الخليج والعالم
التصدي للمجموعات الإرهابية في زاهدان يتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية اليوم على الأخبار المتعلقة بآخر تطورات تصدي الحرس الثوري الإسلامي للأعمال الإرهابية في زاهدان، حيث أكدت ارتفاع عدد شهداء الحرس إلى 5.
وأفاد مراسل صحيفة " إطلاعات" أن مقر فيلق القدس في زاهدان أعلن استشهاد شخص آخر بجروح في الأحداث المذكورة.
وفي مقال لها، ذكرت "كيهان" أنه في اليومين الماضيين فقط، أثناء هجوم مثيري الشغب على مركز شرطة زاهدان الـ16، اختلطت دماء الشيعة والسنة مرة أخرى لضمان أمن سيستان وبلوشستان، واستشهد 5 من أفراد باسداران والباسيج.
وقالت صحيفة "إيران" إن بعض مناطق الجمهورية الإسلامية، مثل منطقة سيستان وبلوشستان، تتعرض دائمًا إلى عدد كبير من الهجمات الإرهابية بسبب وضعها الجيوسياسي، فضلًا عن الخصائص الثقافية والعرقية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة.
وأضافت أنه في أحداث زاهدان الأخيرة، زادت شرارات الصراع والتخريب، وبشكل عام في هذه المنطقة التي كانت في حالة هدوء بخصوص قضية مهسا أميني، ولكن وسائل الإعلام المعادية حاولت الدخول عبر قناة الحساسيات في ثقافة ابناء هذه المنطقة، وضمهم الى صفوف مثيري الشغب، من خلال الاضرار بمشاعرهم، حيث وفرت الاختلافات الدينية والثقافية في منطقة سيستان لهم الإمكانات المطلوبة.
وذكرت صحيفة " كيهان" أن السؤال لكثير من الناس قد يكون "لماذا قام مثيرو الشغب في الأحداث الأخيرة بسرعة بمهمتين إحداهما أعمال العنف والإجرام وإثارة الفتن، والأخرى الاعتداء على الحجاب والمساجد والأضرحة وأعلام الشهداء؟"، أو "لماذا نشطت الجماعات الانفصالية والتكفيرية على الفور في الحدود الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية؟".
وقالت إن الجواب هو أن الناس لم يتعاونوا مع مصممي أعمال الشغب، وبالتالي وجد مثيرو الشغب مهمة أخرى لهم لتغطية الفجوة الكبيرة بسبب عدم دعم الناس.
ولفتت "كيهان" إلى أن محاولة إثارة الاضطرابات العنيفة في إيران هي سلوك الغرب بدافع العجز، من أجل "اختطاف" الناس باستخدام الحيل الإعلامية، وإخراج عدة آلاف من الناس إلى الشوارع، واستبدال 85 مليون شخص بمجرمين، أو طرح فكرة "إيران الضعيفة" بدلًا من حقيقة "إيران القوية".
وفي السياق نفسه، لفت الرئيس الإيراني في لقاء له إلى مسألة ازدواجية المعايير الغربية، قائلًا: "على الرغم من أن قضية وفاة أميني في إيران تتم متابعتها بشكل كامل ودقيق، وقد أكد عليها جميع المسؤولين، لكن العدو يستعد لتحركات إعلامية تحاول صرف الرأي العام عن مقتل مجموعة من الفتيات الأفغانيات على أيدي جماعات إرهابية تدعمها الولايات المتحدة في إحدى المدارس، ولا يوجد رد فعل من هؤلاء المطالبين!"، وسأل: "في مثل هذه الحالة، هل من المقبول المطالبة بمتابعة حقوق الإنسان وحقوق المرأة من جانب الغربيين؟".
ونقلت "أرمان ملي" تعليق رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف على الأحداث الأخيرة، حيث قال إنه يجب متابعة موضوع موت أميني بجدية وإعلان النتيجة رسميًا، والتعامل مع أي خطأ وإهمال محتمل، بما يتناسب معه، ومن دون أي تنازلات. وأوضح قاليباف أن مؤامرات العدو لا تجعلنا ننسى واجباتنا تجاه مواطنينا، وأكد أن النقطة التالية في هذا الأمر هي عدم كفاءة المؤسسات الثقافية والتعليمية، التي كان لها واجب أساسي في مجال ثقافة العفة والحجاب.
وأضاف: "بالطبع إن المشكلة الرئيسية للشعب والمجتمع لا تزال الاقتصاد، وهناك شكاوى مشروعة تمامًا حول هذا الأمر، وإننا بعيدون عن حلها ويجب أن نبذل جهودنا عدة مئات من المرات". وقال قاليباف إن نقطة أخرى اتضحت للجميع في هذه الحادثة، وهي أن العدو يبحث عن فرص لمهاجمة الناس، وتعطيل أمنهم، وإسقاط الجمهورية الإسلامية.
دور البنتاغون في أحداث إيران الأخيرة
وفق صحيفة " إيران"، فقد اعترف "كيث كلارينبيرج" -الخبير الإنجليزي والخبير في مجال تحليل دور وكالات التجسس في خلق التصور العام - في مقال على موقع الأخبار والتحليل "كريديل" أن الاضطرابات الأخيرة في إيران موجهة من "المقر الرئيسي"، ووزارة الحرب الأمريكية" (البنتاغون).
وأوضح المؤلف في مذكرته أنه من خلال فحص الاضطرابات الداخلية الأخيرة في إيران ردًا على مقتل مهسا أميني، يمكننا أن نرى "حربًا خفية يدعمها الغرب" ضد إيران، تغطي عدة جبهات. وأشار إلى أنه بعد أيام قليلة من بدء أعمال الشغب في 16 أيلول/سبتمبر، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن البنتاغون لديه عدد كبير من حسابات "الروبوت" و"المتصيدين" في مجموعة "العمليات النفسية" على الإنترنت بحيث يتم توجيهها من قبل القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM) في الآونة الأخيرة.
مصير المفاوضات
في سياق آخر، اعتبرت "أرمان ملي" أن الوضع الحالي لخطة العمل الشاملة المشتركة ليس جديدًا، وقالت: "لقد شهدنا نفس الوضع قبل بضعة أشهر وحتى قبل عام، لذلك، مع هذه الأجواء، لن تنجح المفاوضات حتى المستقبل المنظور، لأن الخلافات بين إيران وأمريكا عميقة جدًا وبالتالي يواصل الأمريكيون سياسة العقوبات".
كما ذكرت "مردم سالاري" أن العقبة الأساسية المتبقية في مسألة المفاوضات هي قضية إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يتذرّع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، بتقارير عدم اطمئنان الوكالة للمماطلة في قضية الاتفاق.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024