصة بالوكالة).
وختمت "كيهان" بالقول "تأتي محاولة إصدار قرار ضد إيران في مجلس المحافظين في وقت تتعاون فيه طهران تعاونًا كاملًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".