الخليج والعالم
التشكيك الغربي بقدرات إيران العسكرية محور اهتمام الصحف الإيرانية
أثارت الاتهامات الأوروبية والأميركية للجمهورية الإسلامية الإيرانية المتعلّقة بتزويد روسيا بالطائرات من دون طيار اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم، خصوصا بعد أن سخر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي قبل يومين ممن يوجهون هذه الاتهامات وشككوا بقدرات إيران على إنتاج الطائرات، معتبرين أن ما ينشر من صور لها هي "فوتوشوب".
اعتراف بتفوّق مُسيّرات إيران
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "كيهان" عن الجنرال كينيث ماكنزي قائد المقر المركزي للقوات الأمريكية الموجودة في منطقة غرب آسيا، والمعروفة باسم "CENTCOM"، اعترافه مؤخرًا عبر برنامج تلفزيوني بالقوة الفريدة للطائرات الإيرانية من دون طيار".
وبحسب "كيهان"، قال ماكنزي: "إذا كان عدد من هذه الطائرات من دون طيار تم إطلاقها، يمكنها مهاجمة أنظمة الدفاع الجوي أيضًا، لأنها تطير على ارتفاع منخفض ورخيصة جدًا لإنتاجها".
وذكرت الصحفة أن ماكنزي اعترف أيضًا في جلسة استماع للجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي في نيسان/أبريل من هذا العام، أن "إيران قد تحدت التفوق الجوي لأمريكا في المنطقة باستخدام أنواع مختلفة من الطائرات القتالية والاستطلاعية من دون طيار"، معترفًا أن قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية قد تسببت في خسارة أمريكا لتفوقها الجوي لأول مرة منذ الحرب الكورية"، وأضاف: "حتى نتمكن من إنشاء شبكة لتحديد وتدمير أنظمة الطائرات بدون طيار الإيرانية، فإن التفوق الجوي الكامل لن يكون متاحًا لنا".
وذكّرت "كيهان" بما جاء في الوثيقة الأولية لاستراتيجية الأمن القومي لإدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والتي نُشرت في آذار/مارس 2021 تحت عنوان "الدليل المؤقت لاستراتيجية الأمن القومي"، وتؤكد أن "إيران بصفتها فاعلًا إقليميًا، سعت إلى قدرات وتقنيات تغيير قواعد اللعبة".
بدورها، اعتبرت صحيفة "آرمان ملي" أن "الاتهامات المتكررة بإرسال طائرات بلا طيار إلى روسيا هو نوع من الضغط على الجمهورية الإسلامية، وقد نفت السلطات تكرارًا صحة هذه الأخبار.
ووفق "آرمان ملي"، إن التعاون بين إيران وروسيا ثنائي ولا يتعارض مع القوانين الدولية، ولهذا السبب فإن مطالباتهم ليس لها صفة قانونية والعلاقة بين إيران وروسيا علاقات متبادلة ولا يوجد حظر في هذه العلاقة في القانون الدولي ووفقًا لقرار مجلس الأمن.
وأضافت الصحيفة أن "إيران يجب ألا تدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأي نوع من دخول طهران في هذه الحرب يضر بالمصالح الوطنية للبلاد، لأن هذه الحرب ليست لمصلحة روسيا، ولا لصالح أوكرانيا ، ولا لصالح الأوروبيين، وأمريكا فقط هي التي تستخدم هذه الحرب لمصالحها الخاصة، وكنتيجة أنهم يعتزمون وضع إيران في معادلة الحرب بذريعة نقاش السلاح واعتبار إيران جانبًا من الحرب، ولهذا السبب تعلن طهران رسميًا دائمًا أنها لم تصدر أي أسلحة إلى روسيا في إطار حرب هذا البلد مع أوكرانيا، كما صرح وزير الخارجية الإيراني بوضوح أن طهران لا تسعى إلى أن تكون في جانب واحد من الحرب بين إيران وروسيا وأن طهران تسعى لحل قضايا الحرب بين البلدين من خلال الحوار والمفاوضات".
بريطانيا بين الفشل الوزاري والأزمة الاقتصادية
كما اهتمّت بعض الصحف الإيرانية بالتدهور الوزاري في بريطانيا، خصوصا بعد استقالة رئيسة الوزراء بعد أقل من شهرين من تسلمها المسؤولية.
ونقلت صحيفة "وطن أمروز" عن صحيفة "الغارديان" نصّ استقالة ليز تروس، ثمّ رأت أن الاستقالة تأتي فيما واجهت هجمات قوية من الحزب المنافس وطلب استقالتها في جلسة تحريضية للبرلمان الأربعاء الماضي .
وفي سياق الأزمة المعيشية التي تعيشها المملكة المتحدة، أشارت "وطن أمروز" إلى أنه "في خضم الأزمات الأوروبية بعد الحرب في أوكرانيا، أفادت مطبوعة إنجليزية عن بداية بيع الحشرات الصالحة للأكل في هذا البلد".
العقوبات الكندية تطال صحيفة "كيهان"
هذا وفرضت كندا عقوبات على "كيهان" ورئيس تحريرها حسين شريعتمداري، بحجة انتهاك حقوق الإنسان. الصحيفة تعد من أبرز الصحف الإيرانية التي سلطت الضوء على هوية وطبيعة مثيري الشغب في الشهر الماضي، لا سيما العلاقة وراء الكواليس بينهم وبين الدول الغربية.
وأشارت صحيفة "كيهان" أنه "بسبب هذه الحقائق التي نشرت، قام إرهابيون ومجرمون تم تجنيدهم في 10 تشرين الأوال/أكتوبر، في عمل مستهدف ومنظم، بمهاجمة مبنى الصحيفة في طهران وألحقوا أضرارًا بأجزاء من مبنى هذا المعهد".
واعتبرت "كيهان" أن "هذه العقوبات هي عقوبات ضد الصحافة ووسائل الإعلام، التي تعتبر حقوقها من الحقوق غير القابلة للتصرف للدول وهي محمية ضمن حرية الوصول إلى المعلومات"، معتبرة أن "كل هذه الخطوات كانت اعترافًا أخيرًا من قبل الغرب بفشل مشروع الفوضى في إيران".
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على صفحته على إنستجرام: "جنون معاقبة الحكومة الأمريكية أصبح فيروسيًا وسرعان ما ينتقل إلى أصدقائها!"، مضيفًا أن "معاقبة وكالة أنباء تسنيم ، وجريدة كيهان ، ونورنيوز ، ووكالة فارس للأنباء، والمدير المسؤول لكيهان ضد إيران والإيرانيين!".
وتابع: "كندا معتادة على سلوك الفصل العنصري! القبور الجماعية لأبناء هذه الأرض هي وثيقة لها! والآن تحولت إلى "تفرقة إعلامية"! عندما يفقد الشعار لونه ويضعف المنطق، لا يوجد خيار سوى اللجوء إلى القوة والعقوبات.
سلامي والأحداث الداخلية
كما نقلت الصحف الإيرانية اليوم تصريح القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي حول أعمال الشغب الأخيرة في البلاد، وذلك في تجمع علماء وأساتذة وطلاب حوزة قم العلمية، حيث قال: "رغم أن أمريكا نجحت في احتلال العراق عسكريا، إلا أن الإسلام والثورة تمكنا من أخذ المبادرة السياسية من أمريكا ودفعها إلى هامش السياسة الإقليمية وحبسها داخل الثكنات".
وأضاف: "في بداية الفتنة لم يتدخل الأمريكيون والأوروبيون علانية، بل خمدت ألسنة اللهب وتغلبت صرخات المؤمنين على صرخات العدو، ولذا دخل الأمريكيون والفرنسيون والبريطانيون والسعوديون مباشرة مرة أخرى، وأرادوا إعطاء تنفس اصطناعي للشغب، لكنه لم يكن مجديًا، ومرة أخرى واجهوا هزيمة واضحة، وكان هذا نصرًا واضحًا".
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن العدو كان يحاول إغلاق الجامعات، لأن إغلاق الجامعة يعني وقف التقدم العلمي لإيران، وخطة العدو هي إغلاق العلم والمعرفة الذي نما في البلاد اليوم وهو خلق إنجازات بشرية متقدمة وحديثة".