معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

 الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يحمّل واشنطن و"تل أبيب" مسؤولية الاضطرابات الأخيرة
04/10/2022

 الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يحمّل واشنطن و"تل أبيب" مسؤولية الاضطرابات الأخيرة

تصدرت كلمة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أمس التي ألقاها خلال تخريج دفعة جديدة من طلاب جامعات القوات المسلحة الإيرانية اهتمامات الصحف الصادرة في طهران اليوم، ولا سيّما أن سماحته تطرّق للأحداث الأخيرة في الجمهورية الاسلامية، حيث قال إن الأحداث عرّضت القوات الأمنية والبسيج (التعبئة) للظلم أكثر من أي شيء آخر، مضيفًا أن الأمة الايرانية بدت قوية تمامًا في هذه الحادثة كما في الحوادث الاخرى وستكون هي نفسها في المستقبل.

ونشرت الصحف مواقف سماحته وتشديده على أنه حيثما يريد الأعداء إحداث اضطراب، فإن الأمة الإيرانية الشجاعة والمخلصة ستحمي البلاد، مضيفًا "في هذه الحادثة التي توفيت فيها فتاة صغيرة حطمت قلوبنا، كانت ردة الفعل من بعض الناس في الشارع ومن دون أي تحقيق غير آمنة ، حرقوا المصاحف، ونزعوا الحجاب عن رؤوس النساء المحجبات، وأشعلوا النيران في المساجد والحسينية وسيارات الناس، هذا ليس بالأمر الطبيعي".

وأكد الإمام الخامنئي أن "أعمال الشغب هذه كانت مخططة"، وقال "لولا وفاة هذه الفتاة، لكانوا قد خلقوا ذريعة أخرى لخلق حالة من انعدام الأمن وانتشار الشغب في البلاد"، معتبرًا أن "هذه الاضطرابات وانعدام الأمن هي من تصميم أمريكا والنظام الصهيوني المغتصب والمزيف"، وتساءل عن "دافع الحكومات الأجنبية لإثارة الاضطرابات وانعدام الأمن في البلاد"، مردفًا "إنهم يشعرون أن البلاد تتقدم نحو القوة العظيمة ولا يمكنهم تحمل ذلك".

مواجهة القوى الإرهابية الانفصالية شمالًا

الصحف الإيرانية اهتمّت بمواكبة الحركة العسكرية التي يقوم بها الحرس الثوري في مواجهة القوى الإرهابية الانفصالية في المنطقة الشمالية، وتدمير العديد من مراكزهم. 

والخبر الأبرز الذي تصدر هذه الصحف هو تصريح قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، في مقابلة حول الإجراءات الأخيرة لهذه القوة في تدمير مركزي الحركات الإرهابية الواقعة في المنطقة الشمالية من العراق، حيث قال إن العناصر الانفصالية قامت بتحركات ضد بلدنا في السنوات الماضية، ولقد أشرنا بانتظام إلى هذه القضايا لمسؤولي المنطقة الشمالية من العراق واحتججنا.

وأضاف باكبور "منذ بداية هذا العام، أرسلنا وفودًا إلى السلطات الإقليمية العراقية وذكرنا هذه القضايا، أن هذه العناصر تعمل على تطوير أنشطتها ومن أجل ذلك يقومون ببناء قواعد متينة وتعزيز مراكزهم التعليمية وتطويرها، كما في الماضي ، كانت إجابتهم أن أمنك هو أمننا؛ بحيث لم يتجاوز جوابهم الكلمات فقط". 

أعمال الشغب الأخيرة

أما فيما يتعلق بآخر ردود الفعل حول المظاهرات وأعمال الشغب الأخيرة في إيران، فقد نقلت صحيفة "كيهان" عن وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن مجموعة من المحامين وأساتذة القانون في جامعات البلاد ذكرت في بيان نشر أمس الاثنين أن وفاة مهسا أميني المريرة والمشكوك فيها، بالإضافة إلى الأثر الكبير، أثارت الكثير من الشكوك بين المجتمع وسوء إدارة الفضاء الإعلامي مما دفع منتقدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى استخدام هذا الحادث كذريعة لإثارة الاحتجاجات السلمية للشعب.

وبعد فحص الجوانب القانونية لهذه الحادثة، طالب عدد من المحامين بإجراء تحقيق مفصل في جميع جوانب وفاة الراحلة أميني وإطلاع الجمهور على معلومات واضحة، وفي الوقت المناسب فيما يتعلق بنتائج التحقيق وضرورة التعامل بشكل قانوني ودون تهاون.

وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فإن أعمال الشغب التي شهدتها الشوارع في الأيام الأخيرة أظهرت أكثر من أي وقت مضى مخاطر التعليقات غير المدروسة وغير المسؤولة في الفضاء الإلكتروني، وأدت موجة الأخبار التي نشأت حول الشكوك حول وفاة أميني إلى دفع الجو العام نحو العنف والتخييم في الشوارع، وفي غضون ذلك تجلى دور الشخصيات المشهورة التي أصبحت مراجع جديدة للمجتمع في ظل شبكات التواصل الاجتماعية.

وأضافت "وطن أمروز": "كانت الإثارة العامة لأعمال الشغب في الشوارع، وتحريض المتظاهرين على الاشتباك مع حراس الأمن، وفي نهاية المطاف تعزيز القطبية الثنائية في المجتمع، من أهم الآثار المدمرة للتعليقات غير المسؤولة لبعض الشخصيات الشهيرة في الأيام الأخيرة".  

المفاوضات النووية

كذلك اهتمّت الصحف الإيرانية بتصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني والذي جاء فيه فيما يخص المفاوضات النووية أنه "ما زالت هناك فرصة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة فلا يمكننا الحديث عن طريق مسدود في المفاوضات".

وأضاف كنعاني "لقد تمّ بالفعل تقديم رد إيران على نص الملخص النهائي الذي اقترحه المفاوض الأوروبي، وكانت جهود إيران تتمثل في إعطاء إجابة واضحة من شأنها أن تساعد في الملخص النهائي وتشكيل اتفاقية".

بدورها، انتقدت "كيهان" ما جاء في مقال بعنوان "الاحتجاجات والسياسة الخارجية" في صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أمس، حيث كتبت: "كان واضحًا منذ البداية أن الخط الرئيسي للسياسة الخارجية، أي سياسة التطلع إلى الشرق، دون توازن في السياسة الخارجية، لا يمكن إلا أن تجعل البلاد فريسة لتصبح سهلة ولا مثيل لها لقوى الشرق ".

وختمت "اعتماد": "خطة العمل الشاملة المشتركة هي القضية الأولى والأكثر أهمية التي يجب مراقبتها لفهم تأثير التطورات".

وأشارت "كيهان" إلى أن بعض التيارات السياسية في بلادنا، مثل المقامرين، أصبحت مدمنة على التفاوض مع أمريكا، يدعي هذا الطيف من التيارات أنه ليس لديهم خطط لإدارة البلاد، بحيث نجد أنهم خلال 8 سنوات من إدارتهم الحكومية، قاموا بربط قضايا البلاد والاقتصاد ومعيشة الشعب بطاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأخيراً غادروا البلاد مع الكثير من المشاكل وعودة جميع العقوبات بإضافة 700 أخرى.

وأضافت "كيهان": "عشاق الغرب ليس لديهم فن سوى إدمان المفاوضات المهينة مع العدو".

الحرب الروسية الأوكرانية وأوروبا

الصحف أبرزت أيضًا آخر التطورات في قضية الحرب الروسية الأوكرانية وآثارها على أوروبا، فقد نقلت صحيفة "إطلاعات" عن ممثل ألمانيا في الناتو أن أوكرانيا ليست جزءًا من هذا التحالف العسكري، ولهذا السبب لا يستطيع الناتو الاستجابة لطلبات كييف للمساعدة.

وقال الممثل الدائم لألمانيا لدى حلف شمال الأطلسي روديجر كونيغ إن "الناتو لن يستجيب لطلبات زيلينسكي للمساعدة لأن أوكرانيا ليست جزءًا من هذا التحالف العسكري، لذلك لا يوجد التزام بمساعدتهم بموجب بند الدفاع الجماعي". 

وصرح الدبلوماسي الألماني قائلاً: إن دخول الناتو في الصراع بين أوكرانيا وروسيا سيؤدي إلى حرب كبرى تشارك فيها فجأة 30 دولة، ولا يوجد أي من أعضاء الناتو على استعداد للقيام بذلك. 

بدورها، أوردت صحيفة "مردم سالاري" ما جاء في مجلة "ناشيونال إنترست" حول أن قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن الإعلان عن التعبئة الجزئية للقوات المتخصصة وإجراء استفتاء على ضم أجزاء من أوكرانيا إلى روسيا هي مقدمة لاستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، وكتبت: تصرف بوتين في استخدام أسلحة القوة النووية قد يؤدي إلى انتصار موسكو في حرب كييف.

ونقلت "مردم سالاري" أيضًا تحذير وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الفصلي الأخير من أن أوروبا تواجه خطرًا غير مسبوق من نقص الغاز هذا الشتاء.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم