الخليج والعالم
ظهور "الكوليرا" من جديد في سورية وجهود لتطويق تفشيها
دمشق - علي حسن
مع استطالة أمد الحرب في سورية، ظهرت آثار ومضاعفات جديدة فاقمت من تداعي الوضع الإنساني فيها، وآخر تلك التداعيات ظهور مرض "الكوليرا" من جديد، بعد غيابه عن الساحة السورية لحوالي عقدين من الزمن.
وذكرت تقارير وزارة الصحة أن هذه الجائحة بدأت في محافظة حلب، بعد استخدام بعض المواطنين مياهًا آسنة ممّا تسبب بإصابتهم بالمرض.
احصائيات
وارتفع عدد الوفيات نتيجة المرض، بحسب الوزارة، إلى 23 وفاة، في حين بلغ إجمالي الإصابات المثبتة في البلاد 253 حالة.
وذكرت الوزارة في بيان أن هناك 180 إصابة بالكوليرا في حلب، 29 في دير الزور، و25 بالحسكة، و13 في اللاذقية، و4 في حمص، وإصابتين في دمشق.
ووفق البيان، فقد بلغ العدد الإجمالي للوفيات بمرض الكوليرا في البلاد 23 شخصًا، بينهم 20 في حلب، بسبب تأخر طلب المشورة الطبية، وفي دير الزور وفاتان، والحسكة وفاة.
وأشارت الوزارة إلى أنها تقوم على مدار الساعة بالترصد الوبائي للمرض، وتقصي الحالات، والعينات المشتبهة، واعطاء العلاج الوقائية للمخالطين، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويق المرض، بالتعاون مع الجهات المعنية.
كما لفتت الوزارة إلى أنه تم اعتماد وتعميم بروتوكول علاجي موحد، وهو متوافر بكل أشكاله، ويتم تعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج والمستلزمات، تحسبًا لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن.
ودعت الوزارة إلى ضرورة اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة، مثل غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، وشرب المياه من مصدر آمن، وإذا تعذر إيجاده يمكن غليها لمدة دقيقتين ثم حفظها في وعاء نظيف ومغلق، وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد، وطهو الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، وعدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر، أو يشك بسلامته، وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.
عودة تفشي الأمراض هل هي أمر طبيعي؟
وفي تعليقه على أسباب عودة الوباء إلى البلاد، قال الخبير الصحي الدكتور عماد ابراهيم لموقع "العهد الاخباري" إن ظروف الحرب واستمرارها لفترة طويلة جعل عودة تفشي الأمراض أمرًا طبيعيًا، معتبرًا أن عدم تفشيها مجددًا سيكون هو الأمر الخارج عن سياق الأحداث المؤلمة التي تعيشها البلاد.
وأكد الخبير أن التخريب الذي دمر جزءًا كبيرًا من البنية التحتية للقطاع الصحي بفعل الهجمات الإرهابية، وكذلك الأضرار التي لحقت بالصرف الصحي وتسرب المياه الملوثه إلى المياه الصالحة للشرب لعبت دورًا بارزًا في تفشي الكوليرا.
كما أن قيام تركيا بحجب أكثر من نصف حصة سورية من مياه الفرات، وحرمان أهالي محافظة الحسكة من مياه الشرب عن طريق ايقاف محطة علوك المصدر الرئيسي للماء العذب فيها، أجبر الأهالي على استخدام مياه ملوثة أو غير آمنة، يضاف إلى ذلك، وبحسب ابراهيم، العقوبات القاسية التي تتعرض لها البلاد وحرمان الدولة السورية من إعادة ترميم القطاع الصحي الذي عانى كثيرًا من ويلات الحرب.
وأكد أنه وبالرغم من الظروف الصعبة والقاسية، إلا أن القطاع الصحي في سورية لا يزال يحافظ على تماسكه بفعل التأسيس السليم أولًا، ووجود الخبرات والكفاءات التي تعمل بتفان للحفاظ على أكبر قدر ممكن من سلامة المواطنين وصحتهم.