الخليج والعالم
تدخل "الترويكا الأوروبية" بأمور إيران الداخلية.. وخشية سعودية وصهيونية من مسيّرات طهران
اهتمت بعض الصحف الإيرانية في عددها الصادر اليوم، برصد التدخلات والتحليلات الأوروبية وبالخصوص دول الترويكا (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في شأن إيران الداخلي، وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "إيران" وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة ألقاها، في إشارة إلى اجتماعه مع عدد من رموز المعارضة المناهضة لإيران، الاضطرابات الإيرانية الأخيرة بـ "الثورة".
كما طلبت ألمانيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع لمراجعة وضع حقوق الإنسان في إيران، واستدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني إلى وزارة الخارجية، بدعوى تهديدات طهران ضد الصحفيين العاملين في بريطانيا.
هذه هي أحدث الإجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث الأطراف في الاتفاق النووي مع إيران، والتي تدّعي أنها تدعم حقوق الأمة الإيرانية، وهي بنفس الوقت تسقط العقوبات القاسية للولايات المتحدة، بصفتها المتهم الأول بقمع الحقوق المشروعة للشعب الإيراني.
وأضافت "إيران" أن على الترويكا الأوروبية، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران اليوم، وحاولت لسنوات أن تنسج هذا الشعور لمصالحها الخاصة، أن تجيب على السؤال اليوم، ما هي العلاقة بين شعاراتها الخادعة لحقوق الإنسان ونهجهم المعادي لإيران؟ أو الإجابة على هذا السؤال بسهولة أكبر، كم مرة تحملوا عناء رفع العقوبات التي انتهكت حقوق الشعب الإيراني بشكل مباشر بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وقاموا بأكثر من مجرد التصريحات غير المثمرة؟
وأضافت "الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاقية، والتي في عملية موازية مع الولايات المتحدة، بدلاً من متابعة مفاوضات رفع العقوبات، ركزت على الاضطرابات في شوارع إيران، وأبدت دعمها للأقليات المعارضة للجمهورية الإسلامية على أعلى مستوى، وفي هذا الاتجاه يستبدلون "الثورة" بـ "الفوضى" ويلتقون بمن يهتفون رسمياً بشعار الانفصالية".
وتابعت الصحيفة "أما بالنسبة لألمانيا، فإن المستشار أولاف شولتز، بعد وقت قصير من محادثته الهاتفية مع بنيامين نتنياهو، طالب بشدة بتكثيف الضغط على إيران، كما طلب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التحقيق في أوضاع حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، إن ألمانيا كانت من أوائل الدول التي رحبت بدعوة التيارات المعادية لإيران لما يسمى بالتظاهرة الاحتجاجية في برلين؛ مظاهرة شارك فيها أكراد إقليم كردستان العراق وأنصار الجيش السوري الحر وجماعات المنافقين والانفصاليين ورفعوا 16 علمًا ضد إيران.
أما بريطانيا وهي ثالث دول الترويكا الأوروبية، فبحسب صحيفة "إيران" هي ممثل أوروبي آخر يحاول التأثير على الاضطرابات الداخلية الإيرانية من خلال العمليات النفسية والإعلامية، حيث تعد وسيلة الإعلام الناطقة باللغة الفارسية "بي بي سي" انعكاسًا لوجهة نظر لندن تجاه التطورات في إيران، والتي أظهرت خلال أعمال الشغب الأخيرة في شوارع إيران، من خلال نشر صور ومقاطع فيديو مشبوهة ودعوة شخصيات ذات صلة بالنظام الإيراني السابق، إلى أي مدى كانت تسترشد بأهداف الحكومة البريطانية في ترويج وجود نزعة انفصالية بالاستفادة من الأقلية المعادية لإيران.
وختمت صحيفة "إيران" بأن دول الترويكا الأوروبية تلعب دورًا في الاصطفاف مع الولايات المتحدة وراء قناع حقوق الإنسان، وركوب موجة التيارات الانفصالية، وبغض النظر عن شعارات الديمقراطية الطموحة، فإن هذه التيارات التي تتبع مشروع تدمير إيران وتنفيذ الخطط التي تم تنفيذها سابقاً في دول مثل سوريا والعراق واليمن، لكن ما يجب على دول النظام الغربي أن لا تتجاهله هو دور إيران الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وتقدم قوتها في الميدان.
وسائل الإعلام الممولة سعوديًا والقضايا الإيرانية
نشرت صحيفة "وطن أمروز" في عددها الصادر اليوم تقريرًا حول سرّ المخاوف السعودية من الطائرات الإيرانية بلا طيار.
وفي التفاصيل، فإن قناتي "إيران الدولية" و "الفارسية المستقلة" تعدان من أهم الشبكات الناطقة بالفارسية والتابعة للسعودية، حيث كان أحد الموضوعات المهمة التي أصبحت محور النشاط الإعلامي المكثف لهاتين الشبكتين هو موضوع إرسال طائرات إيرانية بدون طيار إلى روسيا.
وقد أعلنت هاتين الوسيلتين في خبر كذّبته إيران بشدّة عن مقتل 10 إيرانيين في هجوم للجيش الأوكراني على مواقع القوات الروسية، وبحسب "وطن أمروز" كانت غرفة العمليات المشتركة لهاتين الوسيلتين المقربتين من الحكومة السعودية نشطة في الاضطرابات الأخيرة في إيران، بل وقدمت تدريبات إعلامية لمجموعة من الأشخاص داخل إيران حتى يتمكنوا من العمل في إيران، هذا الموضوع جعل إيران تضع هاتين الشبكتين في قائمة الإرهاب.
وفي هذا الصدد ، حذرت إيران مرارًا المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى في المنطقة عبر مختلف الوسائل الرسمية وغير الرسمية بأنها ستتعامل بالتأكيد مع المستثمرين والداعمين لهاتين الشبكتين المدرجتين في قائمة إيران الإرهابية.
وأظهرت هذه التهديدات الإيرانية للجانب السعودي، والتي صدرت أيضًا من قيادة الحرس الثوري، أن الجانب السعودي خائف للغاية، ونقلت صحيفة "إيران" عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مقابلة مع قناة العربية، ردا على سؤال حول الاحتجاجات الأخيرة في إيران، قوله إن السياسة الثابتة للسعودية هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأنه لا يريد التعليق على هذا الأمر، وتابع الوزير السعودي "قال ولي عهد السعودية إن أمامنا فرص كثيرة للتعاون مع إيران ونفتح أيدينا لحل القضايا".
كما نقلت عن أمير موسوي، أحد الخبراء الدوليين ومستشار إيران السابق في الجزائر، أن السعوديين أرسلوا أموالاً كثيرة ومعدات استخباراتية إلى إيران، وربما كانوا يعتزمون إرسالها إلى سيستان وبلوشستان وكردستان، لكن كل هذه الأموال والمعدات، مثل أجهزة التنصت، سقطت في أيدي قوات الأمن الإيرانية، وظنوا أن من استقبلها من معارضي إيران، لكن كل هذه الأمور وقعت في أيدي المخابرات الإيرانية.
وختمت صحيفة " إيران" تقريرها بأن وسائل الإعلام التابعة للسعودية أصبحت ذراع الحركات الإرهابية الناعمة ضد إيران.
تخوف إسرائيلي من الطائرات بدون طيار الإيرانية
نقلت صحيفة "كيهان" عن صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في عددها الصادر يوم السبت 12 تشرين الثاني/نوفمبر، في إشارة إلى قلق "تل أبيب" من الطائرات بدون طيار الإيرانية، أن "تل أبيب" تخشى أن يتورط حزب الله وحلفاء إيران في أي حرب ضد الكيان الصهيوني بحيث يتم استخدام هذه الطائرات.
وكرّرت الصحيفة الصهيونية ادعاء استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية في الحرب في أوكرانيا، وكتبت "إسرائيل تخشى وجود طائرات إيرانية بدون طيار في أيدي حزب الله وحلفاء طهران في سوريا والعراق واليمن، خاصة بعد أن استخدمت روسيا هذه الطائرات المسيرة في أوكرانيا".
وزعمت صحيفة "جيروزاليم بوست" كذلك أن الإيرانيين سيستخدمون نفس استراتيجية الحرب التي يستخدمها الروس ضد أوكرانيا في المعركة ضد "إسرائيل"، مع اختلاف أنها ستكون بالتأكيد أكثر حدة عدة مرات، لأن أوكرانيا أكبر بـ 27 مرة من "إسرائيل".
ووفقًا لهذا التقرير، تبلغ الطاقة الإنتاجية لصناعة الطائرات بدون طيار في إيران عدة آلاف سنويًا، وفي الواقع، يمكن شراء حوالي 4000 طائرة بدون طيار بسعر طائرة مقاتلة واحدة من طراز F-35.
وفي وقت سابق ، كتب موقع "والا" العبري، في إشارة إلى الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار في الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي يشكل تحديًا لأنظمة الدفاع في الكيان، وقالت "تدرس إسرائيل عن كثب قضية الطائرات بدون طيار، التي تؤثر على أي صراع مستقبلي مع إيران أو حلفائها في المنطقة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024