الخليج والعالم
السعودية دفعت لتخفيضات أعمق ممّا اعتقد الروس
نقل موقع "ذا انترسبت" عن مصادر مطلعة على المفاوضات الخاصة بمنظمة أوبك + أن "الرياض دفعت في الواقع لخفض إنتاج النفط بمقدار الضعف مقارنة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممّا فاجأ الروس، ما يشير إلى أن دوافع الرياض أعمق مما يريد كبار الديمقراطيين الاعتراف به".
وأشار الموقع الى أن التقارير العامة ألمحت إلى سعي السعودية لخفض إنتاجيّ أكثر قوة مما سعت إليه روسيا وكذلك أعضاء آخرون في أوبك +، وأضاف: "في 27 أيلول/سبتمبر، ذكرت وكالة "رويترز" أن روسيا تفضل خفضًا بمقدار مليون برميل يوميًا - نصف ما سيتم الاتفاق عليه لاحقًا. ثم في 5 تشرين الأول/أكتوبر أعلنت أوبك + أنها ستخفض مليوني برميل يوميًا، وفي 14 تشرين الأول/أكتوبر قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن أكثر من عضو في أوبك + اختلفوا بشأن الخفض لكن السعودية أرغمتهم على موافقته، لكنه رفض تحديد الدول. ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن أعضاء أوبك + الذين عارضوا بشكل خاص الخفض يشملون الكويت والعراق والبحرين وحتى الإمارات الحليف الوثيق للسعودية. وبحسب ما ورد كانت هذه الدول تخشى أن تؤدي تخفيضات الإنتاج إلى ركود من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى خفض الطلب على النفط".
كذلك ذكر الموقع نقلًا عن مصدر مقرب من العائلة المالكة أن "السعودية، وهي حليف مفترض لواشنطن، دفعت باتجاه تخفيضات أعمق مما اعتقدته روسيا خصم الولايات المتحدة معتقدة بأنها يمكن أن تفلت من العقاب".
وتابع الموقع: "بينما أكدت السعودية أن هذه الخطوة كانت مدفوعة فقط بالمصالح الاقتصادية، قال البيت الأبيض وغيره من كبار الديمقراطيين إن السعوديين يسعون إلى تحالف واعٍ مع روسيا". المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قال "يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول الالتفاف أو الانحراف، لكن الحقائق بسيطة"، زاعمًا أنهم "يعرفون" أن خفض إنتاج النفط من شأنه أن "يزيد الإيرادات الروسية ويضعف فعالية العقوبات" ضد روسيا وسط "غزوها" أوكرانيا.
ولفت الموقع الى أن القادة الديمقراطيين كانوا متماسكين إلى حد كبير حول هذه الرسائل، لكن الخبراء يقولون إن الخفض يستهدف بشكل مباشر الحزب الديمقراطي، وهو أمر يحجم المسؤولون الديمقراطيون عن الاعتراف به علنًا.
وقال بروس ريدل عضو معهد "بروكينغز" لموقع "ذا أنترست" عبر البريد الإلكتروني: "يدرك السعوديون جيدًا أن سعر البنزين في المضخة يمثل قضية سياسية حاسمة في الولايات المتحدة منذ عام 1973"، وأضاف: "إنهم يريدون زيادة كبيرة لمساعدة الجمهوريين"، موضحًا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يرى أن عودة الحزب الجمهوري إلى الكونغرس هي "الخطوة الأولى لفوز ترامب في عام 2024 وانتكاسة لبايدن".
وفي السياق، بيّن الصحفي جيمس رايزن في "ذا أنترست" أنه في عام 1973 ، قادت السعودية حظرًا نفطيًا يهدف إلى معاقبة الولايات المتحدة والدول الأخرى التي دعمت "إسرائيل" خلال حرب أكتوبر ثم، في عام 1979، قادت السعودية مرة أخرى حظرًا نفطيًا، هذه المرة في أعقاب الثورة الإيرانية، حيث لعبت أسعار الغاز المرتفعة الناتجة دورًا حاسمًا في خسارة جيمي كارتر أمام رونالد ريغان في السباق الرئاسي عام 1980. اشتهر كارتر بوضع الألواح الشمسية على سطح البيت الأبيض في مناشدة رمزية لأهمية تخليص الولايات المتحدة من الاعتماد على النفط".
وأشار رايزن الى أن "حكم محمد بن سلمان شهد استخدام هذه القوة بطريقة حزبية حادة. امتثل خلالها لطلبات دونالد ترامب لإنتاج النفط في عامين انتخابيين: مرة واحدة في عام 2018، من خلال زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار، ومرة أخرى في عام 2020 عن طريق خفض الإنتاج، وهو ما أراد ترامب حماية صناعة النفط الصخري الأمريكي المحلية المتضررة من انخفاض الطلب الناجم عن ذلك بسبب الانكماش الوبائي".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024