الخليج والعالم
الرئيس الإيراني: الشعوب الإسلامية لن تقبل بالتطبيع
تحت شعار "الوحدة الإسلامية وإحلال السلام وتجنب الصراع في العالم الإسلامي"، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الإسلامية، اليوم الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران بحضور ومشاركة علماء ومفكرين وشخصيات من مختلف الدول الإسلامية.
وافتتح الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي أعمال المؤتمر بكلمة اعتبر فيها أن مؤتمر الوحدة الإسلامية يشجع ممثلي الشعوب الإسلامية على الحوار بين الأديان وقال إن الأراضي الإسلامية ذات الثراء الثقافي والمادي، والشباب المثقف الذي يميل إلى الدين وروح المقاومة ضد الأعداء، من الثروات والأرصدة العظيمة للأمة الإسلامية في عالمنا اليوم.
وأكد الرئيس رئيسي أن القضية الفلسطينية والقدس هي أهم قضايا العالم الإسلامي، مشددًا على أن الشعوب الإسلامية لم ولن تقبل فكرة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.
وأشار السيد رئيسي إلى أن الإمام الخميني (قده) رفع علم الوحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم على الرغم من وجود التباينات، قائلًا إن "شمولية الإسلام تلبي جميع احتياجات الإنسان المعاصر وتمنحه القوة للوقوف بوجه الثقافات التي لا تتوافق مع الحياة الدينية"، وأضاف أن "هذا المؤتمر سيؤدي إلى تفاهم مشترك بين جميع الشخصيات المؤثرة في العالم الإسلامي فيما يتعلق بالرصيد العظيم المتمثل بالدين والقيم الدينية؛ رصيد عظيم باسم المتدينين والمسلمين والمؤمنين بالدين، وكذلك الأراضي الإسلامية الموجودة اليوم لدى المسلمين بكل ثرواتها المادية والمعنوية".
وأوضح السيد رئيسي أن "الفهم المشترك يعني أن نعرف ما يمتلكه العالم الإسلامي والأرصدة الهائلة ومن ضمنها روح المقاومة والوقوف ضد العدو. يجب أن ندرك أحابيل العدو الرامية للتقليل من شأن قدرات العالم الإسلامي".
ولفت إلى أن لدى المسلمين اليوم قواسم مشتركة كثيرة تجمعهم يمكنها مواجهة الخلافات وخلق حضارة دينية في العالم، داعيًا الجميع للقيام بالتوعية والتبيين لإظهار المواقف الإسلامية والكشف عن ضعف الأعداء وعجزهم وتظاهرهم بالمنطق والقوة.
وقال إن "العدو يريد أن يقلل من شأن قدراتنا ويضخم نقاط ضعفنا. يمكن للوحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم بكل اختلافاتهم أن تخلق قوة كبرى في العالم. يجب أن نتحد باسم الدين".
واعتبر وجود قوى مثقفة في العالم الإسلامي تستعد للوقوف ضد الفكر الإلحادي والتوجه العلماني والتكفيري من كنوز وثروات الأمة الإسلامية، مؤكدًا أن فلسفة انعقاد مؤتمر الوحدة الإسلامية هي خلق الوحدة بين المسلمين، كما أنها تحمل رسالة للأعداء بأننا نريد أن تُبنى الحياة الإنسانية المعاصرة على أساس الدين، ومشيرًا إلى أن شهداء العالم الإسلامي أحدثوا صحوة في العالم.
وأضاف الرئيس الإيراني: "بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وانهيار الاتحاد السوفييتي أدرك الأعداء أن القوة الوحيدة التي يمكن أن تقف ضد نظام الهيمنة هي الإسلام والمتمسكين بالقيم الدينية، ولذلك هم تآمروا لمنع الإسلام، من خلق صحوة في العالم".
وتابع إن "دور العلماء والمفكرين وصناع التاريخ وصناع المستقبل يحظى بأهمية بالغة"، مضيفًا أن "الوحدة ليست تكتيكًا بالنسبة لنا، إنما استراتيجية أساسية جدًا"، لافتًا إلى أن قائد الثورة الإسلامية، يشدد على الوحدة كاستراتيجية وضرورة حتمية في العالم الإسلامي.
وأكد السيد رئيسي أن القضية الفلسطينية، هي أهم قضايا العالم الإسلامي، معتبرًا أن الشعوب الإسلامية لم ولن تقبل فكرة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.
واعتبر أن فشل اتفاقيات شرم الشيخ وأوسلو وكامب ديفيد، يؤكد أن لا أيمان لأعداء الإسلام بما فيهم كيان الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أن الأميركيين والصهاينة يسعون للاستيلاء على مصالح الدول وتهميش القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
ولفت السيد رئيسي إلى الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع الصهاينة بشأن قضية فلسطين، ولم يستفد منها الشعب الفلسطيني المظلوم حتى الآن مؤكدًا أن "الكيان الصهيوني لا يفهم المواثيق والعهود، والذين كانوا يظنون أن السبيل لإنقاذ فلسطين هو طاولة المفاوضات كانوا مخطئين".
وقال: "لقد انتصرت ثقافة المقاومة الفلسطينية. والمقاومة والصمود الحل الأساسي الوحيد للقضية الفلسطينية، وهذا ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، واليوم المبادرة في أيدي المقاومين".
وفي جانب آخر من كلمته أشار الرئيس الإيراني إلى أن أميركا سبق أن اعترفت بأنها هي من صنعت جماعة "داعش" الإرهابية لذلك سعت لاغتيال كل من قضى على هذه الجماعة الإرهابية، موضحًا أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنية على محاربة الظلم والإرهاب والتكفير.
وأكد أن الأميركيين يدّعون أنهم يحاربون الإرهاب، لكن الجميع يعلمون أن بطل مكافحة الإرهاب في العالم هم الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس وقوات المقاومة في المنطقة الذين قاموا بدحر داعش من المنطقة".
وختم مبينًا أن أميركا والدول الأوروبية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم بينما يتشدقون بها، قائلا: هناك قائمة اتهامات طويلة للجرائم التي ارتكبوها ضد حقوق الإنسان.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية، ستستمر حتى يوم الجمعة المقبل ويشارك فيه أكثر من 300 شخصية علمائية وسياسية وفكرية وثقافية من مختلف دول العالم الإسلامي.
مؤتمرات مماثلة في المحافظات
وتزامنًا مع مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران، ستعقد مؤتمرات مماثلة في محافظات: كلستان وسيستان وبلوجستان وخراسان وكردستان الإيرانية.
ومن المقرر أن يستقبل سماحة آية الله الإمام السيد علي خامنئي، الشخصيات المشاركة في مؤتمر طهران، يوم الجمعة 17 ربيع الأول ( 14 اكتوبر) بالتزامن مع المولد النبوي الشريف (ص) وولادة الإمام الصادق (ع).
ويهدف المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية إلى خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين وتقريب وجهات نظر العلماء المسلمين في المجالين العلمي والثقافي ودراسة السبل الكفيلة بتعزيز الوحدة الإسلامية وتقديم حلول مناسبة لمعالجة مشاكل المسلمين.