الخليج والعالم
انتصار المقاومة في لبنان يتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
أكدت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم أن سياسات الضغط الاقتصادي والاستخباراتي التي مارسها الغرب والكيان الصهيوني على إيران أثبتت فشلها.
صحيفة "كيهان" ذكرت أنه منذ عام 2017، ظهرت بوادر فشل سياسة ممارسة الضغط الأقصى على إيران بشكل متتالٍ، وقالت إن تنبؤات الأوساط المالية العالمية تحدثت عن الانتعاش الاقتصادي الإيراني، وإن انتصار الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، على وجه الخصوص، جعل هذه التنبؤات أكثر وضوحًا، وتابعت أن عملية التعافي الاقتصادي الإيراني تجلت بشكل أسرع، لدرجة أن صندوق النقد الدولي، الذي توقع نمو الاقتصاد الإيراني عام 2021 بنحو 2٪، أعلن رسميًا عن توقعاته في أيار/مايو من العام الجاري، حيث وصل النمو الاقتصادي لإيران إلى 7.3 في المائة.
وأضافت "كيهان" أن التنقل الاقتصادي لإيران وطريقها للخروج من الاختناقات التي شهدتها السنوات العشر الماضية يعد أمرًا مروّعًا للغاية بالنسبة للغرب، وخاصة بالنسبة للولايات المتحدة، لأن أساس سياسات أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا هو الفشل الاقتصادي لإيران، وقد تم تصميم وتنفيذ سياسة العقوبات الشاملة ضد إيران على هذا الأساس.
انتصار للمقاومة في لبنان
في سياق آخر، علّقت بعض الصحف الإيرانية اليوم على التطورات على صعيد ملفّ مفاوضات تعيين الحدود البحرية بين لبنان وكيان العدو، واعتبرت ذلك انتصارًا لحزب الله من دون حرب، بينما تصدّرت صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عناوين الصحف.
وممّا جاء في صحيفة "وطن أمروز": "يرى العديد من الخبراء السياسيين أن مقاومة لبنان وتهديدات السيد حسن نصر الله هي السبب الرئيسي لهذا الاتفاق بالنسبة للبنان. وقد انضم أمير أفيفي، وهو أحد جنرالات الاحتياط في الجيش الصهيوني، بصفته مدير "مجلس الأمن الإسرائيلي"، إلى صفوف معارضي اتفاق ترسيم الحدود الزرقاء مع لبنان، واعتبر موافقة "تل أبيب" عليها بمثابة علامة ضعف وفشل، وقال إن حزب الله ركع "إسرائيل" على ركبتيها وسيطر عليها". وتابع الجنرال الإسرائيلي: "نشهد هنا حدثًا تاريخيًا خطيرًا، يهددنا فيه حزب الله".
ولخّصت "وطن أمروز" النتائج المرتقبة لو تم توقيع الاتفاقية بشكل نهائي، فقالت إن "مقاومة لبنان أظهرت أنه بدلاً من التوسل بالدبلوماسية ضد "إسرائيل" وأمريكا، يمكن الوقوف بفاعلية ضد اعتداءات الكيان الصهيوني بدبلوماسية عدوانية ومقاومة. وثانيًا، تمكن حزب الله، من خلال وقوفه بحزم ضد تجاوزات "إسرائيل"، من جلب مصالح الغاز والنفط إلى لبنان. وثالثًا، إذا تم استخراج النفط والغاز بشكل سريع، فسيتم إنقاذ لبنان من العديد من مشاكل الوقود، والتي ستكون خطوة كبيرة في حل المشاكل الاقتصادية للشعب اللبناني، وستكون يد المقاومة أكثر انفتاحًا على السياسة في هذا البلد.
"الإنترنت" عنوان تدخل أميركا في الأحداث الأخيرة في إيران
أمّا "كيهان" فقالت إن وزارة الخزانة الأمريكية قد أصدرت مؤخرًا ترخيصًا فيما يتعلق بإيران، وبموجب ذلك سيكون لشركات التكنولوجيا الأمريكية الصلاحية لتزويد الشعب الإيراني بالتقنيات التي، وفقًا للولايات المتحدة، يمكنهم استخدامها لتوفير استخدام المنصات والخدمات في مجال الانترنت.
وأضافت " كيهان": "بالنظر إلى التطورات الداخلية الأخيرة في إيران وردود فعل الشركات الأمريكية والغربية على هذه التطورات، يبدو أن أمريكا تنوي مرة أخرى استخدام بعض التكتيكات وخلق بعض الشروط الخاصة ضد آليات الحكومة والحكومة في إيران، وتعتبر الولايات المتحدة مثل هذه الإجراءات والتدابير استمرارًا للاستراتيجية الخادعة لما يسمى بالإنترنت المجاني الذي قدمته هيلاري كلينتون.
وكل ذلك يهدف بحسب "كيهان" إلى خلق اضطرابات سياسية واجتماعية في البلدان المنافسة لأميركا، في سياق تشكيل تصورات الناس وأفكارهم.
إيران في الصحافة الإسرائيلية
كما اهتمت بعض الصحف الإيرانية بتصوير المشهد الإعلامي الصهيوني ورؤيته للتطورات الإيرانية في المجالات الداخلية والإقليمية والدولية.
ونقلت صحيفة "إيران" عن مقال في إحدى الصحف الإسرائيلية تحت عنوان "حان وقت الاستيقاظ" قوله إنه حان وقت الاستيقاظ، فإذا انتهت معارككم [أي القادة الصهاينة] السياسية، فاستيقظوا، إيران تتربص.
وفي المقال، أجرى الكاتب الصحافي مقابلة مع ضابط مخابرات متقاعد من جيش الاحتلال، حيث قال إنه لا يمكن عزل إيران.
كما تعتقد صحف ومراكز أبحاث إسرائيلية أخرى، وفقًا لما نقلته صحيفة "إيران"، أن طهران بدأت لعبة الشطرنج في المنطقة وفي النظام الدولي، ولا يمكن عزل هذا البلد. كما تعتقد وسائل إعلام العدو أن إيران بدأت حربًا دولية بالوكالة مع الناتو وأمريكا في أوكرانيا، ولن تسمح لروسيا بأن تكون الخاسر في هذه المعركة.
وبحسب صحيفة "إيران"، فإن هذه الوسائل الإعلامية زعمت أن إيران زودت روسيا بجميع أنواع طائرات الكشف والهجوم من دون طيار، والتي تحول ساحة اللعب لصالح الروس، وتسعى إيران من خلال هذا العمل إلى تحقيق هدفين؛ أولًا تحدي الاتحاد الأوروبي وأمريكا، ومن ناحية أخرى، تختبر قدرة أسلحتها.
وبخصوص الأحداث الداخلية الإيرانية، نقلت بعض الصحف عن إحدى الشبكات الإسرائيلية أن "عدد المحتجين في إيران ضئيل ولا يوجد تخطيط سياسي ورؤية"، وأكدت أن "هذه الاحتجاجات لن تصل إلى أي مكان". كما نقلت صحيفة " إيران" اعتراف قناة "I24" الإسرائيلية بهزيمة الاحتجاجات في إيران في مقابلة مع خبير أمني صهيوني، والذي أشار إلى أن "عدد المحتجين في إيران ضئيل ولا توجد أيديولوجية احتجاجية".
المفاوضات النووية
بدورها، أوردت صحيفة "مردم سالاري" كلامًا لمركز أبحاث كوينسي الأمريكي يقول فيه إن المفاوضات من أجل إحياء الاتفاقية النووية الإيرانية المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) لم تحرز أي تقدم حتى الآن، ومن غير المرجح أن تكون الولايات المتحدة قد حققت أي تقدم، على أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ويزعم تقرير "لورا روزن" أن رد الحكومة الإيرانية الأخير تسبب في مزيد من التأخير في المفاوضات، إذ يرى مسؤولون إسرائيليون أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق، على الأقل في المدى القصير.
وبحسب " مردم سالاري"، اعتبر رئيس وزراء العدو يائير لابيد أن حكومته منخرطة في "حملة مكثفة" لتدمير الاتفاقية، ويعتقد أنه أقرب من أيّ وقت مضى إلى تحقيق هذا الهدف.
وأضافت الصحيفة أن حكومة الاحتلال مسؤولة عن الفشل في إحياء الاتفاق النووي، حيث لم تكتفِ "إسرائيل" باستخدام الضغط السياسي في واشنطن، لمنع إدارة بايدن من الانضمام إلى الاتفاقية، بل لجأت أيضًا إلى عمليات اغتيال وتخريب سرية، لجعل العودة إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة أكثر صعوبة.
وقالت: "كانت جهود "إسرائيل" لتخريب المفاوضات أنجح من مساعيها لتخريب برنامج إيران النووي، فقد كان التأثير الرئيسي لهجمات "إسرائيل" على برنامج إيران النووي هو استفزازها لتوسيع برنامجها النووي إلى ما هو أبعد من الماضي".
ووفقًا لتقرير الدبلوماسية الإيرانية، فقد ظهر تفاؤل عام متجدد في الأسابيع الأخيرة بين الحكومات الأوروبية لإحياء الاتفاقية النووية، فقبل حوالي 10 أيام، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في اختتام المفاوضات بنجاح في غضون أيام قليلة، ومع ذلك، مرة أخرى، ثبت أن هذا الأمل في غير محله، ويبدو أن السلطات الأوروبية هي الوحيدة التي تشعر بقلق شديد من احتمال فشل المفاوضات، ولولا جهود وساطة الأوروبيين المتواصلة لتوقفت عملية التفاوض منذ شهور.