الخليج والعالم
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم الأحد 06-11-2022
من المواضيع التي تصدرت أغلفة بعض الصحف الإيرانية اليوم، توضيح مجلس الأمن القومي الأميركي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدم تبني ما قاله، حيث اعتبرت هذه الصحف أن هذا التراجع يعد أحد آثار الملحمة الشعبية التي أظهرها الشعب الإيراني يوم الجمعة الماضي حيث نزل بعشرات الآلاف إلى الساحات في اليوم الوطني لمواجهة الاستكبار تأييدًا للنظام والقيادة.
وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة "كيهان" أن الوجود الملحمي والهادف للشعب الإيراني في مسيرة يوم الجمعة 13 آبان (اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار)، بمحتوى مناهض للغطرسة والغضب ضد الاستبداد العالمي، معيارًا جيدًا لفهم الأجواء الحقيقية للمجتمع الإيراني وفصله عن الفضاء الافتراضي و عقلية خيالية أوجدتها وسائل الإعلام المعارضة.
وأضافت أن رئيس الولايات المتحدة رغم المسيرات الحاشدة المؤيدة للثورة الإسلامية، أيد مرة أخرى المشاغبين في إيران وقال في بيان: "سنحرر إيران"!، وأثار هذا البيان الردود العنيفة من قبل المسؤولين الإيرانيين، حيث قال المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران، ناصر كنعاني، ردًا على تصريحات بايدن التدخلية في تغريدة، مشيرًا إلى أن "أمريكا كانت محتلة عبر التاريخ. ولم تكن أبدا محررًا "، وكتب:" من عرّاب داعش يأتي التحرير بأسلوب داعشي وليس العكس".
بالطبع ، كانت إجابة آية الله رئيسي جديرة بالاهتمام، وكان الرئيس الإيراني قد ذكر ذلك يوم الجمعة في كلمة ألقاها على شرف اليوم الوطني لمكافحة الغطرسة، وقال: "رئيس الولايات المتحدة قال كلمات ربما تكون قد جاءت من إغفاله ، لأن مثل هذه المزاعم لم تصدر من منصات رسمية، على ما يبدو قال إننا سنحرر إيران! سيد بايدن! تم تحرير إيران من براثنكم قبل 43 سنة."
ولكن ما يجدر التفكير فيه أنه بعد ساعات قليلة من تصريح بايدن، انسحب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض من تصريحات الرئيس الأمريكي.
وسأل أحد المراسلين المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي عما يعنيه جو بايدن بهذه التصريحات.. أجاب: "لقد عبر مرة أخرى عن تضامننا مع المحتجين الإيرانيين، إن إحداث التغيير مسؤولية الشعب الإيراني. يجب ان يعود الامر للشعب الايراني ليقرر مستقبله ".
كما رد على سؤال مراسل آخر سأل عما إذا كان تصريح بايدن مبنيًا على تقديرات بأن الحكومة الإيرانية على وشك الانهيار، فقال: "ليس لدينا ما يشير إلى شيء من هذا القبيل".
وبحسب "كيهان" عندما يصحح مجلس الأمن القومي الأمريكي أو يوضح تصريحات الرئيس بايدن ، فذلك لأنهم رأوا عواقب وخيمة في هذا الأمر؛ حيث تحدث الرئيس الأمريكي عن "تحرير إيران"، وأضافت نقلًا عن بعض الخبراء "كان بإمكان المتحدث الرئاسي الإدلاء ببيان يقول فيه، على سبيل المثال، أن تصريحات بايدن أسيء فهمها ، أو كان بإمكانه تقديم تعديل أو تجاهل الأمر؛ لكن عندما أصدر مجلس الأمن القومي الأمريكي مثل هذا البيان ، فإن ذلك يعني أهمية هذا الموضوع وحساسية رد إيران".
دعاية الناتو ضد " موسكو- طهران"
اشار وزير الخارجية الإيراني، حسين امير عبد اللهيان امس الى ان علاقات ايران مع روسيا قائمة على حول الجوار والمصالح المشتركة، وصرّح بحسب ما نقلت الصحف الإيرانية أن إيران زودت روسيا بعدد صغير من الطائرات بدون طيار قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا.
وأضاف "فيما يتعلق بالاجتماع بين إيران وروسيا وأوكرانيا بشأن الاتهامات المتعلقة بطائرات بدون طيار إيرانية: لقد كان لدينا مثل هذا الموعد قبل أسبوعين في دولة أوروبية ووفدنا السياسي والدفاعي ذهب إلى تلك الدولة الأوروبية. لكن للأسف ، لم يظهر الجانب الأوكراني في الدقيقة الأخيرة".
وبحسب تقرير وكالة فارس أوضح أمير عبد اللهيان أن السبب هو أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا ضغطت على أوكرانيا ومنعتها من حضور هذا اللقاء، مضيفا "موقفنا من الحرب في أوكرانيا هو وقف الحرب وإعادة الأطراف للمفاوضات وإعادة اللاجئين إلى ديارهم ، وقد بذلت إيران جهودًا كثيرة في هذا الاتجاه منذ بداية الحرب في أوكرانيا".
وذكرت صحيفة "إيران" في تقريرها حول هذا الأمر "بينما يحاول المسؤولون في الدول الغربية ووسائل الإعلام التابعة لهم اختزال تعاون الطائرات المسيرة بين إيران وروسيا في ظروف حرب أوكرانيا واعتبار إيران شريكًا في أحداث أوروبا الغربية بناءً على الحرب النفسية الأمريكية فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، إلا أن الحقيقة هي أن تعاون البلدين في هذا المجال ، مثل أوجه التعاون الأخرى ، يعود إلى سنوات عديدة، قبل خمس سنوات وأربع سنوات من حرب أوكرانيا".
وبحسب "إيران" فإنه لهذا السبب يمكن القول إن الادعاء تحت عنوان قبول إيران لبيع طائرات بدون طيار هو مجرد لعبة سياسية، وأضافت "تظهر هذه الحالات أن الغرب بحاجة إلى ذريعة جديدة لمواصلة حملته الفاشلة ضد إيران، كما أن تطور علاقات إيران مع دول العالم، وخاصة روسيا، والذي أدى في حالة واحدة فقط إلى اتفاق الروس على استثمار 40 مليار دولار في صناعات الطاقة الإيرانية ، قد حفز الغرب على تدمير العلاقات بين البلدين".
الانتقال من الفوضى إلى الإرهاب
منذ 50 يومًا، تسببت الاضطرابات في حالة من الفوضى وانعدام الأمن في البلاد بذريعة وفاة الراحلة مهسا أميني، وعلى الرغم من أنه في الأيام الأولى، جاء هذا التدفق إلى الشوارع تحت ستار الاحتجاج، ولكن مع مرور كل يوم، تم الإعلان عن أهداف مثيري الشغب بشكل أكثر وضوحًا وشفافية.
وبحسب ما جاء في صحيفة "وطن أمروز" اليوم، اتضحت أبعاد قضية وفاة مهسا أميني من المنظمات والمؤسسات ذات الصلة مثل هيئة الطب الشرعي والقضاء، أصبحت إثارة المشاغبين أكثر تطرفاً واتخذت وجهًا أكثر عنفًا، في كل يوم يمر، تصبح أعمال الشغب أكثر عنفًا ، لدرجة أننا شهدنا في الأيام الأخيرة ترويجًا للعنف الدموي من قبلهم.
وأضافت "وطن أمروز" أن "الأحداث التي وقعت في الأيام العشرة الماضية، على يد مثيري الشغب، أصبحت إرهابية بطبيعتها، وتشير إلى أن الحركة المضادة للثورة قد انتقلت من خلق الفوضى إلى الإرهاب، ولكن على الرغم من تحديد حجم عنف الحركة الإرهابية من الفوضى في الأيام القليلة الماضية، إلا أنه يجب القول إن هذه الحركة أظهرت طبيعتها العنيفة منذ بداية أعمال الشغب، كان إضرام النار في المساجد والأماكن الدينية، وإشعال النار في مراكز الشرطة، ودهسهم، والاعتداء على المتدينين، من بين أعمال المشاغبين في الأيام الأولى من أعمال الشغب".