الخليج والعالم
تحليل فرنسي: تحالف العدوان على اليمن فشل
رأى موقع "ريفو ديفانس ناسيونال" الفرنسي أن قوى تحالف العدوان على اليمن فشل في إخضاع الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن هذه القوى واجهت جيشًا عنيدًا، وأن آلاف الغارات التي نفذتها القوات الجوية الأميركية، أسفرت عن قتل المدنيين وتدمير المنشآت المدنية.
ولفت الموقع الفرنسي في تقرير مطوّل عن حجم الدعم الأميركي للحرب على اليمن والمخاوف الأميركية من تبعات استمرار الحرب، والقدرات العسكرية المتنامية للقوات المسلحة اليمنية وقدرتها على ضرب العمق السعودي والإماراتي.
وقال الموقع "منذ عام 2015، شهد اليمن سلسلة من التدخلات العسكرية الأجنبية، وفرض التحالف الذي تقوده السعودية حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا كاملًا على اليمن، وكل ذلك بدعم مباشر من الولايات المتحدة لهذه الحملة".
وأكد التقرير أن "هجمات القوات المسلحة اليمنية على الإمارات في عام 2022، اضطرّت الولايات المتحدة لنشر طائرات من طراز إف إيه- 22 رابتور لمواجهة هذه الهجمات".
وتساءل: "نتيجة لذلك، هل التدخّل الخارجي في اليمن ضروري كاستراتيجية دفاعية؟ وما هو الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في نتيجة هذه الأزمة السياسية العسكرية؟".
وذكر أنه في "عام 2015 شنّت السعودية عدوانها على اليمن و"لكن على الرغم من قواتها الضاربة الكبيرة، إلا أن السعوديين وحلفاءهم واجهوا جيشًا عنيدًا.. قاوم وجابه التحالف السعودي بشراسة"، وأضاف: "منتقدو دور الولايات المتحدة في اليمن يستندون إلى حقيقة أن بيع الأسلحة للسعودية يمكن أن تضرّ بالمصالح الأميركية على المدى الطويل.. في حين يعتبر اليمنيون أن الكارثة الإنسانية سببها الولايات المتحدة".
وأكد الموقع الفرنسي أن قرار السعودية بالتدخل في اليمن، من خلال شن غارات جوية منذ عام 2015، أدى إلى عواقب وخيمة وتدهور علاقاتها مع طهران، مُلمّحًا إلى استغلال الولايات المتحدة للصراع من خلال بيع طائرات مقاتلة من طراز أف- 15 للقوات السعودية لاستخدامها في قصف اليمن.
وأوضح أن "الدعم الأميركي للسعودية يتجاوز مبيعات الأسلحة ويساهم بشكل مباشر في تصعيد القتال، ويساعد عمليًا في تزويد الطائرات السعودية بالوقود أثناء قصفها لأهداف في اليمن".
وأضاف: "بين بداية الحرب و15 شباط/ فبراير 2017، سجلت القوات الجوية الأميركية 1778 طلعة جوية من أجل إعادة التزود بالوقود في الجو، شملت 7564 عملية لتزويد طائرات التحالف بالوقود.. ونظرًا لأن العديد من طلعات القصف لا يمكن أن تحدث بدون هذا الإجراء، يجب اعتبار القوات الجوية الأميركية مشاركًا نشطًا في الضربات الجوية، بما في ذلك، الضربات التي قتلت المدنيين ودمرت المنشآت المدنية".
وتطرق التقرير إلى الهجمات التي شنتها القوة الصاروخية اليمنية على الإمارات في عام 2022، بطائرات بدون طيار استهدفت منشآت نفطية بالقرب من مطار أبوظبي، مشيرًا إلى أنها تحذر الشركات الأجنبية والمواطنين المقيمين في الإمارات من أنها لن تتردد في توسيع أهدافها لتشمل مواقع ومنشآت أكبر في الفترة المقبلة.
ورأى الموقع الفرنسي أنه "إذا استمرت الإمارات في التدخل العسكري في اليمن بدعم من وكلائها، فإنها ستشجع القوة الصاروخية اليمنية وتدفعها لاستهداف المنشآت الإماراتية الاستراتيجية، ونتيجة لذلك، مغادرة الأجانب المقيمين في ذلك البلد بلا شك".
وختم التقرير الفرنسي مشيرًا إلى أن "أولوية السعودية الحالية هي إنهاء هذا الصراع طويل الأمد، وقال: "الرياض - التي لم تعد قادرة على الاعتماد على الدعم الأميركي طويل الأمد - يجب أن تقترح وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار مع صنعاء".