الخليج والعالم
"دراسة النص وإعداد الرد لمفاوضات رفع الحظر".. حديث الصحف الايرانية
تناولت الصحف الإيرانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، الموضوع الأبرز على الساحة بما يتعلق بمستجدات المفاوضات حول الاتفاق النووي، وبخاصة تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول دراسة رد الحكومة الأميركية على آراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحلّ ما تبقّى من القضايا في مفاوضات رفع الحظر.
وفي المقلب الدولي أيضًا، سلطت بعض الصحف الإيرانية الضوء على آثار الحرب الروسية الأوكرانية على القارة الأوروبية مبيّنة حجم الأزمات التي تعاني منها القارة العجوز.
الاتفاق النووي
مازالت قضيّة المفاوضات النووية تحظى باهتمام يومي في الصحف الإيرانية، وبعد أن ردّ الجانب الأميركي توجهت الأنظار إلى طبيعة الردّ الإيراني المتوقّع.
وقد ذكرت صحيفة "اطلاعات" نقلًا عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيانأنّ الوصول إلى الاتفاق لا بدّ من أن يكون مسبوقًا بضمانات واضحة وموثوقة فيما يتعلق بالخطوط الحمراء الإيرانية، وتابع"نريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتجنّب السلوك السياسي وأن تعمل فقط ضمن الإطار الفني".
وكان كشف عبداللهيان في مؤتمرٍ صحفي عقده في روسيا، أنّ إيران تبحث في الردّ الأميركي "ولكننا مازلنا بحاجة إلى نصٍّ أقوى من حيث الضمان"، على حدّ تعبيره.
بدورها، نقلت "كيهان" عن نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، قوله إنّ "استعراض عملية التفاوض في الأشهر الأخيرة أظهر أن يد إيران ممتلئة"، في إشارة منه إلى أنّها صاحبة اليد العليا في المفاوضات.
وجاء في أحد مقالات "كيهان" بحث حول تحليل "النوازع" الصهيونية التي تدعوها للوقوف ضد الاتفاق النووي، وخلصت إلى أنّ الموقف الحالي لهذا الكيان مكمل لسياسة الحكومة الأمريكية، ومثل هذا الخداع السياسي لا ينبغي أن يكون له أيّ تأثير على تنفيذ الاتفاقية.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "آرمان ملي" عن جون كولاروسو، الأستاذ في جامعة ماكماستر في كندا، أنّ أميركا تتعامل بما أسماه "الهيمنة الأخلاقية"، حيث اتهمت واشنطن إيران بإضاعة الوقت أثناء المفاوضات، مع أنّها قدّمت ردّها على اقتراح الاتحاد الأوروبي بعد حوالي 10 أيام.
وفي المقصود من "الهيمنة الأخلاقية"، أي أنّها تعني اتخاذ إجراءات لجعل الطرف الآخر يبدو وكأنّه غير جاد بشأن المفاوضات ويحاول بطريقة ما إطالة أمد المفاوضات.
وبحسب "آرمان ملي"، أشار كولاروسو، في الختام، إلى أنّ هذه هي إحدى استراتيجيات العمل الأميركي.
وفي السياق، نقلت صحيفة "مردم سالاري" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إنّ "موسكو راضية تمامًا عن إحياء الاتفاق النووي"، وذكر أنّ روسيا تسعى لتشكيل منطقة تجارة حرة مع إيران.
وأشارت "مردم سالاري" إلى ما ذكره نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحفي، ردًّا على سؤال حول حقيقة ما يُشاع بأنّ "أميركا توصّلت إلى اتفاق سيُعلن عنه خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قادمة"، قال: "هذه التقارير غير صحيحة. لم نتوصل إلى تفاهم. لا يزال الوضع كما شرحت أمس. تلقينا تعليقات إيران على النص المقترح من الاتحاد الأوروبي من خلال الاتحاد الأوروبي، وقدّمنا ردّنا يوم الأربعاء ، 24 آب/أغسطس. الآن يجب على إيران الرد".
الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الأوكرانية الروسية وآثارها التي وصلت إلى أوروبا والأزمات المختلفة التي ألقت بظلالها على قارة بكاملها، كانت محل اهتمام الصحف الإيرانية أيضًا، فقد ذكرت صحيفة "اطلاعات" خبر وصول فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كييف في مهمة لزيارة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا في جنوب أوكرانيا، والتي تعرّضت للقصف عدّة مرّات خلال الحرب الأوكرانية.
وتصدّر خبر توقيف روسيا تصدير جزءًا من غازها إلى أوروبا والذي شكّل أزمة جديدة مرتقبة أيضًا، فقد ذكرت "اطلاعات" وسائر الصحف الإيرانية، أنّ شركة "غازبروم" الروسية أوقفت تصدير الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1"، وجاء ذلك رداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
بدورها، خصصت "كيهان" مقالًا حول قضية العقوبات المفروضة على روسيا، وكيف أنّ إيران قد مرّت بالتجربة نفسها، ولذا فإنّه بحسب هذا المقال ستستفيد روسيا من تجربة إيران فيما يخص "التأقلم" مع العقوبات الغربية، بحسب تعبير الصحيفة.
واهتمت "كيهان" أيضًا بنقل اعتقاد عدد من علماء الاجتماع، أنّ أسباب تفاؤل الروس في ظل ظروف العقوبات والحرب والنمو غير المسبوق لشعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترجع إلى حقيقة أنّ المواطنين الروس يفخرون بأنّ روسيا تحدّت الغرب بغزوها العسكري لأوكرانيا.
وفي سياق موازٍ، كان لافتًا ما نشرته معظم الصحف الإيرانية، حول أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد طلب من الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي التوسّط بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب القائمة.
وتعقيبًا على ذلك، ذكرت صحيفة "آرمان ملي" الآثار الناتجة عن توسّط إيران بين روسيا وأوكرانيا، حيث أجرت مقابلة مع بعض الخبراء، لتخلص إلى القول أنّه "إذا كان بإمكان إيران أن تلعب دورًا في هذا المجال، فإنّ ذلك سيوفّر لطهران صورة دوليّة من جهة الاهتمام بالسلام العالمي، وسيظهر بمظهر بلد يمنع الحرب، وقد قدم خدمة جليلة للإنسانيّة".
إلى ذلك، اهتمّت الصحف الإيرانيّة بنقل الصورة العالميّة لأميركا و"إسرائيل" وأوروبا وغيرها من الدول عبر ترصّد الأخبار المتنوعة في العالم، فقد نقلت "إطلاعات" تنديد المتحدث باسم الخارجية الصينية "تشاو ليجيان" بالاحتلال الأمريكي لسوريا إلى جانب سرقة النفط وسرقة القمح من قبل القوات الأمريكية في هذا البلد، وقال: "إنّه لأمر فظيع أن يستمرّ هذا القدر من النهب الأمريكي في سوريا. بينما يواجه الشعب السوري أزمة إنسانيّة حادّة".
وذكرت الصحيفة نفسها نقلًا عن مصادر إعلامية وقوع هجوم إلكتروني على ثلاثة موانئ رئيسية تابعة للنظام الصهيوني، وعُطّلت المواقع الإلكترونية لهذه الموانئ.
أما في السعودية، فقد نقلت "إطلاعات" أنّ عناصر "الأمر السعودي" داهمت مركزًا لرعاية الأطفال الأيتام في "خميس مشيط" الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، واعتدوا بالضرب المبرح على أطفال ونساء هذا المركز، في عمل وصفته بأنّه "استمرار لنشاط هذا النظام المناهض لحقوق الإنسان".
واهتمت "آرمان ملي" في نقل الصدامات المستمرة بين الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة الأميركية، وكيف أنّ هذا الصراع يشتدّ قبل الاستحقاق الرئاسي، معتبرة أنّ أحد أبعاد الحملة الانتخابية في أمريكا موجّه نحو تراشق الاتهامات بين الحزبين وكلّ منهما يحاول "كسب المصداقية" من خلال فضح الطرف الآخر، لافتة إلى أنّه "مع استمرار هذا النوع من "التفاعل" فإنّ الانتخابات الرئاسية ستشهد "تجليات غير أخلاقية" قادمة"، وفق تعبيرها.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024