الخليج والعالم
كاتب أميركي يحذر من تزايد خطر اندلاع الحرب بين حلف الناتو وروسيا
حذر الكاتب الأميركي تشارلز كوبشان من تزايد خطر اندلاع الحرب بين حلف الناتو وروسيا، ومن خطر التداعيات الاقتصادية الناتجة عن إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، والتي قد تقوض "الديمقراطية الغربية".
وفي مقالة نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز"، شدد الكاتب - وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون وباحث في مجلس العلاقات الخارجية - على أنه حان الوقت كي تنخرط أميركا وحلفاؤها في رسم الأهداف الاستراتيجية لدى أوكرانيا وإدارة النزاع والسعي لحل دبلوماسي.
كما أضاف الكاتب أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتبنى النهج الصحيح في اعتبار "الدفاع عن أوكرانيا" أولوية استراتيجية، لكن دون أن يكون مصلحة حيوية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن إبقاء الدور الأميركي بشكل يتناسب والمصالح الأميركية يزداد صعوبة مع تصعيد حدة الحرب، مضيفًا أن الخطوات التي تقدم عليها أوكرانيا والتي تزيد بشكل كبير من خطر التصعيد قد تكون غير حكيمة من الناحية الاستراتيجية.
وتابع أن واشنطن تحتاج المزيد من الشفافية من قبل كييف حول خططها الحربية، مؤكدًا ضرورة أن يكون المسؤولون الأميركيون أكثر اطلاعًا على الطريقة التي تخوض فيها كييف الحرب.
وقال إن أوكرانيا قامت بعمليات استفزت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودفعته إلى سلوك متهور ( بحسب وصفه)، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية ترجح وقوف أطراف داخل الحكومة الأوكرانية وراء التفجير الذي أدى إلى مقتل داريا دوجينا، ابنة الفيلسوف الروسي الشهير ألكسندر دوجين، لافتًا في السياق نفسه إلى تفجير الجسر الذي يربط جزيرة القرم بالأراضي الروسية.
وأكد الكاتب أن تجنب الحرب بين الناتو وروسيا يتطلب دورًا أميركيًا مباشرًا في خطط أوكرانيا على صعيد العمليات العسكرية.
وبينما قال إن أهداف أوكرانيا في الحرب قد تكون مبررة قانونيًا و"اخلاقيًا"، الا أنها قد لا تكون حكيمة.
وأردف أن بوتين رد بالتصعيد وليس بالتراجع، لافتًا إلى أنه اعتبر أن سكان المناطق التي قامت موسكو بضمها في أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي أصبحوا مواطنين روسا "إلى الأبد".
كما أضاف الكاتب أنه إذا كان الدفاع عن أوكرانيا لا يستحق وضع قوات أميركية على الأرض، فإن إعادة كامل أراضي دونباس والقرم إلى أوكرانيا بالتأكيد لا تستحق حربا عالمية جديدة.
ونبه الكاتب من تنامي الخطر الاقتصادي والسياسي للديمقراطية والتضامن الغربي بسبب الحرب الطويلة الأمد.
وأضاف أن الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي حصلت بينما كان الغرب في وضع جيد سياسيًا ويعيش حالة ازدهار، أما اليوم، فقال إن "المجتمعات الديمقراطية" في ضفتي الأطلسي تعاني من الاستقطاب السياسي والوضع الاقتصادي الصعب والتطرف الأيديولوجي.
كما تابع أن الولايات المتحدة و"حلفاءها الديمقراطيين" يعانون من "الشعبوية غير الليبرالية" والغضب والانقسام في الشارع، وذلك رغم عودة الخصومة العسكرية مع روسيا واحتدام المنافسة مع الصين.
وحذر من أن التداعيات الاقتصادية للحرب تزيد من التهديدات الداخلية "للديمقراطية الغربية"، وتقوض التضامن في موضوع دعم أوكرانيا.
وقال الكاتب إن الجمهوريين على ما يبدو سيفوزون بغالبية مقاعد مجلس النواب الأميركي، مرجحًا أن تتضمن الغالبية الجمهورية عددا لا يستهان به من الممثلين لمعسكر "أميركا اولًا".
ولفت في هذا السياق إلى ما قاله المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ جي دي فانس في مقابلة أجريت معه بشهر شباط/فبراير الماضي عن أنه لا يبالي بما يحصل في أوكرانيا.
كما أشار في السياق نفسه إلى ما قاله زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي عن أنه لا يمكن تقديم "شيك على بياض" لأوكرانيا في حال سيطر الجمهوريون على مجلس النواب.
وأكد الكاتب ضرورة أن يقوم الغرب عاجلًا وليس أجلًا بنقل أوكرانيا وروسيا من ميدان القتال إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي وتسوية مناطقية. كما قال إن اي صفقة يجب أن تتضمن نقطتين رئيسيتين: أولًا أن تتخلى أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى الناتو، معتبرًا أن مخاوف روسيا الأمنية حيال انضمام أوكرانيا إلى الناتو هي مخاوف مشروعة، أما ثانيًا فتحدث عن ضرورة توصل موسكو وكييف إلى تسوية مناطقية.
وطرح بهذا الخصوص أن تنسحب روسيا إلى خط التماس الذي كان قائمًا قبل الحرب.
كذلك قال إن مساعي واشنطن من اجل التوصل إلى مثل هكذا اتفاق قد تفتح قناة تواصل مع موسكو تنهي القطيعة في الاتصالات.
وفي الختام، شدد الكاتب على أن مساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها لا تستحق الذهاب إلى الحرب العالمية الثالثة أو خلق انشقاقات في النظام "الديمقراطي" الغربي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
تظاهرات في جنيف لمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب
23/11/2024