الخليج والعالم
عودة العلاقات بين تونس وسوريا.. مطلب شعبي وضرورة حيوية
تونس – عبير رضوان
لم تقتصر الدعوات لعودة العلاقات بين تونس وسوريا الى سابق عهدها على عدد كبير من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية الكبرى وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، بل تجاوزت ذلك لتصبح دعوات شعبية باتخاذ قرار وطني سيادي تونسي من جانب رئيس الدولة بإعادة العلاقات الديبلوماسية السورية – التونسية كاملة.
ومع تقاطر الوفود التونسية لزيارة سوريا خلال الأعوام الماضية، بدءًا من الوفد الكبير للاتحاد العام التونسي للشغل وممثلي عدد من الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني التونسية، إضافة الى اللقاء الذي عقد مؤخرًا بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع الرئيس التونسي قيس سعيد على هامش زيارته للجزائر، كانت كل الإشارات تؤكد أنَّ عودة العلاقات التونسية -السورية باتت أمرًا حتميًا، خاصة أن العلاقات بين البلدين عريقة وممتدة عبر التاريخ ولم تشبها أية شائبة قبل العام 2012، أي تاريخ قطع العلاقات الدبلوماسية، وهي خطوة أثارت حينها تنديدًا وغضبًا شعبيًا وحزبيًا تونسيًا واسعًا.
وبعد تولّي الباجي قائد السبسي رئاسة البلاد عام 2015، عيّنت وزارة الخارجية التونسية "قنصلًا عامًا" لتونس في العاصمة السورية دمشق، وشهدت العلاقات الدبلوماسية تحسنا بعد أن باتت على مستوى قنصلي.
وفي هذا السياق، أكد المحلّل السياسي والباحث التونسي هشام الحاجي لـ"العهد" أن "العلاقات بين سوريا وتونس ممتدّة على التاريخ ولا يمكن قطعها"، وقال إن "هناك ترددًا غير مفهوم من الجانب التونسي للحسم في مسألة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة سوريا في الوقت الراهن". وأضاف "هذا مطلب شعبي وهناك ما يشبه الوعود الواضحة التي قطعها الرئيس سعيد عندما كان مرشحا للرئاسة"، لافتا إلى أن "هناك علاقات تاريخية بين البلدين وحاليا هناك ملف تسفير الإرهابيين الى سوريا ما يزال مفتوحا".
وتابع "إعادة العلاقات من شأنها أن تساهم في كشف مزيد من الحقائق في هذا الملف وفي تجاوزه"، مشيرًا إلى أن "قرار قطع العلاقات جاء بالتزامن مع مخططات لأطراف خارجية كان هدفها استهداف سوريا وضرب أواصر التواصل بين سوريا وتونس وهي جسور ممتدة عبر التاريخ بين الشعبين والأنظمة ولا يمكن بأي حال من الأحوال قطعها".
وشدّد الحاجي على أن "عودة العلاقات بين البلدين مهمة جدا في سياق حالة الهوان والضعف العربيين"، وأشار الى أن "سوريا استطاعت أن تتجاوز الأزمة بفضل صمود شعبها وبدعم اصدقائها وأن تخرج من المخطط الامبريالي الصهيو-امريكي الذي ساهمت فيه أقطار اقليمية كانت تستهدف استقرار سوريا وأمنها".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024