الخليج والعالم
سوريا: قبيلة طيء العربية تطلق صرختها بوجه الاحتلال الأميركي
محمد عيد - سوريا
دعت قبيلة طيء العربية في سوريا إلى رفض المشاركة بأي تجمّع تحت رعاية قوات الاحتلال الأمريكي في محافظة الحسكة، والتي تهدف إلى تقسيم القبائل والعشائر وخلق الفتنة بينها.
وأكّدت القبيلة في بيان لها أنها "ستبقى إحدى الركائز الأساسية لمواجهة الإرهاب"، رافضةً كل أشكاله ومموليه وداعميه ممثلاً بقوات الاحتلال الأمريكي الذي جاء بشعار "الديموقرطية" المزيفة لتمرير سياسته المعروفة بالنهب والسلب ونشر ثقافة القتل في المنطقة لإخفاء جرائمه".
وشددت على رفضها المشاركة "بأي ملتقىً أو تجمّع تحت رعاية قوات الاحتلال الأمريكي، لكون ذلك يؤدي إلى إضعاف الموقف الوطني وتنفيذ المخطط الأمريكي الذي يهدف إلى تقسيم البلاد ونهب خيرات الشعب السوري".
ولفتت القبيلة إلى أنّ "المحتل الأمريكي لن يخرج من أرضنا إلا بالمقاومة الشعبية"، داعية إلى "استهدافه على أي بقعة أرض يوجد فيها ضمن سوريا لأنه لا يفهم إلا بلغة القوة، وكما طردنا المحتل العثماني والفرنسي سنقوم بكل قوتنا بطرد كل من دخل بهدف احتلال أرضنا ونهب خيراتنا ودعم الإرهاب".
وأشارت إلى "أنها ستبقى على عهدها للوطن وانتمائها للعروبة محافظة على نهجها رديفًا للجيش العربي السوري مخلصة لقائد الوطن بشار حافظ الأسد للحفاظ على سوريا واحدة موحدة بأرضها وشعبها وسمائها".
وقال زعيم القبيلة محمد عبد الرزاق الطائي إن "القبيلة أصدرت البيان بهدف توحيد كلمة القبيلة، وتأكيدًا لرفضها التعامل مع أي تشكيل غير شرعي"، داعيًا أبناء القبائل "للتماسك والعودة لحضن الوطن ورفض كل تدخل أجنبي هدفه زعزعة الأمن الوطني وإشعال المنطقة بحروب أهلية".
عشيرة "الغنامة"
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، أكد حسن السلومي العضو في مجلس الشعب السوري وأحد وجهاء عشيرة "الغنامة" (أحد فروع قبيلة طيء) أن "موقف القبيلة عكس رفضها وإدانتها الشديدة لكل شيخ عشيرة أو فرد يتواصل مع قوات الإحتلال الأمريكي أو ينضوي في أي تجمع يدعو لذلك، لأن هذا يعتبر بمثابة "الخيانة العظمى""، وقال: "من اللائق بشيوخ ورجال ووجهاء العشائر العربية أن يصونوا أنفسهم عن أي سلوك من هذا القبيل، لأنه سيلحق بهم وصمة عار لا يمحوها الزمن".
وأشار السلومي إلى أن "موقفنا متشدد ويليق بتاريخ قبيلتنا الحافل بالمواقف البطولية ضد كل الاحتلالات التي جاءت إلى منطقتنا، مثل الاحتلالين الفرنسي والعثماني ومعهما المحتل الأمريكي" .
وشدد على أن "حضور بعض شيوخ رجال العشائر تجمعات دعت إليها قوات الإحتلال الأمريكي لا يعكس موقف الأغلبية الساحقة من أبناء العشائر العربية، الذين لا يبغون بديلاً عن وطنهم سورية وقيادة الرئيس بشار الأسد الذي يدافع عن بلاده ببسالة قل نظيرها مزودًا بدعم شعبي كبير هنا في الجزيرة وبقية المناطق السورية".
وأضاف السلومي أن "قوات الإحتلال الأمريكي تسعى إلى بث الفتنة بين القبائل وتقسيمها بحسب الولاء للمحتل ومنح الامتيازات لكل من يضع يده بيدها"، مشيرًا إلى أن "سياسة " فرق تسد" هي سياسة اعتمدها كل من جاء هذه البلاد غازيا ووقع في فخها من هانت عليه نفسه وعزتها، فيما ترفع عن الانخراط فيها من قادته أخلاقه الرفيعة إلى الحذر من فتنة المحتل والنأي بنفسه عنها".
شيخ عشيرة "السادة المعامرة"
الشيخ علي العازل شيخ عشيرة "السادة المعامرة" (أحد فروع طيء) أشار لـ"العهد" إلى أن "ما قامت به القبيلة من تحريم أي شكل من أشكال التعاطي أو الاحتكاك مع المحتل الأمريكي يعكس الفطرة النقية لدى وجهاء وأبناء هذه القبيلة العربية الأصيلة".
وأضاف العازل أن "الأمر لم يتوقف عند تحريم تلبية الدعوة لأي تجمع يدعو إليه الاحتلال الأمريكي في الجزيرة السورية بل وصل إلى حد الدعوة الصريحة التي تلاها شيخ العشيرة وبشكل علني وتتضمن مشروعية استهداف القوات الأمريكية المحتلة، باعتبار ذلك فعلاً مقاوما أباحته كل الشرائع والدساتير وقبل ذلك قيم المروءة العربية التي يعيها أبناء القبائل والعشائر عن ظهر قلب".
