الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: خطاب الإمام الخامنئي والتدخلات السعودية والأمريكية أوّل الاهتمامات
حلّت كلمة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي التي ألقاها أمام الوفود المشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية عنوانًا أوّل في الصحف الإيرانية اليوم.
بالموازاة، لم يغب الاهتمام بعمليات الشغب الأخيرة عن الصحف الصادرة في طهران، الى جانب إبراز القلق الأوروبي من أيّ خطوة روسية على صعيد الطاقة النووية.
الإمام الخامنئي: التطبيع من أكبر الخيانات
الصحف نشرت مواقف الإمام الخامنئي التي أشار فيها الى أن مشاكل ومصاعب العالم الإسلامي لها أسباب كثيرة، لكن أهمّها هو انقسام وانفصال المسلمين عن بعضهم البعض، واعتبر أن النتيجة القسرية للانقسام والانفصال هي الإذلال والبعد عن الكرامة، وأكد أن العدو سعى للتفرقة بين المسلمين من خلال زرع خلية سرطانية في المنطقة وعلى أرض فلسطين ، باسم النظام الصهيوني المزيف.
وبحسب الصحف، وصف سماحته تطبيع علاقات بعض الدول الإسلامية مع النظام الصهيوني بأنه من أكبر الخيانات، وقال: "قد يقول البعض إن تحقيق الوحدة غير ممكن في الوضع الحالي مع وجود بعض رؤساء الدول الإسلامية، لكن المثقفين والعلماء والحكماء والنخب في العالم الإسلامي يستطيعون أن يجعلوا الأجواء مختلفة عن إرادة العدو، وفي هذه الحالة يكون من الأسهل تحقيق الوحدة".
وطرح الإمام الخامنئي سؤالًا: ما معنى الوحدة؟ ثمّ لفت إلى أن المقصود بالوحدة في العالم الإسلامي هو حماية مصالح الأمة الإسلامية وليس الوحدة العرقية والجغرافية، وأضاف: "الفهم الصحيح لمصالح الأمة الإسلامية ومن وكيف يجب أن يكون المسلمون أصدقاء، والتوصل إلى عمل مشترك ضد مخططات الاستكبار من الأمور المهمة جدا لتحقيق الوحدة".
وأكد سماحته أن "النقطة المهمة والأساسية في العمل التشاركي هي الوصول إلى تفاهم مشترك حول تغيير الهندسة السياسية في العالم"، وقال: "الخريطة السياسية للعالم تتغير والنظام أحادي القطب يتجه نحو الرفض وسيطرة الغطرسة العالمية تفقد شرعيتها كل يوم أكثر مما كانت عليه في الماضي، لذلك يتشكّل عالم جديد والسؤال المهم للغاية هو أين مكان العالم الإسلامي، والأمة الإسلامية في هذا العالم الجديد؟".
وأكد أن "في مثل هذه الحالة يمكن للأمة الإسلامية أن يكون لها مكانة نبيلة وأن تكون نموذجًا في العالم الجديد، بشرط أن تصل إلى وحدة الكلمة وتحرر نفسها من الانقسام والمغريات الأمريكية".
التدخلات الأميركية السعودية في الأحداث الداخلية
الصحف الإيرانية اليوم توقّفت عند جملة من المؤشرات والتصريحات التي تُظهر مدى تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية الإيرانية لا سيما في الشأن الإعلامي والأمني في الأحداث الأخيرة التي جرت.
صحيفة "كيهان" أوردت كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الذي قال فيه إن "الاتفاق النووي الإيراني" ليس محور اهتمام الولايات المتحدة في الوقت الحالي، واعترف بأن حكومة هذا البلد تركز بدلًا من ذلك على دعم مثيري الشغب في إيران لأن جهود إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى طريق مسدود.
كما ادعى أن تركيز واشنطن الحالي هو "على الشجاعة اللافتة للشعب الإيراني من خلال مظاهراته السلمية، والمطالبة بحقهم في الحرية"، وأضاف: "ينصب تركيزنا الحالي على لفت الانتباه إلى ما يفعلونه ودعمهم بأي طريقة ممكنة".
وبحسب وكالة "فارس"، دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان له الاضطرابات الأخيرة في إيران، إذ قال إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على المسؤولين الإيرانيين الذين زعم تورّطهم في "أعمال عنف ضد المحتجين".
بعد يومين من بيان بايدن، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في أحدث إجراءاتها لدعم الاضطرابات في إيران أنها وضعت أسماء سبعة مسؤولين، بمن فيهم وزير الاتصالات الإيراني على قائمة العقوبات.
كما أفادت " كيهان" نقلًا عن وسائل إعلام غربية أنه تمّ التوصل إلى اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران بموجب ذريعة ما يسمى بـ "قمع الاحتجاجات"، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أعمال الشغب الأخيرة في إيران بأنها "صرخة من أجل المساواة وحقوق المرأة" ودعت إلى فرض عقوبات ضد إيران لدعم مثيري الشغب.
وفي السياق نفسه ولكن من الجانب السعودي، أشارت صحيفة "إيران" الى أن السعودية سعت إلى تشكيل شبكات إعلامية لمهاجمة الدول التي تعارض سياساتها في المنطقة بعد إخفاقات مختلفة في المنطقة، من سوريا والعراق إلى اليمن، لأنها ترى أن إيران هي السبب الرئيسي لفشلها في المنطقة، وبالتالي تستخدم جميع الأدوات لضرب الجمهورية الاسلامية.
وتابعت "منذ عام 2016 ومع تولي ابن سلمان السلطة، تم إنشاء شبكات ومواقع إخبارية وصحف مختلفة ذات نهج معادٍ تمامًا لإيران في بلدان مختلفة، من بين هذه الشبكات الفضائية التي تم إنشاؤها بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة، يمكننا أن نذكر الشبكة السعودية الإيرانية الدولية".
قمة سيكا ومشاركة السيد رئيسي فيها
كذلك نقلت الصحف الإيرانية اليوم تفاصيل مشاركة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي في القمة السادسة لـ "إجراءات التفاعل وبناء الثقة في آسيا" المعروفة باسم "سيكا" التي عُقدت في العاصمة الكازاخستانية آستانا، حيث عرض أفكاره حول تعزيز السلام في آسيا وضرورة إنهاء التدخلات الخارجية مع الدول الأعضاء في هذه المؤسسة، والتقى بعدد من رؤساء الدول، بمن فيهم رئيس جمهورية أذربيجان وأمير قطر على هامش هذه القمة.
وخلال خطابه في هذه القمة، أكد السيد رئيسي أن جمهورية إيران الإسلامية تعتبر نفسها ملتزمة بمسار تحقيق نظام عادل قائم على التعاون والاحترام المتبادل، مشدّدًا على أهمية سياسة الجوار والتعددية والتقارب المستدام، ولا سيّما بالنظر إلى قدراتها من حيث الجغرافيا السياسية والطاقة والنقل والموارد البشرية الموهوبة، هي مستعدة للعب دور نشط وبناء في تشكيل وتقوية المنظمات الإقليمية.
كما اعتبر الرئيس الإيراني أن الأمن والتعاون ضروريان، وأضاف "الجمهورية الإسلامية تؤمن بتأمين المصالح المشتركة للدول المستقلة من خلال التعاون وستواصل هذه الاستراتيجية بغض النظر عن التطورات الدولية، وهذا النهج سيؤدي إلى زيادة تعاون الحكومات ورفاهية الدول وبناء الثقة الإقليمية، من ناحية أخرى تسعى الأحادية من خلال محاولة زعزعة استقرار البلدان إلى إعاقة تقدمها وإحباط عمليات تكامل الدول المستقلة، وهذا يدلّ على أن التقارب والأمن في آسيا لا يتوافقان مع مصالح الدول المهيمنة.
خوف غير مسبوق في أوروبا
صحيفة "أرمان ملي" ركّزت على القلق الأوروبي والخوف غير المسبوق الذي يسود دول القارة العجوز حيث يتطور الوضع بحيث يتبادر إلى الذهن احتمال وقوع حادث نووي.
وأوردت الصحيفة تحذير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في بيان من الظروف غير الآمنة السائدة في محطة الطاقة النووية في زابوروجي، فيما اشتدّ الجدل حول استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية الذي يجعل الخطر جادًا.
كما أخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن تصريحات بوتين على محمل الجد، وقال إن الرئيس الروسي لا يُخادع عندما يتحدث عن احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية وكيميائية.
ووفق "أرمان ملي"، صرح القادة الروس عدة مرات بأنهم سيستخدمون جميع الوسائل الممكنة لحماية أراضيهم وسيادتهم، وقد تحدثت موسكو مرارًا وتكرارًا عن الأسلحة النووية كرادع.
من جهة أخرى، حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل موسكو من أنه إذا استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة نووية ضد أوكرانيا، فإن القوات الروسية ستُدمّر بفعل رد الغرب العسكري.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024