الخليج والعالم
الهجوم الإرهابي على مرقد "شاه جراغ" محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء على الحادث الدموي الذي وقع في شيراز وأدى الى استشهاد 15 شخصًا وإصابة العشرات على إثر هجوم ارهابي مسلح على مرقد شاه جراغ.
وبحسب صحيفة "إيران" تزامن هذا الهجوم الإرهابي مع أذان المغرب، وعندما كان الزائرون للمرقد والأهالي القريبون من ضريح شاه جراغ يستعدون لأداء صلاة الجماعة في هذا الضريح، أطلق الإرهابيون النار على الناس بشكل مباشر ومن مسافة صفر.
وذكرت التقارير الأولية أن عدد منفذي هذا الهجوم الإرهابي بلغ 3 أشخاص، لكن اللواء حبيبي قائد شرطة محافظة فارس أعلن في مقابلة مع شبكة "خبر" أن منفذ هذا الهجوم الإرهابي شخص واحد، تم القبض عليه بعد إصابته والتحقيق معه جار.
وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" أن مسلحًا على غرار الإرهابيين التكفيريين، بدأ مساء الأربعاء، في الساعة 17:45 ، بإطلاق النار من خارج ضريح شاه جراغ واستمر الهجوم إلى الداخل.
في البداية، ذكر أن عدد شهداء هذا الهجوم الإرهابي 9 أشخاص ، لكن مع مرور الوقت استشهد أيضًا بعض الجرحى، كما أفاد مصدر مطلع أن الإرهابي الذي هاجم المرقد ليس إيرانيًا.
وفي تحليل للحادث، عرضت صحيفة " كيهان" للأحداث التي تبيّن أن العدو أظهر في السنوات الأخيرة مدى جرأته ووقاحته، مشيرة الى أن أعمال الشغب التي وقعت في الشهر الماضي تدلّ على هذه النقطة، وهي كانت قد بدأت أيضًا الهجمات والتشويش على الأماكن المقدسة من قبيل حرق القرآن الكريم ، وسبّ الأئمة وخاصة الإمام الحسين (ع)، والاعتداء على الرموز والأماكن الدينية مثل الحسينيات والمساجد وغيرها ، وفي آخر خطوة شن هجوم مسلح على حجاج مزار الشريف شقيق الإمام الرضا ( ع) المعروف بمرقد شاه جراغ.
وأضافت "كيهان": "رغم أن مصدر هذه الجرائم هم الصهاينة، إلّا أن الفكر البريطاني في خلق الانقسام يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تحقيق أهدافهم الشريرة".
أما صحيفة "وطن أمروز" فرأت أن حقيقة كون منفّذ الهجوم الإرهابي على مرقد شاه جراغ تكفيريا يكشف الطبيعة الأساسية لهذه العملية، ففي السنوات الماضية استثمرت السعودية بكثافة في إشعال حرب دينية وعرقية وجعل الجمهورية الإسلامية في إيران بلدًا غير آمن.
وأضافت الصحيفة: "في نيسان/أبريل من هذا العام ، وفي عملية مماثلة، دخل إرهابي تكفيري مرقد الإمام الرضا (ع) بسلاح بارد وهاجم 3 رجال دين وقتل 2 من المواطنين. ففي هذه الأجواء، يجب اعتبار العملية الأخيرة والهجوم المتجدد على الزوار، امتدادًا للسيناريو السعودي للعمليات الإرهابية في إيران، والجماعات التكفيرية الناشطة في المناطق الحدودية لبلدنا مدعومة وخاصة من المملكة العربية السعودية، إذ تعتبر دائمًا من أهم مصادر انعدام الأمن والعمليات الإرهابية".
العقوبات الإيرانية على الاتحاد الأوروبي
وفي سياق العقوبات الغربية على إيران، نقلت "كيهان" إعلان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك أن برلين ستشدد القيود على دخول الإيرانيين إلى ألمانيا بما يتجاوز حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تمّ الإعلان عنها في وقت سابق ردًا على "وضع حقوق الإنسان" في إيران.
وبحسب البيان الذي نشره الاتحاد الأوروبي، سيتم إصدار التأشيرات الوطنية لحاملي البعثات وجوازات السفر الدبلوماسية فقط عند الضرورة، وسيتم تطبيق المزيد من قيود الدخول على أعضاء المنظمات الإيرانية المدرجة في قائمة الاتحاد الأوروبي.
وتحدّثت "كيهان" في وقت سابق عن أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني وشرطة الأمن الأخلاقي وإدارة الإنترنت التابعة للحرس الثوري الإيراني، جاءت دعمًا للاضطرابات في إيران.
وضمّت قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي 11 مسؤولًا إيرانيًا وأربعة كيانات تخضع لحظر تأشيرات الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول.
كما فرضت الولايات المتحدة وإنجلترا وكندا عقوبات على السلطات والمؤسسات الإيرانية بذريعة واحدة، في أعقاب الاضطرابات الأخيرة في إيران.
وردًا على هذه الإجراءات المعادية لإيران، أعلنت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمس الأربعاء في 26 تشرين الأول/أكتوبر، في بيان، فرض عقوبات على بعض الأفراد والمؤسسات في الاتحاد الأوروبي.
وفي إشارة إلى العقوبات التي فرضتها إيران على الاتحاد الأوروبي في إجراء مضاد، نقلت الصحف الإيرانية مجريات المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ونظيره البيلاروسي، حيث قال وزير خارجية إيران "إننا نحذر الاتحاد الأوروبي بعدم الاستمرار في المسار غير المثمر والمتكرر والفاشل للسنوات السابقة".
وقال: "ردًا على الإجراءات غير البناءة للاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات على إيران تصدر اليوم قائمة عقوبات جديدة عن وزارة الخارجية نشرت بحق ثماني مؤسسات و12 فردا في الاتحاد الأوروبي، وهذه المنظمات الثمانية و12 فردًا ممن دعم وشجع الإرهاب والتطرف والعنف في الأحداث الأخيرة التي وقعت في إيران، وهي برأينا من مصاديق الإرهاب، وسيتم التعامل معها في نفس الإطار.
وفي جزء آخر من حديثه في هذا المؤتمر الصحفي، أعلن عبد اللهيان رفض بلاده "بشدة الاتهامات الباطلة لبعض الدول بشأن استخدام روسيا طائرات إيرانية من دون طيار في الحرب ضد أوكرانيا"، داعيًا سلطات أوكرانيا لـ"إجراء اجتماع ثنائي على مستوى الخبراء التقنيين من إيران وأوكرانيا بحيث يقدم كل الطرفين الوثائق التي لديهم في هذا الصدد".
وأضاف: "تلقينا رسائل أمريكا للتوصل إلى اتفاق في الأيام الأخيرة، في رأينا، المسار الدبلوماسي يسير على ما يرام، لكن بعض المسؤولين الأمريكيين يدلون بتصريحات منافقة في وسائل الإعلام بحيث تتعارض هذه المحادثات مع رسائلهم الدبلوماسية".
تخوّف الدول الأوروبية من تطورات الحرب الأوكرانية
أمّا صحيفة "مردم سالاري" فاهتمّت بما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" عن أن الدول الأوروبية قلقة من احتمال تغيير سياسة أمريكا نحو الحرب في أوكرانيا وأن دعم واشنطن لكييف قد ينقطع عندما تتضح نتائج انتخابات التجديد النصفي في ذلك البلد.
وأشارت الـ"واشنطن بوست"، بحسب "مردم سالاري"، إلى مخاوف بعض السياسيين في أوروبا، وكتبت أن "حلفاء أمريكا في أوروبا قلقون من فوز الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي، ثم الجبهة الموحدة التي يواجه بها الغرب العمل العسكر الروسي سوف يتفكك بسرعة وستؤدي هذه القضية إلى تفوق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساحة المعركة مع أوكرانيا".
وقد اشتد هذا القلق بين حلفاء أمريكا الأوروبيين، لأن كيفن مكارثي ممثل الحزب الجمهوري من ولاية كاليفورنيا، أعلن بأن (في انتخابات التجديد النصفي) إذا سيطر الجمهوريون والكونغرس، لن يستمر في إعطاء "شيكات على بياض" لأوكرانيا.
وأكدت الـ"واشنطن بوست" أن دول أوروبا الغربية الآن، بما في ذلك أوكرانيا، تتساءل إلى أي مدى يمكنها الاعتماد على أمريكا في هذه الحرب والاستمرار في الاعتماد على المساعدات العسكرية والاقتصادية لواشنطن.
وقال "توبياس إلوود"، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، للصحيفة الأمريكية: "منذ شباط/فبراير الماضي، لو لم يتم إرسال كمية ضخمة من الأسلحة الأمريكية إلى كييف، لما كانت أوكرانيا قادرة على صد القوات الروسية، وأي تأخير في هذا الصدد يمكن أن يقلب الموازنات في هذه الحرب لصالح روسيا".
وكتبت "رويترز" في تقرير أنه عقب نشر نتائج بعض الأبحاث حول النتائج المحتملة للانتخابات النصفية لمجلس النواب الأمريكي، تلاشى تفاؤل إدارة بايدن، وبحسب إحصائيات مشروع الانتخابات الأمريكي، من المرجح أن يفوز الحزب الجمهوري بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024