الخليج والعالم
خطاب الإمام الخامنئي ونشاط السيد رئيسي في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية باللقاء الذي جمع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مع قدامى المحاربين خلال فترة الدفاع المقدس، والذي قال سماحته فيه إنه "يجب أن يكون الجيل الحالي على دراية بحقائق الدفاع المقدس".
ونقلت تأكيد الإمام الخامنئي أنه "مع مرور الوقت، أصبحت أبعاد ووقائع الأحداث مثل الدفاع المقدس أكثر فهمًا"، مضيفًا: "يجب أن نتحرك بطريقة تجعل المعرفة والوعي بـ "الحقائق" يزداد بشكل مستمر، وخاصة حقائق الدفاع المقدس كلحظة رائعة ومؤثرة، ويجب أن يكون الجيل الحالي على دراية بحقائق تلك الحقبة، وأن الجهود في هذا المجال هي توقع جاد من قدامى المحاربين في الدفاع المقدس والقائمين على مثل هذه القضايا".
وفي إشارة إلى الوثائق المنشورة عن الحرب التي فرضها الغرب، قال سماحته إن "هذه الاعترافات تثبت صحة أقوالنا التي ذكرناها ذات يوم حيث استكبر أهل الغرب والشرق، وهم يدركون عمق هذا التهديد، وفرضوا الحرب على الأمة الإيرانية بتشجيع وتحريض صدام".
واعتبر أن "الهدف من الحرب المفروضة هو منع نقل الرسالة والكلمات الجديدة للأمة الإيرانية إلى دول أخرى، بما في ذلك عدم الخوف من أمريكا والوقوف ومقاومة القمع والتمييز العالميين"، وأضاف أن "ظهور دولة مستقلة وإلهام النظام السياسي، هذا أيضًا في بلد كان فيه أمل أمريكا واعتمادها وجشعها لا يطاق".
زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك
الحدث الأهم الذي أخذ حيّزًا كبيرًا أيضًا من التحليلات في الصحف الإيرانية كان المواكبة الدائمة لزيارة الرئيس السيد إبراهيم رئيسي إلى مقر الأمم المتحدة، حيث نقلت ما جاء في كلمته التي ألقاها يوم أمس، وقد نقلت بعض الصحف متن كلمته كاملة فيما اقتصرت بعض الصحف الأخرى على ذكر أبرز ما جاء فيها.
وقد قال السيد رئيسي "إننا نؤيد عولمة العدل لأن العدل موحد والقمع يشجع على إثارة الحروب"، مشيرًا إلى أن "تراكم الظلم يتسبب في تحركات الناس، ولكن العديد من الثورات انحرفت عن مسارها الأصلي، إلا في بعض الثورات، كما في إيران، حيث استمرت ونجحت وأعطت الأمل في إقامة العدل".
وأشار إلى أن "بطل الحرب على الإرهاب ومدمّر تنظيم "داعش" لم يكن سوى الفريق الحاج قاسم سليماني الذي استشهد في طريق تحرير أمم المنطقة"، مذكرًا باعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيث سُجّلت هذه الجريمة باسمه.
وشدد رئيسي على أن "القضاء العادل في هذه الجريمة التي اعترف بها الرئيس السابق للولايات المتحدة هو خدمة للإنسانية، حتى يتم إلغاء القسوة من الآن فصاعدًا وتسود العدالة"."
واهتمت بعض الصحف في تحليل جانب آخر من جوانب الزيارة، فقد رصدت صحيفة "إيران" حركة السيد رئيسي في لقاءاته الثنائية على هامش اللقاء العمومي للأمم المتحدة، حيث التقى بالرئيس السويسري إغناسيو كاسيس، ووصف العلاقات بين البلدين بالودية والجيدة، وقال إنه "من الضروري زيادة التعاون التجاري والاقتصادي وخاصة لتسهيل الأمور النقدية".
وبحسب "إيران "، التقى السيد رئيسي برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث أعرب الجانب الإيراني عن خالص تقدير الإمام الخامنئي والحكومة الإيرانية لحكومة وأمة العراق، وبسبب الاستضافة المخلصة والرائعة لحفل الأربعين هذا العام، قال: نأمل أن تؤدي العملية السياسية في العراق الى تشكيل حكومة قوية بالتفاهم والحوار.
وقال إن "إيران ترحب بإصلاح العلاقات مع السعودية، لكننا نصر على أن هذه العملية تقوم على أساس الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها في المباحثات بين مسؤولي البلدين".
كما التقى رئيسي مع شارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، وتطرق البحث الى الحلول والمقترحات الإيرانية لحل القضية النووية، واستقبل رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، الذي أكد أن العلاقات الإيرانية الباكستانية ليست تفاعلات معتادة بين جارتين، بل علاقات عميقة تقوم على التقارب الثقافي.
في المقابل قللت بعض الصحف من اهتمامها بالخطاب الذي ألقاه رئيسي، حيث اعتبرت صحيفة "أرمان ملي" أن "وجود الرؤساء الإيرانيين في الأمم المتحدة هو حضور خطابي، في حين يتم القيام بالكثير من الدعاية حول هذا الخطاب، لكن تأثير هذا الخطاب على المصالح الوطنية لا يذكر".
وأكدت "أرمان ملي" أن "ما هو أكثر أهمية من الدبلوماسية العامة هو الاجتماعات التي تُعقد على هامش القمة".
أحداث إيران الداخلية
واهتمّت الصحف الإيرانية بالأحداث الداخلية التي جرت عقب وفاة مهسا أميني والتي جرى الترويج أنها توفيت جراء اعتداء من قبل "الشرطة الأخلاقية" بسبب عدم التزامها بشروط الحجاب القانوني في إيران.
وقد نقلت صحيفة "إطلاعات" بعض التحقيقات حول التحركات التي جرت في المحافظات المختلفة، حيث أعلن محافظ طهران في رسالة عبر تويتر أن "حوالي 1800 شخص الذين حضروا في التجمعات ليلة الاثنين في طهران لديهم تاريخ في أعمال الشغب، ومن بين هؤلاء، هناك حوالي 700 شخص لديهم تاريخ كبير وملفات في مؤسسات مختلفة، هي الشرطة والأمن والقضاء".
ونقلت عن محافظ مشهد أن "جميع المعتقلين مؤخرًا في مشهد هم من قادة الحركات التخريبية ولديهم تاريخ من الانتماء إلى حركات مناهضة للثورة، أو تم الحصول على وثائق تتعلق بصلتهم بجماعات معادية".
ونقلت الصحيفة ما ورد على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، ردا على مواقف بعض المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول بشأن وفاة أميني، وقال: "هذه الدول عليها تجنب الانتهازية والاستخدام الفعال لممارسات فئة حقوق الإنسان".
بدورها، رأت صحيفة "كيهان" أنه "لا يمكن إنكار التطور العلمي والشخصي والأخلاقي والسياسي والاجتماعي للمرأة في الجمهورية الإسلامية؛ ويمكن فهم ذلك من خلال الجهود اليائسة التي تبذلها آلات الدعاية الواسعة والطويلة للأعداء، وهي أن أحد الأعذار الوهمية لضغوطهم على المجتمع الإيراني هو انتهاك حقوق المرأة على الدوام".