الخليج والعالم
الصحف الإيرانية.. زيارة مفصلية لرئيسي إلى موسكو.. وفشل مشروع خلق الفوضى في إيران
تحدثت غالبية الصحف الإيرانية صباح اليوم عن زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى العاصمة الروسية موسكو، والتي اعتُبرت "إحدى نقاط التحول في السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة"، وتناولت الصحف الاعتراف الغربي غير المباشر بفشل مشروع خلق الفوضى في إيران.
إيران وروسيا
وفي التفاصيل، اعتبرت صحيفة "وطن أمروز" الإيرانية أن زيارة رئيسي إلى موسكو "يمكن اعتبارها إحدى نقاط التحول في السياسة الخارجية للحكومة الـ13"، لافتة إلى أن الطرفين سيناقشان تنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة".
وذكرت الصحيفة أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ارتياحه لزيارة الرئيس الإيراني لموسكو، وقال إن: "اللقاء سيكون مهمًا ويجب أن يستمر الاتصال على أعلى مستوى".
ولفتت إلى أن "عبد اللهيان نشر مذكرة في وكالة "سبوتنيك" الروسية حول زيارة رئيسي إلى موسكو"، وكتب: "الحكومة الجديدة لجمهورية إيران الإسلامية (الحكومة الثالثة عشرة) لديها خارطة طريق جديدة تستند إلى توازن وسياسة خارجية ذكية، إذ تؤكد التعاون مع جميع الجيران، لا سيما الاتحاد الروسي الذي يعمل على تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية وهو مصمم على زيادة توسيع التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع هذا البلد".
وأضافت "وطن أمروز" أنّ "معاداة الغربيين تسببت في السنوات الـ8 الماضية في حرق معظم فرص السياسة الخارجية لإيران خلال فترة الحكومتين الـ11 والـ12، إذ كانت تؤكد حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ضرورة الاتصال بالعالم الغربي وأوروبا وحصر التقدم بإنجاز الاتفاق النووي، في حين كانت أول رحلة خارجية لرئيس الحكومة الثالثة عشرة إلى قمة شنغهاي وبدء العضوية الدائمة لإيران في هذه المنظمة أول خطوة للخروج من هذه السياسات الدولية والإقليمية، لذلك كان توسيع العلاقات مع دول الجوار والتوجه نحو الشرق وتغيير التوازن في العلاقات الخارجية من أهم الأعمال الخاصة التي أعلنها الرئيس ابراهيم رئيسي في مجال الدبلوماسية".
وتابعت الصحيفة: "كان إهمال الخيارات البديلة لخطة العمل الشاملة المشتركة هو الحلقة المفقودة لحكومة روحاني، التي شجّعت ترامب على الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة وبدء حملة الضغط الأقصى ضد إيران".
أوروبا وبروز الخطاب العنصري
بدورها، قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية: "على الرغم من أن نيران الاضطرابات الأخيرة قد هدأت واعترف الخبراء والمحللون بهزيمة أعداء إيران، إلا أن الأوروبيين الذين يتعاملون مع مشاكل اقتصادية واجتماعية عميقة في مجتمعاتهم هذه الأيام، لجأوا إلى أداة العقوبات لمواصلة الضغط على إيران".
وأضافت الصحيفة أن "تركيز الأوروبيين على فرض عقوبات على إيران هو نوع من الاعتراف بفشل مشروع خلق الفوضى في إيران، لأنهم جلبوا كل وسائل الإعلام والقدرات الإعلامية إلى المسرح لدعم وتوجيه مثيري الشغب المأجورين، ولكن في النهاية، فشل المشروع، وعلى هذا الأساس، من أجل إبقاء الضغط على إيران على الهواء في الرأي العام العالمي، ظلّ الاتحاد الأوروبي معلقًا آماله على العقوبات غير الفعّالة".
وحول مسألة استعمال "حقوق الإنسان" لإثارة الرأي العام العالمي ضد الجمهورية الإسلامية، ذكرت "كيهان" أنه "في الوقت نفسه، يوجه الأوروبيون الانتقادات في مجال حقوق الإنسان ويتحدثون عن فرض عقوبات على إيران بحجة ذلك. وقارن جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أوروبا مؤخرًا بحديقة بناها الأوروبيون ووصف بقية العالم بأنها غابة سيتم غزوها إذا تم إهمال أوروبا".
هذه التصريحات التي اعتُبرت عنصرية، أثارت انتقادات من جهات متعددة في العالم، وقد أشارت "وطن أمروز" إلى أنها (التصريحات) تُحسب من بين تلك الاعترافات التي تزيل من حين لآخر جميع الأقنعة التي يرتديها المسؤولون الأوروبيون وتكشف ما هم.
وتابعت الصحيفة: "يقول التاريخ إن تأسيس هذه الحديقة الخضراء يقوم على دماء الملايين من الناس. في الواقع أدرك الأوروبيون أنه يجب عليهم أن يكونوا أكثر تحضرًا وأن يبنوا حديقة معًا عندما سئموا من قتل بعضهم البعض في 3 حروب كبيرة في هذه القارة بقيادة القوى الأوروبية".
الحرب الأوكرانية الروسية والاحتيال الأميركي
هذا وكتبت "كيهان" أن "أميركا تتعامل باحتيال مع أوكرانيا"، ونقلت عن صحيفة "جلوبال تايمز" أن "رد فعل أميركا كان باردًا على طلب أوكرانيا الأخير الانضمام إلى "الناتو"، لأنها تنظر إلى أوكرانيا على أنها دولة يجب أن تحارب روسيا نيابة عن واشنطن، وبالتالي فهي ليست أكثر من وقود مدفعي لأميركا".
وبحسب "كيهان"، "لن توقف أميركا عملية تقديم مساعدتها لأوكرانيا، ومع ذلك، فإن ما إذا كان سيتم استيعاب أوكرانيا في "الناتو" عاجلاً أم آجلاً هذا أمر آخر، ولكن الشيء الوحيد الذي تهتم به أميركا هو الهندسة الأمنية التي بنتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 30 عامًا، وفي هذا السياق، أصبحت أوكرانيا عمليًا دولة تعمل لصالح أميركا".
وذكرت أن أميركا أظهرت مرارًا وتكرارًا أنه بدلاً من المساعدة في إيجاد حل لنهاية الحرب في أوكرانيا، فإنها تميل فقط إلى خلق المزيد من التوتر في شكل الحرب المذكورة، وهي في الواقع تغذي الحرب، خصوصًا أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال مؤخرًا "إنّ الولايات المتحدة مستعدة تمامًا للوقوف إلى جانب حلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي والدفاع عن كل متر من أراضي دول هذه المنظمة"، واعتبرت أن "هذا البيان يبدو ساخرًا جدًا، فقد قدم المسؤولون الأميركيون مثل هذه الوعود عدة مرات وخالفوا كلماتهم".
وتحدثت صحيفة "مردم سالاري" عن استخدام حلفاء أوكرانيا ذرائع لشن هجوم على إيران بحجة استخدام روسيا للطائرات الإيرانية، ونقلت عن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قولها في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: "إن روسيا استخدمت طائرات من دون طيار إيرانية الصنع في الحرب مع أوكرانيا".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ " مسؤولًا رفيعًا في البنتاغون أكّد في مقابلة مع قناة "الجزيرة" أنه لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن روسيا استخدمت طائرات من دون طيار إيرانية في الهجوم على أوكرانيا".
وذكرت أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي يوم الاثنين هذا الموضوع"، وقال "إن هذه الإشاعة هدفها سياسي بامتياز"، مشيرًا إلى أن سياسة إيران الخارجية تقوم على معارضة الحرب.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال: نحن أيضًا ضد الحرب، ونحاول إنهاء النهج العسكري في هذا المجال وفقًا لقدراتنا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
تظاهرات في جنيف لمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب
23/11/2024