الخليج والعالم
زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
تصدّر الصحف الإيرانية اليوم خبر رحلة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى نيويورك، حيث ذكرت صحيفة "إطلاعات" نقلًا عن الرئيس أن حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة للتعبير عن وجهات نظر إيران ومواقفها، وأكد أنه لن تكون هناك لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين خلال هذه الرحلة التي تستغرق خمسة أيام.
وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن رئيسي قال قبل مغادرته إلى نيويورك في جناح مطار "مهرآباد" إن هذه الرحلة تتم بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة لحضور الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي مقدسة للجمهورية الإسلامية.
أما صحيفة "كيهان"، فقد ذكرت أن رئيس الجمهورية سيلتقي ويتحدث مع عدد من رؤساء الدول المشاركة في هذا الاجتماع، كما سيعقد اجتماعات جانبية أخرى.
ولفتت صحيفة "آرمان ملي" من جهتها إلى أن رحلة الرئيس إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة هي رحلة مرغوبة من وجهة نظر الدبلوماسية العامة، لأن الرئيس يستطيع استخدام منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعلن مواقف طهران، ويعلن عن بعض النقاط المتعلقة بمختلف القضايا ومنها الملف النووي.
واعتبرت "آرمان ملي" أنه يمكن للجهود المبذولة على هامش اجتماعات الجمعية العامة دعوة رؤساء الدول الأخرى للحضور إلى طهران.
وأضافت: "لن تكون زيارة الرؤساء الإيرانيين إلى نيويورك بلا فائدة، اذ يحاول الغربيون حاليًا عزل إيران بسبب الخلاف مع طهران بشأن الملف النووي، وبطبيعة الحال، فإن غياب اللقاء بين الرئيسين الإيراني والأميركي يدفع بعض الدول لمحاولة منع خطاب الرئيس الإيراني من التغطية الإعلامية كل عام، بحيث تحاول وسائل الإعلام الغربية إظهار أن إيران لديها مشكلة مع بعض دول العالم من خلال استغلال هذه القضية، لهذا السبب، يحاولون تهميش أسس الدبلوماسية العامة في أجندة إيران في الأمم المتحدة".
وأما صحيفة "مردم سالاري" فعرضت ضمن مقال لها تاريخ زيارات الرؤساء الإيرانيين إلى الأمم المتحدة، حيث ذكرت أن حضور الرؤساء الإيرانيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أحد برامجهم السنوية في العقدين الماضيين، وأهمها تأثيرًا رحلة السيد محمد خاتمي إلى نيويورك ومسألة "حوار الحضارات".
وقالت إنه في السنوات الأخيرة من رئاسة الرئيس حسن روحاني، أدى انتشار كورونا إلى وضع حد لهذه الرحلات، على الرغم من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب غير الحكيم بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، اذ لم يعد هناك مجال للمفاوضات.
وتابعت "الآن، بعد انتهاء قيود كورونا، بدأ رئيسي رحلته الأولى إلى نيويورك، وبصفته أعلى مسؤول تنفيذي في البلاد، فإنه يسعى لحل العقدة الموجودة في طريق إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة".
من جهتها، ذكرت صحيفة "إيران" أن الأمريكيين حاولوا عزل الجمهورية الإسلامية بمختلف الافتراءات في العقود الأربعة الماضية، واعتبروا أن صوت الجمهورية الإسلامية لا يصل إلى آذان الجمهور، وخاصة كبار المسؤولين من دول أخرى في العالم، ولذا كان منبر الأمم المتحدة فرصة لإيران، وبحسب الصحيفة، فقد استغلت جمهورية إيران الإسلامية هذه الفرصة جيدًا.
المفاوضات
في سياق متصل، شكل الحديث عن المفاوضات النووية أيضًا عنوانًا بارزًا في الصحف الإيرانية، لارتباطه بزيارة الرئيس إلى نيويورك، حيث تطرقت صحيفة "آرمان ملي" إلى تصريحات رئيسي في مقابلة مع وسائل إعلام غربية، ذكر فيها أن إيران لا يمكنها الوثوق بواشنطن دون الحصول على ضمان من الولايات المتحدة، فيما يتعلق باتفاقية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضافت نقلًا عن السيد إبراهيم رئيسي في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" بخصوص محادثات فيينا قوله إنه "إذا كان لدينا اتفاق جيد وعادل، سنكون جادين في التوصل إلى اتفاق، ويجب أن تكون هذه الاتفاقية مستقرة ويجب تقديم الضمانات، إذا وجدت هذه الضمانات فلا يمكن لأمريكا الانسحاب منها".
وعن انسحاب إيران من الاتفاق، قال إن "الأمريكيين خالفوا الاتفاق، وحدث هذا من جانب واحد، وقالوا إننا تركنا الاتفاقية، لذا فإن وعودهم لا معنى لها".
بدورها، صحيفة "مردم سالاري" لفتت إلى أن رئيس فريق التفاوض الإيراني علي باقري يرافق الرئيس أيضًا في هذه الرحلة، مما يدل على أن إيران تعتبر هذه الرحلة فرصة للتفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه مستشار الفريق المفاوض الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مراندي بخصوص زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر صفحته على "تويتر"، حيث اعتبر أن "ذهاب باقري، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، مع الرئيس، سيكون فرصة جيدة لترويكا أوروبا، لحث الولايات المتحدة على حل القضايا القليلة المتبقية بطريقة هادفة".
"آرمان ملي" نقلت في هذا السياق عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله إننا لن نجري أي حوار مع المسؤولين الأمريكيين خلال هذه الرحلة، وقد عبر الرئيس بوضوح عن وجهات نظر إيران في هذا الصدد.
بدورها، نقلت "كيهان" عن رئيس منظمة الطاقة محمد إسلامي قوله إن الرواية التي يرويها الصهاينة والغربيون عن برنامج إيران النووي والاتهامات التي يوجهونها ضد صناعتنا النووية مستمرة منذ 20 عامًا. وأضاف: "منذ عشرين عامًا، تم وضع حركة ضد الصناعة النووية لبلدنا من قبل المنافقين بقيادة الصهاينة في طريق المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أدى في النهاية إلى فرض عقوبات شديدة ضد إيران".
أما "صحيفة إيران" فقد ترجمت كامل المقابلة التي أجريت مع الرئيس الإيراني عبر قناة "سي بي سي" وما جاء فيها حول موضوع المفاوضات، وأشارت إلى أن رئيسي اعتبر أن انتهاك الاتفاق يعود إلى انسحاب الأمريكيين من خطة العمل الشاملة المشتركة، وعدم وفاء الأوروبيين بالتزاماتهم تجاه الأمة الإيرانية، لكن جمهورية إيران الإسلامية التزمت بالتزاماتها، وهذا وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف في سؤال حول تصنيع قنبلة نووية أن الجمهورية الإسلامية أعلنت مرات عديدة أنه لا يوجد سلاح نووي في عقيدتها الدفاعية، بل تستخدم الصناعة النووية اليوم في مجالات الطب والزراعة والنفط والغاز والعديد من المجالات الأخرى، وهذا الاستخدام السلمي حق للشعب الإيراني.
وختم: "لقد قلنا مرات عديدة إننا جادون في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جيد وعادل ومتابعة رفع العقوبات، وهذا الادعاء (عدم رغبة إيران في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة) هو أحد الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024