الخليج والعالم
مؤتمر "نداء الأقصى الدولي" الأول في كربلاء يحمل "مبادئ النهضة الحسينية"
استضافت مدينة كربلاء المقدسة مؤتمر "نداء الأقصى الدولي" الأول، والذي حمل عنوان "مبادئ النهضة الحسينية ودورها في تحرير القدس وثورة الشعب الفلسطيني"، وذلك توازيا مع فعاليات ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) فيه 250 شخصية علمية وفكرية وثقافية من 60 دولة حول العالم، من ضمنهم توشار حفيد المهاتما غاندي، ومانديلا حفيد نيلسون مانديلا، فضلا وبعض عوائل الشهداء الفلسطينيين عن بعض الشخصيات العراقية.
كذلك، شارك في افتتاح المؤتمر مباشرة من القدس المحتلة مفتي فلسطين الشيخ محمد أحمد حسين، ورئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطالله حنّا.
وتهدف إنطلاقة المؤتمر الذي نظمته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين إلى تظهير أهمية التعاون والتضامن الدولييْن بين المؤمنين بالقضية الفلسطينية من أجل تحقيق مبادئ العدالة ومساندة الشعوب المظلومة، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأبشع أشكال الظلم واستلاب الحقوق، إلى جانب اعتبار ما تمثله ثورة الإمام الحسين وشهادته من نموذج رائد في الدفاع عن الحق والخير وبذل التضحيات في سبيل الإصلاح والانتصار لحقوق المستضعفين، وطرح القضية الفلسطينية ومبادئ النهضة الحسينية، باعتبارها نقاط وحدة والتقاء بين جميع الناس من كلّ جنس وبلد ودين، نظرًا لعدد الزوار الكبير.
ونظّم هذا المؤتمر بالتعاون بين عدد من الجهات والمؤسسات، من بينها الأمانة العامة للعتبة الحسينية ودار الإفتاء العراقية والحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، حملت على جدول أعمالها أربعة محاور منوّعة، هي: مبادئ النهضة الحسينية والقضية الفلسطينية، وشهادات من الواقع الفلسطيني، والدور التاريخي للشعب العراقي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والخطاب الفكري والثقافي وقضية فلسطين.
سلّط المؤتمر الضوء على السبل العملية للتصدي لمشروع التطبيع على المستوى الفكري والثقافي، وتحديد طرق الإفادة من المناسبات الدينية والجماهيرية ومنها زيارة الأربعين لتعزيز الترابط والتضامن بين "أحرار العالم وخدمة القضية الفلسطينية والقضايا العادلة".
البيان الختامي لمؤتمر "نداء الأقصى الدولي"
دعا البيان الختامي لمؤتمر "نداء الأقصى الدولي" الأول، للاستجابة للمرجعية الدينية في العراق بالهبة لمساعدة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه، قائلاً إن فلسطين قضية ذات أبعاد إنسانية وإسلامية وعالمية.
ألقيت بحسب البيان كلمات للوفود المشاركة في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمردعت إلى وحدة الأمة الإسلامية وجمع كلمتها، ونصرة الشعب الفلسطيني، مستنكرة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأكد المشاركون أن "القدس والأقصى هما قضية الأمة الأولى ولن يكون تحريرهما إلا على يد أبناء الأمة".
من جهته، قال جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة في مؤتمر نداء الأقصى: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، مضيفاً أن "الأقصى يدنس يومياً على مرأى ومسمع الأنظمة التي لا تحرك ساكناً"، مبينا أن"المعادلة تغيرت اليوم بفعل المقاومة، ومعركة سيف القدس كانت نقطة تحول تاريخية".
في السياق نفسه أكد الناطق باسم دار الإفتاء العراقيّة، الشيخ عامر البيّاتي، أن "العراق ما زال يقدم التضحيات من أجل نصرة فلسطين"، قائلاً: "سنبقى نربي أجيالنا على ذلك"، مشددًا على ضرورة دعم ثورة الشعب الفلسطيني وكفاحه لأن "قضيته هي قضية العرب وهي قضية مصيرية".
واعتبر ممثل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ خير الدين الهادي، أن رسالة المؤتمر تؤكد أن "شعب فلسطين ليس بمفرده في مواجهة الطغيان والاستعمار".
وفد "تجمع العلماء المسلمين" المشارك في مؤتمر يلتقي مفتي العراق
والتقى وفد "تجمع العلماء المسلمين" المشارك في مؤتمر نداء الأقصى الأول ، مفتي العراق الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي في مقر دار الإفتاء العراقي في مسجد أم الطبول في بغداد ضم رئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينه: أعضاء الهيئة الإدارية الشيخ ماهر مزهر والشيخ حسين غبريس ومسؤول الفريق الفني للتجمع الشيخ محمد اللبابيدي.
وتحدث باسم تجمع العلماء الشيخ غازي حنيني تحدث ناقلا لمفتي العراق رافع طه الرفاعي العاني تحيات تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وأوضح الدور المحوري الذي يلعبه التجمع في تاريخ أمتنا وأنه ضمانة للوحدة الإسلامية ووحدة الأمة، مؤكدًا أن التجمع سيبقى النموذج الأمثل للوحدة الإسلامية في العالم، مشيرًا إلى أنه لا مجال للوقوف على الحياد في معركة تحرير فلسطين، قائلاً: "لا بد أن نكون معها والمسرح الفلسطيني ما زال مفتوحاً".
من جهته، عرض الصميدعي "للتاريخ العريق الذي يحمله الإفتاء العراقي وهذه الدار بالتحديد التي منها انطلق العمل الجهادي والمقاوم في مختلف المراحل من الحرب ضد المحتل الأمريكي والحرب ضد العدو التكفيري"، مشيرا الى أن "تجربة تجمع العلماء المسلمين كانت مصدر إلهام له ولأهل العراق للالتفاف حول وحدة الأمة التي بها الخلاص من البلاء الذي يهدد العراق".
وفي الختام أعلن انه "إكراماً للأخوة علماء الأمة الإسلامية المقاومين من كل أنحاء الوطن العربي والإسلامي، سيطلق على هذه القاعة اسم "قاعة المقاومة".
سكرية لـ"العهد":الحدث غير المسبوق يأتي تأكيداً لوحدة المسلمين
وأكد أمين سر "الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين" وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر، عبد الملك سكريّة، في تصريح لموقع "العهد" الإخباري أن "الحدث غير المسبوق يأتي تأكيداً لوحدة المسلمين ولأن قضية الإمام الحسين (ع) هي للشيعة والسنة، ومن أجل قطع الطريق على العدو الأمريكي الصهيوني الذي يعمل ليلا نهارا على إشعال الفتنة السنية-الشيعية".
وأضاف سكرية في تصريحه لـ "العهد": "إن المؤتمر يندرج في إطار المواجهة العملية بعيداً عن الخطابات والشعارات"، مشدداً على أنّه "حدث تأسيسي لما سيأتي مع المقبل من السنين".