الخليج والعالم
"التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران" محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء على موضوع التعاون الدفاعي بين روسيا وإيران، ومجريات زيارة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى طهران.
وقد نقلت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم مجريات الحديث الصحفي الذي أجراه المتحدّث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية ناصر كنعاني مع إحدى الصحف الكرواتية.
وفي المقابلة، سُئل كنعاني عن مجريات المكالمة الهاتفية الأخيرة بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ووزير الخارجية الكرواتي غاردال جيرليش رادمان، وقال كنعاني "إنه تم إجراء محادثة جيدة، نظرًا للعلاقات الجيدة بين إيران وكرواتيا"، ولفت إلى أن وزير الخارجية الإيراني شرح مواقف الجمهورية الإسلامية، وأكد أن إيران تعارض بشدة الحرب وتسليح أي من أطراف الحرب في أوكرانيا.
وقال كنعاني "إننا طلبنا من السلطات الأوكرانية تقديم وثيقة تتعلق باستخدام الطائرات الإيرانية من دون طيار في الحرب في أوكرانيا"، مضيفًا: "بالطبع إيران لديها تعاون دفاعي مع روسيا منذ سنوات عديدة، لكننا لم نؤيد الحرب ضد أوكرانيا".
وحول السؤال عن مدى صحة خبر طلب روسيا صواريخ باليستية بعيدة المدى من إيران، أجاب كنعاني أن إيران وروسيا في السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي وبعد أن مرتا بتقلبات تاريخية في العلاقات الثنائية، قررتا بناء علاقات أقوى ومشاركة فاعلة في التطورات الإقليمية والعالمية بالاعتماد على المصالح المشتركة بينهما.
وأكد أنه لدى الحكومة الإيرانية خارطة طريق جديدة تستند إلى سياسة خارجية متوازنة ونشطة وذكية، مشددةً على التعاون مع جميع جيرانها، ولا سيما الاتحاد الروسي، ودفع الدبلوماسية الاقتصادية، وهي عازمة على توسيع التعاون الثنائي والمتعدّد الأطراف مع هذا البلد.
وتابع: "بالنظر إلى الإرادة الجادة لقادة البلدين لتطوير العلاقات، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي تقاربا من خلال تعزيز الأسس الشعبية للعلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية"، مردفًا: "في هذا السياق، لدينا تعاون دفاعي مع روسيا منذ سنوات، وهذا لا علاقة له بالحرب في أوكرانيا، لم نؤيد الحرب ضد أوكرانيا ونريد حل المشكلة بالحوار، وهذه هي سياستنا الأساسية".
زيارة رئيس الوزراء الأرميني إلى إيران
وفي سياق آخر، نقلت بعض الصحف الإيرانية مجريات زيارة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى طهران. ووفق صحيفة "إيران" يمكن اعتبار هذه الرحلة جزءًا من جهود إيران وجمهورية أرمينيا في اتجاه السلام والاستقرار والأمن في منطقة القوقاز، مع التأكيد على أن جمهورية إيران الإسلامية -على أعلى المستويات- كررت مرارًا وتكرارًا في الأشهر الماضية أنها تعارض أي تغيير جيوسياسي في المنطقة وبين الحدود التاريخية، ولا سيما الحدود التاريخية بينها وبين جمهورية أرمينيا.
وما أعلنه النائب السياسي لمكتب الرئيس محمد جمشيدي، يمكن اعتباره جزءًا من سياسة جمهورية إيران الإسلامية تجاه التطورات في القوقاز، حيث كتب جمشيدي عبر حسابه على موقع "تويتر" "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيدت تحرير الأراضي الإسلامية وعودتها إلى أذربيجان، الآن وقد تحقق التحرير، فإن أي احتلال لأراض أخرى هو احتلال".
وفي المؤتمر الصحفي المشترك، اعتبر الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي زيارة رئيس وزراء أرمينيا إلى طهران بمثابة نقطة تحول في تعزيز العلاقات بين البلدين، وقال "إن توسيع التعاون وعلاقات الجوار من السياسات التي أكدتها الحكومة"، مضيفًا أن "العلاقات التجارية بين إيران وأرمينيا نمت بنسبة 43٪ في الأشهر الماضية".
وفي هذا الاجتماع، أعرب رئيس وزراء أرمينيا أيضًا عن تقديره للأولوية التي أعطتها حكومة رئيسي لتطوير العلاقات مع الجيران، وقال: "نظرًا لمصالح البلدين والقدرات القائمة، يجب علينا العمل على تحسين المستوى الحالي للعلاقات".
وفي جزء آخر من خطابه، أعرب رئيس وزراء أرمينيا عن تقديره للدور البنّاء الذي تقوم به جمهورية إيران الإسلامية في المنطقة، مؤكّدًا أن جهود إيران كانت تهدف دائمًا إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز السلام والأمن في المنطقة.
اتجاه المجتمع الإسرائيلي نحو قطبي "العلماني" و"الديني"
في الحديث حول الانتخابات الصهيونية، كتبت صحيفة "مردم سالاري" "إن هذه الانتخابات جرت في ظل الأزمات الداخلية الواسعة للنظام الصهيوني والتحديات الخارجية التي تواجهه، لا سيما التحدي المتمثّل في التعامل مع المقاومة المتزايدة للفلسطينيين".
وبحسب "مردم سالاري"، فإن مراكز الفكر ووسائل الإعلام التابعة للنظام الصهيوني لا تخشى الآن فقط من خطر زيادة قوة الطائرات من دون طيار والحركات الشعبية لمجموعات المقاومة في غزة، بل إنها تخشى أيضًا من تهديدات أكثر خطورة ونادرة، وحتى غير مسبوقة في تاريخ النظام الصهيوني الزائف منذ تأسيسه، وذلك أن المؤسسات الفكرية والجيش الصهيوني قلقون الآن بشأن الأزمات الداخلية داخل الأراضي المحتلة أكثر من قلقهم من التطورات خارج جغرافيا الأراضي المحتلة.
في الآونة الأخيرة، اعترف خمسة من وزراء الحرب في النظام الصهيوني؛ إيهود باراك، وغابي أشكنازي، وبيني غانتس، وموشيه يعلون، وغادي إيزنكوت، في مقابلة مع القناة 12 بأن "وجود إسرائيل مهدد من الداخل".
وأضافت "مردم سالاري" أن جميع الرؤساء الحاليين والسابقين للأجهزة الأمنية للنظام الإسرائيلي من "الموساد" إلى "الشاباك" يعتقدون أن الخطر الأكبر على مستقبل النظام الإسرائيلي هو خطر فقدان الإسرائيليين تماسكهم والانقسام إلى قسمين علمانيين وأطياف دينية (الحريديم والصهيونية).
ولفتت إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن الباحث الصهيوني في جامعة "تل أبيب" أوفير باريل قوله إن "إسرائيل" الآن أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى بسبب الخلافات السياسية الداخلية، وعدم حسم الجولات الأربع للانتخابات، والفجوة بين مؤيدي بنيامين نتنياهو والمعارضة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "الآن، في ظل ظروف تهديد حزب الله في شمال الأراضي المحتلة، وتهديد الضفة الغربية في الشرق وتهديد غزة في الجنوب الغربي، فإن الهيكل المحطّم للنظام الصهيوني ينتظر الأيام السيئة التي سوف تنتظره بعد الانتخابات".
تطورات ملف المفاوضات النووية
في تقرير لها حول تطورات المفاوضات النووية، قالت صحيفة "وطن أمروز" "إن المواقف الجديدة لممثل الولايات المتحدة بشأن إيران أظهرت مرة أخرى عدم استعداد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق".
وأضافت: "في خضم ركود قضية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في واشنطن وطهران والعواصم الأوروبية، استخدم المسؤول عن قضية خطة العمل الشاملة المشتركة في حكومة بايدن التهديد، وادعى أن واشنطن لن تمضي وقتها في المفاوضات النووية".
ومساء الاثنين، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر بمركز كارنيغي للثقافة، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي "إن واشنطن حولت اهتمامها إلى دعم الاضطرابات أو ما يسميه الاحتجاجات في إيران، وهدد باستخدام الخيار العسكري ضد إيران كملاذ أخير إذا لزم الأمر".
روبرت مالي - المندوب الخاص للحكومة الأميركية لشؤون إيران - وبعد اعترافه بأن قضية تنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة ومفاوضات رفع العقوبات عن إيران ليستا حتى على أجندة واشنطن، وصف هذه المرة التركيز على الصفقة النووية بأنها مضيعة للوقت.
وبحسب "وطن إمروز"، فإن إدارة بايدن وجدت ذريعة جيدة للهروب من التزاماتها وعدم مسؤوليتها تجاه القرارات التي يجب اتخاذها من أجل بقاء الاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه، عانت واشنطن من خطأ في حساباتها وسوء فهم للوضع الحالي لإيران.
وقال روبرت مالي أيضًا "إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بمسار الدبلوماسية للحد من برنامج إيران النووي، لكن وسط الاضطرابات في إيران، حولت اهتمامها من الجهود المتعلقة بالاتفاق النووي وطهران إلى موسكو والحرب في أوكرانيا"، وفق قوله.
وزعم الدبلوماسي الأميركي أنهم كانوا "قريبين جدًا" من التوصل إلى اتفاق بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة عدة مرات خلال محادثات فيينا، وقال: "في كل مرة اقتربنا فيها، تقدمت إيران بطلبات جانبية جديدة أدت إلى عرقلة المفاوضات"، بحسب تعبيره.