الخليج والعالم
غضبٌ كويتي من الإعلام السعودي
سخر ناشطون كويتيون من محاولة قناة "العربية" السعودية النيل من سمعة مجلس الأمة، متسائلين هل تجرؤ "العربية" أن تنتقد هيئة الترفيه في السعودية أو أن تحدّث المواطن السعودي عن إسهامات "مجلس الشورى" في التنمية وتوضح كم تستنزف رواتب ومخصصات أعضائه من الميزانية؟!
وأثار تقرير لقناة العربية زعم أن "مجلس الأمة الكويتي كبّد البلاد خسائر بالمليارات وعطّل مشاريع استثمارية وتنموية"، حفيظة الكويتيين في مواقع التواصل الاجتماعي سواء العامة او الطبقة السياسية، حيث رأوا فيه إساءة للتجربة الديمقراطية الكويتية، ووصفوه بأنه تدخل في شؤون البلاد الداخلية وتضليلاً متعمداً وتشويهاً لصورة المجلس.
وردّ بعض نواب مجلس الأمة الكويتي بشكل مباشر على تقرير قناة "العربية"، حيث غرّد عضو مجلس الأمة عبد الكريم الكندري قائلًا: "كل تجربة لها إيجابيات وسلبيات، لكن الجميل أن بعض الأشقاء بدول الجوار، يشاركوننا ديمقراطيتنا التي لا يرغبون بها على حد قولهم، فتجدهم يغضون النظر مجبرين عن ما يحصل لديهم، ويمارسون حرية التعبير والانتقاد لتجربتنا الديمقراطية وممارساتنا النيابية، ويناقشون قضايانا اليومية معنا بكل أريحية".
وغرّد النائب عبد العزيز الصقعبي، المنتمي لـ"الحركة الدستورية الإسلامية" (حدس) في الكويت، قائلاً: "إعلام موجّه منزوع الإرادة مقيّد لا يملك النقد أو التعليق على أي حدث في بلده حتى همساً، يعالج عجزه بالتشويه والإساءة للتجارب الديمقراطية حوله!". وأضاف: "فكرة نجاح النموذج الكويتي في الأمن والاستقرار والتنمية اليوم في ظل الإطار الديمقراطي تؤرقهم، وتُفشل حملاتهم لإقناع الشعوب بالحكم الفردي".
وطالبت الوزيرة السابقة والعضوة في مجلس الأمة المنتخب الجديد، جنان بوشهري، عبر حسابها في "تويتر"، وزارة الإعلام الكويتية بالرد على مثل هذه التقارير، "بتقارير تبين أهمية الدستور والديمقراطية ومجلس الأمة". وقالت: "إن كان للبعض مصالح تفوق مصلحة الكويت، يبقى مجلس الأمة السلطة التي تُشرك المواطنين في إدارة الدولة، وتحمي أموال الشعب وتحفظ كراماتهم. نفتخر بهذه المؤسسة وحمايتها واجب علينا".
من جهته، قال الكاتب فالح بن حجري: "نعم الخطأ أو الخسارة من اختيارنا، والصواب والأرباح إن أتت (فـ)من اختيارنا أيضاً، ونحن هنا نمارس سيادة الإرادة كاملة، ضمن حدود وطننا ومواد دستورنا".
وغرّد أستاذ القانون الدستوري فواز الجدعي: "أرى أن هذا النوع من التقارير يثبت كيف أن الإعلام بسطحية يثير قضايا لا تستحق، ويتغاضى عن قضايا أولى بالاهتمام، ولكن هذه السطحية تعدّ تأليبًا على النظام الكويتي، الذي يعتمد على ثلاث سلطات، ويُخالف القانون في مسألة ازدراء الدستور، ويجب أن يكون هناك موقف رسمي من هذا الأمر".
بدوره، وصف النائب ثامر السويط التقرير بأنه "رأي خاطئ وغير مهني وليس خبرًا، ويدلّ على موقف خاص ومرفوض في تجربة عريقة ومحترمة"، وأضاف: "من يريد معرفة أهمية مجلس الأمة بإمكانه إجراء عمل صحافي (محترم) ومهني، لفهم أثر الديمقراطية الكويتية بإرساء الاستقرار وحماية الشرعية وحقوق المواطنين في البلد. الانتقائية وتزييف الحقائق لا يليق بالإعلام".
وزارة الإعلام الكويتية
وفي هذا السياق، صرّحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الإعلام الكويتية أنوار مراد لصحيفة الراي الكويتية الاثنين الماضي بأنّ الوزارة "خاطبت مدير مكتب قناة العربية في الكويت، بخصوص مخالفة القناة لقوانين الإعلام الكويتي ورسالة الإعلام الخليجي"، وأكدت أن "التقرير الذي عرضته القناة احتوى على معلومات مغلوطة، ويخالف القرار الوزاري رقم 134 لسنة 2013"، وأوضحت أنه "يتنافى مع ما تم إقراره في القمم الخليجية والمجلس الوزاري، ومجلس وزراء الإعلام الخليجي، في شأن طبيعة التعامل الإعلامي بين دول مجلس التعاون".
سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي
بالموازاة، نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي على حساباتهم الشخصية ردودا وتعليقات على تقرير العربية.
فطالب "كويـتي حُــر" قناة "العربية" بالكلام عن خسائرها من الحرب على اليمن بدلًا من الحديث عن خسائر الآخرين، وغرّد:
"قناة العربية يسوّون تقرير عن خسارة الكويت المالية من مجلس الامة، زين نبي تقرير عن خسارة السعودية المالية من حرب اليمن ولا بس شطار علينا بالتقارير"
أمّا الناشط "محمد اليحيا" فقال: "قناة العربية الشهيرة بعدم المهنية والفاقدة للمصداقية تعتقد أن هناك من سيصدق روايتها الساذجة حول مجلس الأمة الكويتي. هل تستطيع العربية أن تحدث المواطن السعودي عن إسهامات مجلس_الشورى في التنمية وتوضح كم تستنزف رواتب ومخصصات أعضائه من الميزانية؟".
أما "أحمد محمود عسكر" الرياضي الكويتي السابق ومرشح عضوية مجلس الامة فعلّق قائلًا: "ما قامت به قناة العربية بتقريرها عن مجلس الأمة يعدّ إساءه بالغه لمثل صرح قاعة عبد الله السالم ورجالاته وافتقارها للمهنية الإعلامية و الموضوعية مخالفة للقرارات الوزارية واللغو بمثل هذا الحديث عن مجلس الأمة أمر مرفوض رفضاً تاماً".
وقال "عبد الله الرسام": "العربية لا تجرؤ أن توجه نقدا لمجلس الشورى أو لهيئة الترفيه عندهم وتنتقد مجلس الأمة الكويتي! اللي ما يطول العنب يقول عنه حامض".
الناشط "تركي الشلهوب" اعتبر أنّ قناة العربية لم تهاجم مجلس الامة وحدها بل كانت مدفوعة من قبل ابن سلمان وقال: "قناة العربية كغيرها من وسائل الإعلام والذباب والوطنجية، لا تقدح من رأسها.. هجومها على مجلس الأمة الكويتي هجوم موجّه وُمسيّس، أخوف ما يخاف منه ابن سلمان أن يخرج الشعب يومًا مطالبًا بحقه بمراقبة عمل الحاكم وما دونه من مؤسسات وأشخاص".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024