الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية: لن يحصل انقلاب أو ثورة ملونة في إيران ولا تغيير للنظام
رفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان، اعتبار أعمال الشغب التي ارتكبتها مجموعات إرهابية في إيران مؤخرًا بأنها "احتجاجات"، لافتًا إلى أن هناك فرقًا بين الاحتجاج وأعمال الشغب، ومؤكدًا أنه لن يحصل انقلاب أو "ثورة ملونة" في إيران، ولن يكون هناك تغيير لنظام الجمهورية الإسلامية.
وشدّد عبد اللهيان في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية (NPR)، على أن أعمال الشغب الأخيرة في إيران جرت بتوجيه وقيادة بواسطة قنوات منظمة.
وردًا على سؤال حول وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أوضح أن ظروف وفاة أميني "جعلتنا نحزن للغاية"، لافتًا إلى أن هناك حوادث مماثلة في جميع أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة أو بريطانيا.
وقال: "منذ وقوع الحادث، تابع الرئيس السيد إبراهيم رئيسي الموضوع بعناية، وتحدث مع عائلة السيدة أميني، والنظام القضائي يتابع هذه القضية بجدية"، داعيًا لانتظار نتائج التحقيقات، ومؤكدًا أن كل شيء في إيران تحت السيطرة ولا داعي للقلق.
واتّهم عبد اللهیان عناصر خارجية ووسائل إعلام ومواقع إلكترونية بتحريض الإيرانيين على النزول إلى الشوارع واللجوء إلى العنف قائلًا: فوجئنا بتدخل بعض المسؤولين الأميركيين في هذه القضیة.
وتساءل عبد اللهيان: "لماذا القنوات الفضائية التي تدار من لندن أو بعض المسؤولين الأميركيين يتفوهون بكلمات استفزازية ويتدخلون ويشجعون علانية على إثارة الشغب وإشعال النار والقيام بالقتل؟... دعوا السلطة القضائية تعلن قرارها".
وأكد أن هناك قنوات منظمة تعمل على الإخلال بالأمن العام في إيران، لافتًا إلى أن زمرة المنافقین الإرهابیة التي تلطخت أيديها بدماء 17 ألف مواطن إيراني بريء، تحرضها أميركا وبعض الدول الأوروبية وترسل عناصرها إلى داخل إيران.
وشدّد عبد اللهيان على أن الشعب الإيراني يتحلى بالیقظة، وقال: "لن يحصل انقلاب أو ثورة ملونة في إيران، ولن يكون هناك تغيير لنظام الجمهورية الإسلامية"، موضحًا أن هناك فرقًا بين الاحتجاج والاضطراب وأعمال الشغب"، موضحًا: "نحن في إيران نسمع مطالب الشعب، لكننا نتصرف وفقًا لقوانيننا مع مثيري الشغب".
وأضاف: "يمكن التعبير عن المطالب بحرية وسلمية في إطار القوانین، لكن الشرطة ستتعامل مع الذين يقومون بإحراق سيارات الإسعاف وسرقة البنوك.. متوجهًا للمراسل الأميركي بالسؤال: "ماذا فعلتم عندما اقتحم الاميركيون الكونغرس؟".
وتابع: "جهازكم الأمني حجب الحساب الخاص بالرئيس (السابق) دونالد ترامب علی تویتر، هل كان هذا التصرف نابعًا من الديمقراطية أم لأجل الحفاظ على الأمن القومي؟".
وأردف عبد اللهیان: "لماذا تروج بعض الدول الغربية لتغيير النظام في إيران؟ هناك قناة فضائية تبث باللغة الفارسية من لندن تدعو الشعب الإيراني لإسقاط النظام، وهناك عدد من المواقع الموجهة من الغرب تحرض الشعب على صنع المتفجرات".
ولفت إلى أن أكثر من 28 مليون إيراني احتشدوا في تجمع ضخم تحت عنوان "أمة رسول الله" تندیدًا بأعمال الشغب والفوضی، لكن وسائل الإعلام الغربیة لم تتطرق إلى هذا التجمع الكبیر، ولم تنشر صورة واحدة منه، لكنها نشرت صورًا لأشخاص يحرقون البنوك ومستوعبات القمامة.
وقال: "إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقًا بالشعب الإيراني، فيمكنها أن تأخذ بعين الاعتبار، أن آلاف الأطفال توفوا بسبب إجراءات الحظر وحظر الأدوية التي فرضتها الولايات المتحدة، ورفضت التعاون مع إيران في علاج أطفال مصابين بمرض الفراشة".
وأضاف: "بدلاً من القلق بشأن انقطاع الإنترنت، يجب أن يقلقوا بشأن الأشخاص الذين يموتون كل يوم بسبب عقوباتهم"، لافتًا إلى أن الإدارة الأميركية رفضت إرسال لقاح لإيران وقت انتشار وباء كورونا. وضغطت على البلدان الأخرى حتى لا ترسل لقاحات لإيران.
وحول المفاوضات النووية قال عبد اللهيان: "قطعنا شوطًا طويلًا. نحن الآن في مرحلة لم يتبقَّ فيها سوى قضيتين على الطاولة، وهما قضيتان هامتان ومهمتان... موضوع الضمانات مهم جدًا بالنسبة لنا... نريد فقط أن تكون هذه الضمانات أكثر اكتمالًا".
وأكد عبد اللهيان، أنّ إيران جادة بشأن التوصل إلى اتفاق، "لكننا لا نعرف إذا كان الجانب الأميركي لديه الواقعية والشجاعة لاتخاذ القرار".
وحول تبادل المعتقلين قال عبد اللهيان: "لا علاقة لهذه القضية الإنسانية، وخطة العمل الشاملة المشتركة. لذلك نحن مستعدون كليًا لتبادل المعتقلين، لأننا نعتقد أنه شيء إنساني. قلنا هذا أيضًا للأميركيين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024