الخليج والعالم
ندوة دولية بتونس عن الفرق بين المقاومة و"الإرهاب"
تونس – عبير رضوان
أقام المركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب ندوة دولية بالعاصمة التونسية تحت عنوان "المقاومة والإرهاب"، وذلك بالشراكة مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وبمشاركة خبراء ومختصين في العلاقات الدولية والقانون الدولي ونشطاء حقوقيين ومناضلين عرب.
وعُرِض خلال الندوة شهادات حيّة للتمييز بين المقاومة والإرهاب. فالمقاومة هي حق من الحقوق الإنسانية بالنضال من أجل تحرير الأرض بشتّى السبل والوسائل الممكنة، وهي حقٌ تكفله الشرائع والمواثيق الدولية. أمّا الإرهاب التكفيري فهو صناعة غربية من أجل تفتيت العالم العربي وتقسيمه وتحويل وجهة المقاومة من فلسطين إلى دول عربية أخرى.
ليلى خالد: مقاومة التطبيع هي مهمة الشعوب العربية
وأكدت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد أثناء مشاركتها في الندوة في تصريح لـ" العهد" بأنّ مقاومة التطبيع هي مهمة الشعوب العربية، ومقاومة "إسرائيل" هي مهمة الفلسطينيين الذين يعتبرون رأس الحربة للأمة العربية في مواجهة المحتل الصهيوني.
وفيما اعتبرت أنْ "ليس هناك شعب، يمكن أن يقرّر مصيره وهو ليس على أرضه"، شدّدت خالد على أنّ مفتاح الحل للقضية الفلسطينية هو عودة اللاجئين إلى فلسطين.
ودعت الأجيال الجديدة إلى تحمّل مسؤوليتها في الدفاع عن أرضها، مؤكدة أهمية مقاطعة "إسرائيل" بمختلف الوسائل، وقالت: "أقول للجميع، علينا أن نتكاتف ونتوحّد على هذا الهدف، والقضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين وحدهم، لكننا في الخندق الأول نواجه هذا العدو خاصة الأسرى الذين يواجهون العدو بأمعائهم الخاوية حتى يصلوا إلى مرحلة الموت".
وبينما أكدت خالد أنّ أشكال النضال مختلفة، قالت "إنّ سلاح الكلمة والإعلام مهم جدًّا لكشف الحقائق التي يحاول العدو الصهيوني تزييفها أمام الرأي العام الدولي".
وشدّدت على ضرورة مواجهة ما يُسمّى بـ "مشروع إقامة ناتو عربي"، مؤكدة أنّه يشكّل خطرًا على كلّ الأمة العربية.
أهمية التمييز بين مصطلحي المقاومة والإرهاب
من جانبه، شدّد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين ياسين الجلاصي، خلال الندوة، على أهمية أن تميّز وسائل الإعلام في المصطلحات التي تستعملها بين الإرهاب والمقاومة. وقال: "على مستوى الإعلام العالمي يوجد إشكال كبير وخلط على مستوى استعمال مصطلحات المقاومة والتحرير والإرهاب، وبين ما نعتبره حقّ الشعوب في المقاومة والانتفاض وبين الإرهاب، ودولة تونس وغيرها من الدول تعاني من الإرهاب يوميًّا، وفي نفس الوقت تدعم المقاومة وهناك فروقات كبيرة".
وأضاف: "يوجد مقاومة مشروعة وحقّ للشعوب في تصدّيها للإرهاب والعنصرية، وهناك خطر إرهاب يهدّد الدول والمجتمعات. وبالنسبة لنا في نقابة الصحفيين، المسألة محسومة، فلا حياد مع الإرهاب في ظواهره المهدّدة للدولة. ونحن ضدّه بكلّ وضوح، وفي الوقت نفسه مع المقاومة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها ومع مناهضة العنصرية والاحتلال، وهو كذلك مبدأ لا حياد فيه".
وتابع: "المقاربة التونسية لمقاومة الإرهاب لم تكن بالقوّة الكافية، وقد انتصرت على المواجهة الأمنية المسلّحة، فرغم أهمية ذلك، لكن يجب كذلك العمل على المواجهة الإعلامية والسياسية، وأيضًا من داخل المنظومة الدينية، ويجب إيجاد خطاب وطني جامع يوحّد التونسيين ضد ظواهر الإرهاب".
الأسس القانونية في القانون الدولي
من جهته، أكّد عضو مركز الدراسات حول الإرهاب عبد الناصر العويني، في كلمته، أنّ "الهدف من الندوة هو عرض الأسس القانونية في القانون الدولي والمحلي التي تفرّق بين المقاومة والإرهاب من أجل إيجاد وعي أدنى للتمييز بين المسألتين"، مشيرًا إلى أنّه "لا يمكن لإرهابيين وتنظيمات إرهابية أن يدّعوا مقاومتهم الاستعمار في حين أنّها لا تؤمن لا بالدولة الوطنية ولا القانون الوضعي، وهذا موجود في عدّة دول". كما تطرّق إلى نتائج الدراسة التي أنجزها المركز وهي وجود بعض الظواهر التي تسمى بـ "تأنيث الإرهاب" واستعمال المرأة في التنظيمات الإرهابية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024