الخليج والعالم
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم الاثنين 19-09-2022
تناولت الصحف الإيرانية اليوم الاثنين عددًا من المواضيع البارزة، منها انضمام إيران إلى قمة شانغهاي كخطوة تحبط أي محاولة لعزل البلاد، بالإضافة إلى زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى نيويورك والتي ستكون الأولى له إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما تحدثت عن مصير المفاوضات حول الملف النووي الإيراني والعرقلة الغربية لأي مساع إيجابية.
انضمام إيران إلى قمة شانغهاي
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة "إيران" عن السفير الإيراني السابق لدى روسيا محمود رضا سجادي قوله إن "المحاولة الأولى لدول الكتلة الغربية بعد الثورة الإسلامية كانت عزل البلاد في علاقات سياستها الخارجية، إلا أن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي، التي تتكون من مجموعة من أهم الدول الآسيوية، بما في ذلك الصين وروسيا، هي خطوة كبيرة وغير مسبوقة اتخذتها الجمهورية الإسلامية لتحييد وإفشال هذه المشاريع".
وأضافر سجادي: "يمكن لعضوية إيران أن تزيد من قدراتها على متابعة مصالحها، لا سيما في مواجهة نهج الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتوفير إمكانية تحقيق مطالبها في بيئة أقوى".
بدورها، نقلت صحيفة "كيهان" عن مصدر في الجهاز السياسي للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إن "اجتماع سمرقند كان لحظة ذهبية لإيران، بعد عقد من التقدم للانضمام إلى منظمة شنغهاي، إذ وقعت طهران مذكرة تفاهم للوفاء بالتزاماتها وأصبحت عضوًا كامل العضوية في هذه المنظمة".
وبحسب المصدر، "سرت شائعة منذ سنوات أن موسكو وبكين منعتا إيران من الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، لأنهما أرادتا إبعاد نفسيهما وهذه المنظمة عن التوترات بين إيران والولايات المتحدة".
وأضاف: "لكننا الآن نشهد توترات جيوسياسية بين الغرب والشرق، إذ أصبحت البيئة السياسية مواتية لإيران"، مشيرًا إلى أن "الصين وروسيا اللتان تواجهان عزلة وعقوبات متزايدة من الغرب، تسعيان إلى تشكيل مجموعة كبيرة من الدول لإنشاء عالم متعدد الأقطاب تكون فيه أمريكا أقل قوة".
واعتبرت صحيفة "كيهان" أنه "بأي شكل من الأشكال، أصبحت إيران عضوًا دائمًا في منظمة شنغهاي للتعاون، وقد أكدت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية أثناء إعلانها هذا الخبر، أن العضوية في هذا التنظيم تمهد الطريق أمام تحييد العقوبات الغربية ضد إيران".
زيارة رئيسي إلى نيويورك
هذا واهتمت الصحف الإيرانية اليوم بشكل أساسي بزيارة رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الـ77 لقادة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد أن أنجز توقيع عضوية إيران في قمة شنغهاي.
وذكرت صحيفة "آرمان ملي" أن الزيارة هي الرحلة الأولى لرئيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأضافت أن الظهور الأول له في الأمم المتحدة يمكن أن يكون له إنجازات من حيث الدبلوماسية العامة، إذ يمكنه التأكيد على حقوق إيران في مختلف المجالات في الأمم المتحدة وتغيير المشهد السياسي لصالح طهران من خلال التحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن بعض الخبراء الدوليين قولهم إن "زيارة رئيسي إلى جانب إنجازات حكومته في الصداقة مع الدول المجاورة وعضوية إيران في منظمة شنغهاي، يمكن أن تخلق نظرة إيجابية للحكومة الرئيسية في الداخل والخارج".
بدورها، ذكرت صحيفة "إيران" أن رئيسي خلال هذه الرحلة، بالإضافة إلى خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيلتقي أيضًا مع عدد من رؤساء الدول المشاركة في هذا الاجتماع، كما سيعقد اجتماعات جانبية أخرى.
مصير المفاوضات
وحول مصير مفاوضات الملف النووي الإيراني، أكد رئيس تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري أن "مشكلة الولايات المتحدة والغرب مع جمهورية إيران الإسلامية ليست مشكلة نووية"، وأضاف: "مواقف الغرب والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي ذريعة لاستمرار الأعمال العدائية".
وقال شريعتمداري إن "جورج فريدمان الخبير الأمريكي البارز في الشؤون النووية، يقول بوضوح إن مشكلتنا مع إيران ليست نووية، بل حقيقة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من دون علاقات مع الولايات المتحدة، هي اليوم أكبر قوة عسكرية وتكنولوجية في المنطقة".
وأوضح أن "من الأمثلة على فشل المفاوضات في المستقبل معارضة أمريكا لإعطاء ضمانات"، مضيفًا أن "هذا يعني أنهم لا يريدون ولا يؤمنون باتفاق مع إيران".
ونقلت "كيهان" ما قاله رئيسي في مقابلة له مع إحدى القنوات الإعلامية في نيويورك، من أن "أي اتفاق دون حل قضايا الضمانات المزعومة لا جدوى منه".
وأضاف رئيسي: "في هذا الاتفاق، كانت إيران هي التي وفت بالتزاماتها، إذ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يقرب من 15 مرة أن الجمهورية الإسلامية وفت بالتزاماتها وأن أنشطة إيران النووية سلمية"، وتابع أن "الأمريكيين هم من انسحبوا من الاتفاقية والدول الأوروبية هي التي لم تف بالتزاماتها".
من جهتها، ذكرت صحيفة "إيران" أن "الجمهورية الإسلامية جادة في التوصل إلى اتفاق يضمن المصالح الاقتصادية للأمة الإيرانية الناتجة عن تنفيذ اتفاقية، وقد قدمت حتى الآن معظم المبادرات خلال المفاوضات، وعليه إن الكرة في ملعب أمريكا والأمر متروك لواشنطن لاتخاذ قرارها السياسي الخاص بإنهاء المفاوضات والاتفاق في المستقبل القريب".
وأكّدت أن "لدى إيران جهدا دبلوماسيا قويا ونشطا لإلغاء العقوبات غير القانونية، وفي الوقت نفسه هناك خطة فعالة لتحييد العقوبات بما يتماشى مع التنمية السياسية والاقتصادية المستدامة".
ونشرت صحيفة "مردم سالاري" تحليلًا كتبه مركز أبحاث "كوينسي" أن "الفشل في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة كان فشلًا مشتركًا للولايات المتحدة وإيران، لأن الحكومتين جعلتا مواقفهما أكثر صعوبة من خلال تأخير المحادثات، لكن الحكومة "الإسرائيلية" تتحمل أيضًا مسؤولية كبيرة، إذ حاولت أن تجعل من الصعب على إيران العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة من خلال عمليات إرهابية وتخريبية سرية في إيران".
وأضاف المركز أن "محاولات "إسرائيل" تخريب المحادثات أنجح من مساعيها التخريبية في برنامج إيران النووي، وذلك لأن الهجمات "الإسرائيلية" كان لها تأثير مهم في استفزاز إيران لتوسيع برنامجها النووي إلى ما بعد حدودها السابقة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في العام ونصف العام الماضيين، بذلت الحكومة الأمريكية كل ما في وسعها لـ "طمأنة" الحكومة الإسرائيلية، ويبدو أن الحكومات الأوروبية هي الوحيدة التي تخشى فشل المحادثات".